Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضربات مناخية قاسية: ارتفاع حرارة البحار وفيضانات قياسية وقبة حرارية

إنها السنة التي استيقظت فيها الأمم الغنية على كابوس التدهور العالمي للبيئة

مواطن يوناني في جزيرة "إيفا" يحمل خرطوم مياه الإطفاء أثناء مكافحة النيران الكارثية في أغسطس 2021 (أ ف ب)

لفترة طويلة، بدت مصطلحات كـ"الاحتباس الحراري" أو "تغير المناخ"، كأنها تعابير تشير إلى مشكلة بعيدة وفكرة مجردة إلى حد ما، بالنسبة إلى عدد كبير من الشعوب، لا سيما في الدول الغنية.

حتى في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة اللغة الخطابية، لوصف انهيار أنظمة الطقس على كوكبنا، مع نشر العلماء مصطلحات كـ"أزمة المناخ" و"حال الطوارئ البيئية" في محاولة لتأكيد حجم المشكلة، أخذت تلك التحذيرات إلى حد كبير على أنها من أجل المستقبل.

وقد صدرت الموجة الأولى من التحذيرات الجدية من خطورة أزمة المناخ ودور الإنسان في زعزعة استقراره، في منتصف القرن العشرين. لكن بعد مرور أكثر من 70 سنة، ما زالت حكومات عدة وشركات حول العالم تقاوم الضغط الهادف إلى كبح جماح الغازات المسببة للاحتباس الحراري والمغيرة للمناخ، التي تقف خلف المشكلة.

وفي موازاة تفاقم آثار أزمة المناخ على مدى العقود الأخيرة من الزمن، ازداد بشكل طفيف الوعي العام بالكوارث المتصاعدة، لكن هذا الوعي لم يواكب القياسات العلمية، وحدث انفصال واضح بين محنة العالم الطبيعي والدور الذي يلعبه جنسنا البشري فيها.

وتتمثل هذه الكوارث في تسارع ارتفاع مستويات مياه البحار وذوبان الجليد البحري بوتيرة أسرع. وكذلك أصبحت العواصف القوية أكثر تواتراً، فيما باتت حرائق الغابات تلتهم مساحات خضراء أكبر، والفيضانات تزداد سوءاً.

وفيما تصنف الكوارث في الدول النامية على نحو روتيني في الوعي العام الجماعي، بوصفها غير استثنائية، إلا أنه من الممكن اعتبار 2021 سنة استيقاظ الدول الغنية على حقيقة أن أزمة المناخ أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لها أيضاً. وفجأة، بدا أن الطقس القاسي ينعكس سلباً على قطاعات كبيرة من الشعوب الغنية، ومع هذا التغيير، وصلت أزمة المناخ الآن إلى دول الغرب.

لا يمكن طبعاً أن يعزى أي حدث بالغ الشدة مرتبط بالطقس إلى أزمة المناخ، لكن ارتفاع وتيرة الكوارث وحجمها يصبان في إطار نمط يرى علماء البيئة أنه يتماشى مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة حول العالم والأزمة المناخية المتفاقمة.

لكن، حتى مع أخذ هذا الجانب في الاعتبار، فقد بدت 2021 سنة مروعة، إذ قرعت أجراس الإنذار فيها وتردد صداها أكثر فأكثر، إلى حد أن "منظمة الأرصاد الجوية العالمية" World Meteorological Organisation وصفتها في يونيو (حزيران)، بأنها السنة التي "ستكون فاصلة لجهة نجاح العمل المناخي أو فشله، مع نافذة للفرص يمكنها أن تجعل أسوأ آثار للتغير المناخي، التي تشمل حالات الجفاف والفيضانات والعواصف الأكثر تواتراً، تتراجع بسرعة".

في ما يأتي أبرز ما حدث خلال 2021.

 

8 يناير (كانون الثاني): "مكتب الأرصاد الجوية" يحذر من ارتفاع نسبة الكربون في الغلاف الجوي

بدأت أخبار المناخ لهذه السنة بتحذير قاتم أطلقه "مكتب الأرصاد الجوية" في المملكة المتحدة Meteorological Office، من أن مستوى الكربون في الغلاف الجوي للكوكب في طريقه إلى الارتفاع بـ50 في المئة فوق المعدل الذي كان عليه في فترة ما قبل عصر الصناعة، ويتجاوز 417 جزءاً في المليون PPM (هذا يعني أنه في كل مليون جزيء من الهواء يوجد 417 جسيماً من ثاني أكسيد الكربون). ثبت أن هذه هي الحال فعلاً، حينما سجلت السلطات الأميركية في يونيو (حزيران) أعلى المستويات من الكربون التي تجاوزت عتبة 420 جزءاً في المليون. وفيما أدى التصنيع على مدى أكثر من 200 سنة، أي وصولاً إلى عام 1986، إلى ارتفاع مستويات الكربون بنسبة 25 في المئة حول العالم، إلا أن تضاعف نسبة هذه المستويات لم يتطلب أكثر من فترة زمنية تزيد قليلاً على 30 سنة.

 

9 يناير: تحطيم الرقم القياسي لتساقط الثلوج في مدريد

غطت عاصفة ثلجية غير عادية ومستمرة أتت بها "العاصفة فيلومينا"، أنحاء واسعة من إسبانيا بالثلوج، متسببة في قطع مئات الطرق، ومخلفة أربعة قتلى. وقد حاصرت آلافاً من الأفراد داخل سياراتهم أو في محطات القطار والمطارات، ما اضطر السلطات المسؤولة إلى تعليق العمل بالخدمات.

وسجلت العاصمة الإسبانية مدريد أكبر تساقط للثلوج فيها منذ نحو 50 سنة، واستدعيت قوى الجيش للمساعدة في إنقاذ الناس من المركبات التي حوصرت في مختلف الأماكن، سواء أكانت طرقات صغيرة أو رئيسة في المدينة.

 

19 يناير: "العاصفة كريستوف" في المملكة المتحدة

دخلت المياه إلى مئات المنازل في مختلف أنحاء شمال المملكة المتحدة وغربها، وأجلي آلاف الأشخاص من منازلهم، خلال إحدى أكثر الفترات هطولاً للأمطار على مدى ثلاثة أيام، من الثامن عشر إلى العشرين من يناير، التي سجلت في المملكة المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

7 فبراير (شباط): انهيار جليدي وصخري في جبال هيمالايا

تسبب انهيار للصخور والجليد في سلسلة من الحوادث التي ألحقت أضراراً جسيمة بمحطتين للطاقة الكهرومائية في البلاد، مخلفة أكثر من 200 قتيل ومفقود في ولاية "أوتاراخاند" في الهند.

وتحدثت أبحاث أجريت لاحقاً عن أن أزمة المناخ اضطلعت بدور مهم في ما جرى، وكذلك نبه علماء المناخ إلى أن انحسار الأنهار الجليدية "يمكن أن يزعزع استقرار الأطراف الجبلية، ويغير النظم الهيدرولوجية والحرارية، وأنظمة الإجهاد للصخور هناك".

 

9 فبراير: تلوث الهواء يقضي على شخص من كل 5 على مستوى العالم

توصلت دراسة نشرت في مجلة "أبحاث البيئة"Environmental Research  إلى خلاصات مفادها أن تلوث الهواء الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري يمكن أن يكون السبب في حدوث وفاة من بين كل خمس وفيات حول العالم.

ولاحظ علماء المناخ أن التلوث الناجم عن حرق الوقود الأحفوري تسبب في نحو عشرة ملايين حالة وفاة مبكرة في 2012، مع فقدان مبكر لأكبر عدد من الأرواح في الصين والهند.

 

31 يناير: الإعصار الاستوائي "آنا" يضرب فيجي

أدى الإعصار "آنا" وهو أحد ثلاثة أعاصير استوائية متتالية ضربت "فيجي" في نهاية يناير، إلى مقتل شخص واحد، وإجبار عشرات الآلاف من السكان على إخلاء مناطقهم، تاركاً خلفه خسائر قدرت بملايين الجنيهات.

 

13-17 فبراير: عاصفة تكساس الثلجية

وجد أكثر من مليونين و500 ألف شخص أنفسهم بلا كهرباء، بعدما اجتاحت عواصف ثلجية الولايات المتحدة الأميركية، وحدث أكثرها إضراراً في ولاية تكساس تحديداً، حيث أدت الظروف الجوية السيئة إلى وقف العمل بالبنية التحتية الهشة للطاقة الكهربائية في تلك الولاية.

