Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوء الأحوال الجوية يسبب توترا بين غزة وإسرائيل

أجرى الوسطاء اتصالات بين الطرفين لقطع الطريق أمام نشوب مواجهة عسكرية جديدة

رداً على سقوط صاروخين قبالة شواطئ تل أبيب أطلقاً من غزة صباح السبت، الأول من يناير (كانون الثاني)، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وكثفت الطائرات الحربية من طلعاتها في أجواء القطاع قبل تنفيذ عمليات القصف التي تركزت على مواقع تتبع لـ "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن المقاتلات الإسرائيلية شاركت في شن سلسلة غارات على أهداف تابعة لحركة "حماس"، وشملت مجمع تصنيع صواريخ ومواقع تستخدم للتدريب العسكري، وكذلك قصفت الدبابات مراصد عسكرية على الحدود الفاصلة مع غزة.

رد إسرائيل

وبحسب المتابعة الميدانية، فإن كل أذرع الجيش شاركت في الهجوم الإسرائيلي على القطاع، وشارك سلاح الجو بالطائرات الحربية بما فيها المروحيات في شن غارات على مواقع تدريب لحركة "حماس"، وكذلك أطلق سلاح البر بواسطة الدبابات والمدفعية والجنود نيرانه صوب نقاط رصد الفصائل المسلحة، كما نفذ سلاح البحرية هجوماً على مراكب الصيادين ومنعها من مواصلة عملها.

ولفت أدرعي إلى أن "نطاق ونوعية الأهداف التي تعرضت للهجوم تعد رسالة واضحة لحماس بأن إسرائيل تدافع عن أمنها، وأن المعركة المقبلة ستكون قاسية، والمنظمة في غزة مسؤولة عما يحدث وعليها تحمل تبعات الأعمال الإرهابية التي تنطلق من القطاع".

وتعد هذه المرة الأولى التي تتوتر فيها الأوضاع الأمنية، وتصل إلى حد التدخل العسكري بين غزة وإسرائيل بعد أن توصل الطرفان لوقف إطلاق نار في مايو (أيار) 2021، برعاية مصرية أميركية أممية عقب جولة قتال استمرت 11 يوماً.

الفصائل لم تلتزم الصمت

وخلال الغارات الإسرائيلية الليلية على قطاع غزة لم تلتزم الفصائل الفلسطينية بالصمت، إذ أطلقت رشقات صاروخية باتجاه البحر، وقالت إنها تجري تجربة في إطار تطوير قدارتها العسكرية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أطلق عناصر الفصائل المسلحة المضادات الأرضية صوت الطائرات التي قصفت مواقع في القطاع، وكذلك فتحوا أسلحة نيرانهم الرشاشة باتجاه الهليكوبتر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم إن القوة هي أفضل علاج للقوة، ومنذ ثلاث سنوات تبنت الفصائل المسلحة كما إسرائيل معادلة قائمة على القصف الذي يقابله قصف من دون جر المنقطة إلى عملية عسكرية، وتكررت هذه الحال خلال أعوام 2018 و2019 و2020، إلا أنها تطورت عام 2021 إلى قتال مفتوح.

ويأتي هذا التصعيد بعد وقوع حدثين أمنيين في غضون أيام، أسفر الأول عن إصابة إسرائيلي بجروح عقب إطلاق مسلحين النار عليه من قطاع غزة لم يرد عليه الجيش، ثم سقوط صاروخين قبالة شواطئ تل أبيب ويافا، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل تطور خطير ويستوجب الرد.

من دون عملية عسكرية

وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ألون شوستر إنهم قرروا الرد على أي تجاوزات ترتكب من غزة بحق إسرائيل، ولن يقفوا صامتين ومتفرجين على الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل، ولن تكون تل أبيب كيس ملاكمة لحركة "حماس"، لذلك سيرد الجيش على أي تجاوز من غزة، ناصحاً الحركة بأن تضبط الأمور وتهتم بشؤون الناس بدلاً من جر المنقطة إلى تصعيد عسكري.

على أي حال، فإن الصاروخين اللذين سقط أحدهما قبالة شواطئ تل أبيب والآخر في تجمع ساحلي في يافا، تم إطلاقهما نتيجة خلل فني بفعل التقلبات الجوية، وتسبب البرق والمطر في إحداث ذلك، وهما لم يكونا ضمن أنشطة تدريبية أو تجريبية تجري في القطاع.

وفي الواقع فإن أوضاعاً مماثلة جرت خلال السنوات الأخيرة، وكانت إسرائيل تسلم بمبررات "حماس" بصفتها السلطات السائدة، ولكن عادة ما ترد على ذلك بقصف أهداف في القطاع من دون أن تذهب إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، وقال عضو الكنيست أيوب قرا، "إذا لم ترد إسرائيل على إطلاق الصاروخين من غزة، فإن قوة الردع ضد حماس تنتهي، وسيشجع ذلك الحركة والفصائل لمواصلة توجيه النار صوب المواطنين والمدن الإسرائيلية".

حال توتر منذ أيام

هذه التطورات دفعت رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي إلى عقد جلسة تقويم مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لبحث سبل الرد عبر بدائل عسكرية لا تدفع المنطقة لمواجهة جديدة، وقدم ذلك إلى المستوى السياسي الذي قرر شن سلسلة غارات على القطاع يكون هدفها الرد، من دون أن تدفع الفصائل إلى خوض معركة قتال جديدة.

وجاء هذا القرار بعد أن أجرى الوسطاء المصريون سلسلة اتصالات مكثفة مع إسرائيل وقادة الفصائل الفلسطينية لقطع الطريق أمام أي ضربات إسرائيلية قد تؤدي في نهايتها إلى نشوب مواجهة عسكرية جديدة، في ظل حال التوتر الأمني المتصاعد بين المنطقتين.

وفي الواقع تمر المنطقة في حال توتر منذ أيام، إذ تجري الفصائل الفلسطينية كما إسرائيل مناورات عسكرية تحاكي شكل المواجهة العسكرية المقبلة، والتي من ضمنها تدريبات كتائب "القسام" على خطف جنود وعمليات إنزال خلف حدود إسرائيل.

وتهدد حركة "حماس" إسرائيل بالعملية العسكرية إذا لم تتراجع عن الابتزاز في ملفي الإعمار وكسر الحصار الذي يعرقل تنفيذهما. وقال مسؤول مكتب العلاقات العربية خليل الحية إن بقاء وقف إطلاق النار ساري المفعول يوجب إزالة ما يعطل إعمار القطاع ويكسر الحصار المفروض عليه.

كما تستعد حركة "الجهاد الإسلامي" لخوض معركة عسكرية مع إسرائيل، وقد فارق الأسير هشام أبو هواش، وهو أحد كوادرها في الضفة الغربية، حياته نتيجة إضرابه عن الطعام لليوم 139 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداري. وحذر الأمين العام للحركة زياد النخالة إسرائيل من أن وفاة المضرب عن الطعام تعد عملية اغتيال ستتعامل معها الحركة وفقاً لمقتضيات الرد.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط