Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سور مجرى العيون الأثري في القاهرة ينتظر حلة جديدة

استخدمت كوسيلة لنقل المياه إلى قلعة صلاح الدين عندما كانت مقراً للحكم في مصر

مشروع التطوير يسعى إلى إعادة إحياء الأثر ووضع المنطقة على خريطة السياحة في مصر (موقع خريطة مشاريع مصر)

في قلب القاهرة التاريخية تقع منطقة سور مجرى العيون التي يعود تاريخ بداية التفكير في إنشائها إلى العصر الأيوبي في مصر، لتشهد تطورات عدة انتهت بالبناء الحالي الذي يعود لعهد المماليك، واستخدم أساساً كوسيلة لنقل المياه العذبة إلى مقر الحكم الواقع في قلعة صلاح الدين الأيوبي آنذاك.

ومع مرور السنوات عانت المنطقة الإهمال وامتداد الزحف العمراني غير المخطط واستخدامها في أنشطة لا تتلاءم وطبيعة المكان، مثل ورش المدابغ التي نقلت أخيراً إلى منطقة صناعية متكاملة بالعاشر من رمضان (شرق القاهرة) ليتم البدء في مشروع متكامل لإعادة الأثر التاريخي الذي يعد من أشهر إنشاءات الحقبة المملوكية في مصر إلى سابق عهده.

يأتي مشروع تطوير سور مجرى العيون كجزء من مشروع متكامل لتطوير القاهرة التاريخية وإعادة الوجه الحضاري والتاريخي للمنطقة، من خلال إعادة إحياء وتطوير المناطق الأثرية التي كان بعضها لا يحظى بالاهتمام الكافي، والعمل على وضعه على خريطة السياحة مرة أخرى.

ويضم مشروع التطوير محاور عدة من بينها الترفيهى على مساحة 16 فداناً مجاورة لسور مجرى العيون مباشرة على الطراز الإسلامي القديم، وستضم أسواقاً منوعة تشمل منتجات الحرف التراثية مثل الخيم والصاغة والنحاسين وغيرها من الصناعات اليدوية التي اشتهرت بها القاهرة التاريخية.

كما سيتم إنشاء منطقة للمسرح والفنون بها مسرحين أحدهما مكشوف ودور للسينما، وخان للحرف اليدوية وفنادق ومقاه ومطاعم ومناطق ترفيهية، وكل المنشآت سيتم اعتماد الطابع الإسلامي في تصميماتها لتكون جزءاً من المكان ولا تتنافر معه.

تاريخ المنطقة

وعن تاريخ المنطقة وأهميتها التاريخية يقول يوسف أسامة الباحث في التاريخ الإسلامي، "كانت القلعة الواقعة بمنطقة القاهرة القديمة التي أنشئت في عصر صلاح الدين الأيوبي عام 1176 حصناً للجنود، وكانت تزود بالماء من طريق بئر حفر داخلها كان يسمى بئر يوسف حفره الوزير بهاء الدين قراقوش، ومنذ عهد السلطان الكامل (1207) فكر أن تتحول القلعة إلى مقر للحكم في مصر، وبالفعل تم ذلك بداية من عهده وحتى عهد الخديوي إسماعيل الذي نقل مقر الحكم في مصر إلى قصر عابدين عام 1872.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجد السلطان الكامل أن ماء البئر في القلعة لم يعد حلاً مناسباً لقلة عذوبته، ولأن الحاجة إلى الماء في القلعة آخذة في الازدياد، كونها مقر الحكم وبها الحاكم ودواوين الحكومة كاملة، إضافة إلى إعداد كبيرة من العسكر.

ويضيف، "فكر السلطان الكامل في إنشاء مجرى للمياه أعلى السور الذي بناه صلاح الدين الأيوبي حول القاهرة لجلب المياه من النيل، ورفعها للقلعة من طريق مجموعة من السواقي، وكانت هذه هي الفكرة الأولى لسور مجرى العيون، وبالفعل نفذت الفكرة وأدخلت عليها تعديلات على مر السنوات، حيث تم في العهد المملوكي البحري أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون عمل ترميمات لهذا النظام وإنشاء أربع سواقي جديدة، وقبل وفاته زاد ضغط وجريان الماء للقلعة، وحدثت ترميمات لاحقة في العصر المملوكي الجركسي قام بها يلبغا السالمي وكان من أمراء السلطان الظاهر برقوق، ولاحقاً تمت تعديلات في عهد السلطان قايتباي".

إنشاء سور مجري العيون

سور مجرى العيون الموجود حالياً تم إنشاؤه خلال حقبة المماليك في مصر كواحد من نماذج العمارة المائية. ويقول أسامة إن "سور مجرى العيون الحالي أنشئ في فترة لاحقة في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري الذي أبطل المجرى القديم وأنشأ آخر جديداً عام 1507، يبدأ من منطقة فم الخليج ويمتد حتى منطقة السيدة عائشة، وتظهر شارة السلطان الغوري ونص التأسيس على البناء بالفعل، ويمتد البناء الجديد الذي أنشئ في عهد المماليك لـ 271 عقداً (فتحة) هي القناطر الجديدة التي بنيت بغرض إمداد القلعة بالمياه من طريق رفعها بالسواقي إلى قلعة صلاح الدين، وبالفعل استمر العمل به بنجاح لفترة طويلة".

ويضيف، "كان هناك ست سواقي تختص بهذا الأمر دمرت جميعها مع مرور الزمن وانتقال الحكم من القلعة لقصر عابدين، والتطور بشكل عام وعدم الحاجة إلى نقل المياه بمثل هذه الطرق، ولم يتبق من السواقي حالياً غير واحدة فقط تعود إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون (1312) وهي حالياً مسجلة كأثر باعتبارها نادرة".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات