Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجفاف الكبير في غرب أميركا يعتبر الأشد منذ 1200 سنة

يستخدم المصطلح في وصف موجة ممتدة من القحط تستمر عقدين أو أكثر

وصلت مياه البحيرات القريبة من كاليفورنيا إلى أدنى مستوياتها تاريخياً (يوتيوب)

تبين أن "موجة الجفاف الكبرى"mega-drought  التي تجتاح جنوب غربي الولايات المتحدة حاضراً، تعتبر الفترة الأكثر قحطاً التي مرت على المنطقة منذ 1200 سنة، وفق دراسة حديثة.

ويُعرَّف "الجفاف الكبير" أو الضخم بأنه موجة من القحط تستمر طوال 20 سنة أو أكثر، مع ملاحظة أن الجفاف في الغرب الأميركي يصنف بوصفه الأشد من نوعه منذ عام 800 ميلادي في أقل تقدير، ويرجع ذلك إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة وانخفاض في هطول الأمطار منذ صيف 2020 حتى صيف 2021.

نُشرت الدراسة الجديدة الاثنين الماضي في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" Nature Climate Change. وقد وَجَدَتْ أن الجفاف الضخم في الغرب الأميركي قد تجاوز في وطأته حاضراً، فترة الجفاف التي حدثت في أواخر القرن الخامس عشر.

احتسب [الباحثون] شدة الجفاف باستخدام أنساق من حلقات الأشجار، توفر معلومات معمقة حول مستويات رطوبة التربة سنوياً، على مدى فترات زمنية طويلة. وجرى التحقّق من النتائج من طريق مقارنتها ببيانات مناخية تاريخية تتعلق بتلك المنطقة الممتدة من جنوب ولاية "مونتانا" إلى شمال المكسيك، ومن المحيط الهادئ حتى جبال "روكي".

في النتيجة، وجد هؤلاء أنه منذ بداية القرن الحادي والعشرين، بلغ متوسط النقص في رطوبة التربة ضعفي الشدة التي وصل إليها أي جفاف كابده القرن العشرين، وسجل مستوى أعلى حتى مما كانه خلال الفترات الأكثر قحطاً إبّان موجات الجفاف الكبرى الأشد حدّة في الـ12 قرناً الماضية.

في ذلك الصدد، ذكر عالِم الجغرافيا بارك ويليامز، الباحث الرئيس في الدراسة في "جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس" (UCLA)، إن التغلب على الجفاف الضخم ربما يستغرق سنوات عدة تتخللها معدلات عالية من هطول الأمطار.

وفي تصريح أدلى به في هذا الشأن، استبعد ويليامز "جداً أن ينتهي هذا الجفاف في عام ممطر واحد".

وفي منحى متصل، اكتشف الباحثون أن موجات الجفاف الضخمة حدثت بشكل متكرر بين عامي 800 و1600، ما ذهب بهم إلى الاعتقاد بأن منطقة جنوب غربي الولايات المتحدة مرَّتْ بتقلبات بين فترات من الجفاف والرطوبة، قبل نشوء أزمة المناخ.

كذلك كشفت نماذج حاسوبية مناخية متوافرة أن موجة الجفاف الحالية كانت لتحدث حتى في حال غياب الاحتباس الحراري العالمي، إنما ليس بالقدر نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبصورة عامة، تعتبر أزمة المناخ الناجمة في معظمها عن حرق الوقود الأحفوري، مسؤولة عن 42 في المئة تقريباً من نقص الرطوبة في التربة منذ عام 2000.

وكذلك يفاقم الارتفاع في درجات الحرارة على الصعيد العالمي، الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، التبخر الذي يؤدي إلى جفاف التربة والغطاء النباتي، ويقود تالياً إلى موجات جفاف شديدة.

وقد ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في جنوب غربي أميركا بمقدار 1.6 فهرنهايت (0.9 درجة مئوية) بين 1901 و2016، على ما يرد في أحدث بيانات "التقييم الوطني للمناخ" في الولايات المتحدة.

حاضراً، يضرب الجفاف 95 في المئة من مساحة الغرب الأميركي، وفق "مرصد الجفاف" في الولايات المتحدة. في سبتمبر (أيلول) 2021، بلغت سعة المياه في بحيرتي "باول" Powell و"ميد" Mead مجتمعتين، علماً أنهما تندرجان ضمن أكبر خزانات المياه في الولايات المتحدة وتقع كلتاهما على نهر كولورادو، 39 في المئة، منخفضة عن 49 في المئة لعام 2020، وهما المستويان الأدنى منذ أن شرع الخبراء في تتبع معدلات مياه تلك البحيرات عام 1906.

وفي صيف 2021، أعلن مسؤولون تسجيل أول نقص من نوعه في منسوب نهر كولورادو الذي يزود 40 مليون شخص بالمياه ويغذي 4.5 مليون فدان من المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل وتربية الماشية.

في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وافقت ولايات أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا طواعية على تقليص كمية المياه المستخدمة من نهر كولورادو، بغية الحؤول دون مكابدته حالات نقص في المياه في السنوات المقبلة.

في ذلك الصدد، ذكر البروفيسور ويليامز من "جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس"، إن جهود حفظ المياه التي ستمتد إلى ما بعد فترات الجفاف، ستكون ضرورية للمساعدة في ضمان حصول السكان على المياه التي يحتاجون إليها مع اشتداد ظروف الجفاف نتيجة أزمة المناخ.

© The Independent

المزيد من بيئة