وأظهرت صور غير مسبوقة التقطتها أقمار اصطناعية كيف غطت العاصفة الثلجية الهائلة أكثر من 70 في المئة من الولايات المتحدة بالثلوج، وهي الأوسع نطاقاً في الأقل منذ نحو 17 سنة.

وخلفت العاصفة في الإجمال ما لا يقل عن 223 قتيلاً في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، 210 منهم في ولاية تكساس وحدها، لكن التقديرات اللاحقة قدرت عدد القتلى بأكثر من 700 شخص.

وعلى الرغم من ظروف الطقس القاسية التي بلغت درجة التجمد، برزت نظرية مؤامرة تشير إلى أن الثلج كان في الواقع "مزيفاً"، وأن "الحكومة قد فبركته" جزءاً من مؤامرة شريرة حرضت عليها "نخب" غامضة لزعزعة الاستقرار في البلاد.

 

9 مارس (آذار): قلق دولي من منجم للفحم في المملكة المتحدة

نبه المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، خلال جولة لحشد الدعم لمعالجة حال الطوارئ البيئية، حكومة المملكة المتحدة، إلى وجوب خفض الانبعاثات الحرارية، وسط قلق دولي متزايد من خطط إنشاء منجم رئيسي جديد للفحم الحجري في مقاطعة "كامبريا".

وقبل أشهر من انعقاد "القمة السادسة والعشرين للتغير المناخي" Cop26، وصف كيري الفحم بأنه "أقذر وقود في العالم"، داعياً كبار الملوثين على سطح الكوكب، ومنهم المملكة المتحدة، إلى اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن.

10 مارس: حكومة المملكة المتحدة تخفض الرسوم على رحلات الطيران الداخلية

قبل نحو ثمانية أشهر من استضافة المملكة المتحدة قمة "كوب 26"، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن خطط لخفض الرسوم التي يدفعها الركاب للقيام برحلات داخلية، في خطوة رأى النقاد أنها تظهر أن حكومة المملكة المتحدة "تسخر من التزاماتنا المناخية".

 

15 مارس: عاصفة ترابية قياسية تضرب بكين

ألغيت مئات الرحلات الجوية، وأغلقت المدارس أبوابها، وبلغت جودة الهواء مستويات خطيرة، بعدما تعرضت العاصمة الصينية "لأسوأ عاصفة رملية منذ نحو عقد"، وصفها البعض بأنها كانت "سيئة للغاية إلى حد تهديد حياة الناس".

20 مارس: فيضانات في مقاطعة "نيو ساوث ويلز" في أستراليا

أعلنت غلاديس بيرجكليان رئيسة وزراء "نيو ساوث ويلز" الأسترالية، في نهاية مارس، أن المقاطعة تشهد "حالة جوية عنيدة وقاسية" بعد اجتياح عواصف شديدة الساحل الشرقي لأستراليا، ما أدى إلى طوفان سد "واراغامبا"، الأمر الذي أجبر آلافاً من الناس على إخلاء مناطق سكنهم. واضطر ملايين من سكان مدينة سيدني إلى الاحتماء داخل منازلهم.

وما زاد في الطين بلة، أن إعصاراً صغيراً اجتاح إحدى الضواحي الغربية لمدينة سيدني، ملحقاً أضراراً مادية بنحو 30 منزلاً، ومتسبباً في قطع التيار الكهربائي عن آلاف الأشخاص.

 

3 أبريل (نيسان): "الإعصار سيروجا" يضرب إندونيسيا ثم أستراليا

"الإعصار سيروجا" كان إعصاراً استوائياً قاتلاً، أدى إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية تاريخية في مناطق في جنوب إندونيسيا وجزر "تيمور الشرقية"، وقد تمكن من الوصول إلى منطقة "ميدويست" في "أستراليا الغربية". وحصد أرواح أكثر من 150 شخصاً في إندونيسيا، حيث أجبرت الانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة ما لا يقل عن 22 ألف شخص على إخلاء منازلهم. أما في أستراليا، فقد لحقت أضرار بأكثر من 70 في المئة من المباني في مدينة "كالباري"، وأبقي آلاف من الناس بلا كهرباء وماء، في ما وصفه رئيس وزراء مقاطعة "أستراليا الغربية" مارك ماكغوان، بأنه أسوأ إعصار يضرب البلاد "منذ نحو عقود".

 

28 أبريل: غضب من رعاية شركة "شل" "متحف العلوم"

شكل علماء ودعاة الحفاظ على البيئة ومنظمات بيئية ومنظمات غير حكومية داعمة لحقوق الإنسان جزءاً من مجموعات أيدت الدعوة إلى مقاطعة المعرض الجديد لـ"متحف العلوم" في لندن المتعلق بأزمة المناخ، بسبب تقديم شركة الطاقة والبتروكيماويات "شل" رعاية تجارية له.

وقد وقفت إلى جانب المقاطعة جماعات بيئية منها "إكستينكشن ريبليون" Extinction Rebellion [حركة بيئية تستخدم العصيان المدني لإجبار الحكومات على حماية البيئة]، ومنظمة "غرينبيس" Greenpeace ومنظمة "غلوبال ويتنس" Global Witness [غير حكومية مناهضة للصراعات والفقر والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان]. ووصف ناشطون الصفقة بأنها "ادعاء وقح بحماية البيئة"، وقد تنحى أحد أعضاء مجلس إدارة المتحف بسبب الجدل الذي دار حول الموضوع.

 

24 مايو (أيار): موجة حر "مثيرة للعجب" في القطب الشمالي تحطم الأرقام القياسية

أكد خبراء الأرصاد الجوية أن موجة حر "مثيرة للذهول" ضربت القطب الشمالي، وحطمت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في شمال غربي روسيا. ويوم الأربعاء الذي سبقه، ارتفعت مؤشرات قياس الحرارة إلى ما فوق 30 درجة مئوية في أجزاء من القطب الشمالي، لتصبح أعلى بكثير من المتوسط المسجل في تلك الفترة من السنة.

 

أواخر يونيو (حزيران)- مطلع يوليو (تموز): قبة حرارية نادرة لا يمكن توقعها إلا مرة كل ألف عام

جرى تعديل سجلات درجات الحرارة منذ بداياتها، في معظم أنحاء أميركا الشمالية وكندا، بعد تشكل "قبة حرارية" قوية [تحدث حينما يؤدي ارتفاع الضغط في مساحة معينة من الغلاف الجوي، إلى أن يحبس تحته كتلة من هواء ساخن مصدرها مياه المحيط]، حطمت [القبة الحرارية] الأرقام القياسية في أيام متتالية، وتسببت بارتفاع درجات الحرارة بحيث بلغت أكثر من 50 درجة مئوية.

اعتبر العلماء هذه الظاهرة حدثاً مناخياً يصدف حدوثه مرة كل ألف سنة، وقد ازداد احتمال حدوثه 150 مرة أكثر [من المعدل الطبيعي] بسبب أزمة المناخ.

وفي كندا، بلغت درجة الحرارة في مدينة "ليتون" 49.6 درجة مئوية، وذلك في 29 يونيو الفائت. وفي اليوم التالي، أتت حرائق الغابات المستعرة على نحو 90 في المئة من المدينة، ما أسفر عن مقتل شخصين.

وفي الولايات المتحدة، سجلت أجزاء من ولاية كاليفورنيا أعلى مستويات الحرارة، إذ وصلت إلى 49 درجة مئوية، فيما بلغت قراءات درجة الحرارة في ولاية واشنطن 50.5 درجة مئوية.

شكل ذلك الطقس الحدث الأكثر فتكاً في ذلك النوع، المسجل في تاريخ كندا، إذ قضى نحو ألف شخص، وارتبطت وفاتهم مباشرة بموجة الحر. أما في الولايات المتحدة، فيعتقد أن قرابة 450 شخصاً لقوا حتفهم بسبب الدرجات القياسية للحرارة.

علماء أميركيون، أشاروا إلى أنه استناداً إلى علوم الأرصاد الجوية الراهنة، فإن حدوث موجة حر يعد أمراً "مستحيلاً في الأساس"، ونقلوا إلى الصحافيين، ما مفاده "إننا ندخل في نطاق مجهول".

 

6 يوليو: "حريق بوتليغ" في أوريغون

اندلع "حريق بوتليغ" [نسبة إلى "نبع بوتليغ" في المنطقة]، في 6 يوليو، واستمرت نيرانه مستعرة خمسة أسابيع تقريباً، وأتى على 413765 دونماً من الأراضي (1935 كيلومتراً مربعاً)، ما جعله ثالث أكبر حريق في تاريخ ولاية أوريغون منذ سنة 1900. وقد هبت النيران نتيجة ارتفاع في درجات الحرارة، بعد أن أشعلتها صاعقة من البرق. ودمر نحو 70 منزلاً.

 

12 يوليو: فيضانات لندن

في الثاني عشر من يوليو، تسببت عاصفة جوية مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة، انعكست آثارها بشدة على أوروبا الغربية، بطوفان في جنوب المملكة المتحدة، حيث تأثرت العاصمة لندن بشكل خاص. وجاء هطول الأمطار كبيراً إلى درجة أن كمية مياه شهر كامل تدفقت من الجو في فترة تزيد قليلاً على ساعة.

وكذلك سجل ما مجموعه 47.8 ملليمتر من الأمطار في 24 ساعة في مركز الرصد في "كيو"، إذ بلغ المتوسط الشهري لهطول الأمطار في شهر يوليو وحده 44.5 ملليمتر. وفي أماكن أخرى من بريطانيا، تحدثت تقارير عن هطول أمطار بمعدل ثلاث بوصات (76 ملليمتراً) في نحو 90 دقيقة.

وقد دخلت المياه إلى المنازل، وجرى إجلاء السكان من بعض المناطق، فيما غمرت السيارات أيضاً، وتعطلت خدمات القطارات ومترو الأنفاق على نحو كبير. وتسببت الفيضانات التي طاولت الخطوط الحديدية في إلغاء رحلات وفي حدوث تأخيرات لخدمات النقل.

أما في ضاحية "سلون سكوير" في لندن، فأظهرت لقطات مروعة للمياه المتدفقة من أدراج المحطات إلى المنصات، خطورة تلك الفيضانات، وسلطت الضوء على ضعف البنية التحتية في لندن أمام طقس قاسٍ من هذا النوع.

وأوضح خبراء لـ"اندبندنت" أنه بسبب أزمة المناخ، "يمكن للغلاف الجوي بشكل عام أن يحتفظ بمزيد من المياه، لذا فإن عاصفة المطر نفسها [التي اعتادت أن تهب على مكان ما خلال وقت معين] ستحدث مزيداً من الأمطار [مما تحدثه في العادة]".

 

12-15 يوليو: فيضانات أوروبية

كانت ألمانيا وبلجيكا من أكثر دول القارة تضرراً بعد هطول أمطار غزيرة، أسفرت عن فيضانات غير مسبوقة تسببت في وفيات وأضرار واسعة النطاق. وكذلك طاولت الفيضانات النمسا وكرواتيا وجمهورية تشيكيا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا ورومانيا وسويسرا.

وأفيد عن مقتل نحو 200 شخص في ألمانيا. وفي معرض تعليقها على ما حصل، لاحظت المستشارة أنغيلا ميركل "أن اللغة الألمانية لا تتضمن تعابير كافية كي تصف الدمار الذي لحق بالبلاد".

ويعتقد أن الفيضانات تسببت في خسائر أكيدة وأضرار في الممتلكات بنحو 15 مليار دولار. وكانت الفيضانات أخطر كارثة طبيعية شهدتها ألمانيا منذ فيضان بحر الشمال في 1962.

 

20 يوليو: فيضانات مقاطعة هونان في الصين

وقعت فيضانات مدمرة في مقاطعة "هونان" في الصين، بعد أسابيع من هطول أمطار غزيرة في المنطقة، وصفت بأنها الأكثر كثافة وغزارة منذ نحو ألف سنة. وفي 20 يوليو، سجلت مدينة "جانغجو" عاصمة المقاطعة، معدل 201.9 ملليمتر (7.95 بوصة) من الأمطار في غضون ساعة. وكشفت لقطات مروعة عن مشاهد لأفراد حوصروا داخل شبكة مترو الأنفاق، بعدما غمرتها المياه، وقد قضى فيها عدد من الأشخاص. وبلغ العدد الإجمالي للذين لقوا مصرعهم بسبب الفيضانات 302 شخص.

 

25 يوليو: فيضانات بلجيكا

بعد أسبوع واحد من اجتياح موجة من الفيضانات الجامحة بلجيكا، تسببت عاصفة ماطرة أخرى في سيل أكبر من الفيضانات داخل أجزاء من البلاد، ما أدى إلى جرف سيارات وإلحاق أضرار جسيمة بالمباني.

 

يونيو ويوليو وأغسطس (آب): حرائق غابات صيفية

لم تكد الفيضانات الشديدة أن تشرف على الانتهاء حتى تعرضت أنحاء أخرى من أوروبا لموجات حر جعلتها عرضة لاندلاع حرائق الغابات.

وفي المقابل شبت حرائق في مناطق واسعة من أميركا الشمالية، إضافة إلى سيبيريا، وشرق ووسط البحر الأبيض المتوسط، وشمال أفريقيا.

وقدر إجمالي الانبعاثات الحرارية في أغسطس بأنه الأعلى خلال السنة، بحيث إنه أدى على مستوى العالم إلى إطلاق ما يقدر بـ378 مليون طن من الكربون إلى الغلاف الجوي. وتمثلت مصادر أكثر من نصف الانبعاثات في الحرائق التي اندلعت في أميركا الشمالية وسيبيريا، وهما المنطقتان الأكثر تضرراً منها.

 

أواخر يوليو - مطلع أغسطس: حرائق غابات في اليونان وتركيا

أجبرت حرائق الغابات آلافاً من الأشخاص على الفرار من منازلهم في أجزاء من اليونان وتركيا، واستعرت في الغابات الجافة متسببة بما وصفه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بأنه "صيف مرعب".

وفي شهري يوليو وأغسطس من 2021، أدت سلسلة من أكثر من مئتي حريق غابات إلى احتراق 1,700 كيلومتر مربع من الغابات في تركيا، وهو الأسوأ في تاريخ البلاد. ونتيجة لذلك قتل تسعة أشخاص في الأقل في تركيا وثلاثة في اليونان.

 

9 أغسطس: تقرير "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" يصدر "الإنذار الأحمر" للإنسانية

وجهت السلطة العالمية الرائدة في علوم المناخ تنبيهاً إلى أن الهدف الموضوع للحد من الاحتباس الحراري المنصوص عليه في "اتفاق باريس" قد أصبح صعب التحقيق، بحيث باتت الأزمة تطاول فعلاً كل مناطق الكوكب.

واستناداً إلى تقييم هو الأكثر شمولاً حتى الآن لـ"الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" التابعة للأمم المتحدة Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC)، فإنه يمكن لبعض التأثيرات، كارتفاع المستوى العالمي لمياه البحار، أن يكون مسارها "لا رجعة فيه طيلة قرون عدة أو لآلاف السنين مستقبلاً".

 

12 أغسطس: حرائق غابات في صقلية

بعدما سجلت الجزيرة الإيطالية أعلى درجات الحرارة في أوروبا، انتشرت حرائق الغابات بسرعة في جميع أنحاء صقلية، ما أدى إلى مقتل شخصين.

وطاولت النيران الأشجار وهددت منازل في وسط المنطقة وجنوبها، فيما تشارك أكثر من ثلاثة آلاف رجل في عمليات مكافحة الحرائق.

وذكر خبراء الأرصاد الجوية أن مدينة "سيراكيوز" الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة، شهدت درجة حرارة بلغت 48.8 مئوية، مسجلة رقماً قياسياً أوروبياً جديداً في درجات الحرارة.

 

29 أغسطس: إعصار "أيدا"، الولايات المتحدة

حصد الإعصار الذي ضرب جامايكا وكوبا وفنزويلا وكولومبيا والولايات المتحدة أرواح ما يناهز 115 شخصاً في الإجمال، وأحدث أضراراً بلغت 65 مليار دولار. وبعدما وصل إلى اليابسة في الولايات المتحدة وتحديداً في ولاية "لويزيانا"، قدرت سرعة رياحه بـ150 ميلاً (241 كيلومتراً) في الساعة. إضافة إلى ذلك، تسبب ذلك الإعصار في فيضانات واسعة، وحرم نحو مليون شخص من الكهرباء في جميع أنحاء الولاية. ومع توجهه نحو منطقة الشمال، أدى إعصار "أيدا" إلى حدوث فيضانات ضخمة في مدينة نيويورك ونيوجيرسي، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً.

 

الأول من سبتمبر (أيلول): "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" ترى أن حدة الطقس القاسي تتضاعف 5 مرات

أفاد تقييم بارز أجرته "منظمة الأمم المتحدة" في شهر سبتمبر بأن الكوارث الجوية الشديدة المسجلة حول العالم ازدادت حدة بنحو خمسة أضعاف تقريباً خلال الأعوام الخمسين الأخيرة، بسبب أزمة المناخ.

وذكر التقرير أنه جرى تسجيل إجمالي 771 كارثة مرتبطة بالمناخ أو الطقس أو الظروف المناخية المائية المتطرفة في الفترة الممتدة بين عامي 1970 و1979. وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2019، سُجل 3165 كارثة من ذلك النوع.

 

13 أكتوبر (تشرين الأول): الإنسانية متخلفة عن مسار كبح الانبعاثات الحرارية

نبهت "وكالة الطاقة الدولية" International Energy Agency في أكتوبر، قبل شهر واحد من انعقاد "القمة السادسة والعشرين للتغير المناخي" في غلاسكو، إلى أن المسار الذي يسلكه العالم لا يتجه نحو كبح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كي تصل إلى صافي الصفر مع حلول 2050. وبالتالي، فقد حضت الحكومات، أمام استمرار ارتفاع مستويات الانبعاثات، على اتخاذ إجراءات عاجلة في مختلف أنحاء العالم.

 

22 أكتوبر: فيضانات نيبال والهند

لقي قرابة 200 شخص مصرعهم بعدما تسببت أمطار غزيرة في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في نيبال والهند، وغمرت المياه الطرقات ودمرت جسوراً وأحدثت انهيارات أرضية أدت إلى جرف عدد كبير من المنازل.

 

11-12 نوفمبر (تشرين الثاني): انعقاد قمة المناخ "كوب 26" في غلاسكو

استضافت حكومة المملكة المتحدة قمة المناخ في غلاسكو، اسكتلندا، التي انطلقت بتوقعات عالية لجهة "المحافظة على ارتفاع درجات حرارة ما دون 1.5 مئوية" [بالمقارنة مع ما كانته قبل الثورة الصناعية)، في إشارة إلى متوسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية الذي سيكون من الأفضل عدم تجاوزه مع حلول نهاية هذا القرن.

وفيما جرى إحراز بعض التقدم، لا سيما لجهة التفاهم على ضرورة التخلص تدريجياً من الفحم الحجري، وبذل مزيد من الجهود بهدف وضع حد لإزالة الغابات، لم يجرِ الاتفاق في المقابل على الالتزامات المطلوبة لخفض استخدام الدول الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم، على نحو يتماشى مع جدول زمني محدد يمكنه أن يحافظ على الارتفاع في درجات حرارة الكوكب ضمن مستوى 1.5 درجة مئوية.

واستناداً إلى مجموعة "كلايميت أكشن تراكر" Climate Action Tracker [التي تراقب الإجراءات الحكومية الهادفة إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بموجب الاتفاقات الدولية]، فإن نتائج القمة تعني أن درجات الحرارة العالمية سترتفع بنحو 2.7 درجة مئوية مع حلول نهاية القرن، في ظل السياسات المتبعة في الوقت الراهن. ومع ذلك، سترتفع الحرارة بمقدار 2.4 درجة مئوية إذا ما نفذت التعهدات التي التزمتها الدول لسنة 2030، أو بمقدار 2.1 درجة مئوية إذا جرى تحقيق الأهداف الطويلة الأجل أيضاً، وبـ1.8 درجة مئوية إذا تحققت الأهداف التي أعلنت عنها جميع البلدان بالكامل.

يشار أخيراً إلى أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في بريطانيا فيما حرم عشرات الآلاف من الكهرباء طيلة أيام عدة، بعدما تسبب إعصار أطلق عليه اسم "أروين"، في هبوب رياح بلغت سرعتها 100 ميل (161 كيلومتراً) في الساعة، مع تساقط أمطار وثلوج في البلاد، ما أدى إلى تدمير خطوط كهرباء واقتلاع أشجار وتدمير البنية التحتية للنقل.

وفيما أدت العاصفة إلى وقوع أكبر مقدار من الاضطرابات في البلاد منذ سنة 2005، نبهت الحكومة البريطانية إلى أن أزمة المناخ تعني أن مثل هذه الحوادث ستصبح شائعة على نحو متزايد في المستقبل.

© The Independent

المزيد من بيئة