Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كانت السماء تمطر رمادا"... الآلاف يفرون من حرائق الغابات التركية

120 بؤرة حريق تقريبا في 32 مدينة

لقي ثمانية أشخاص حتفهم فيما أُجلي أكثر من عشرة آلاف شخص بعد أن عاثت حرائق الغابات خراباً ودماراً في جنوب تركيا في أحدث موجة حر شديدة ضربت أوروبا هذا الصيف.

واندلع حوالى 120 حريقاً في 32 بلدة تمت السيطرة على غالبيتها. بيد أن السلطات أعلنت عن استمرار سبعة حرائق في كل من مرمريس ومانافغات وبودروم التي تُعتبر من أشهر الوجهات السياحية على ساحل المتوسط وبحر إيجه.

وصرح وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكدميرلي بأن فرق الإطفاء تكافح وتبذل جهوداً جبارة لإخماد كافة الحرائق. وأضاف قائلاً: "نشهد أياماً بلغت فيها درجات الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية وترافقت مع الرياح القوية والرطوبة المتدنية. نحن نكافح في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة".

وتحدث السكان كيف هرعوا لمحاولة إنقاذ منازلهم ومقتنياتهم، ولكن انتشر أيضاً شعور بالغضب المتنامي جراء تحرك السلطات البطيء لإخماد النيران التي استعرت وخرجت عن السيطرة.

وقال ملتيم ساهين، 32 عاماً، وهو أحد سكان منطقة اسميلير في مرمريس لصحيفة "اندبندنت" إن منزل ذويه احترق بشكل شبه كامل. وقال إن "النيران بلغت الغابة خلف منزلنا. وفي غضون ساعتين، كان فناؤنا يحترق. قمنا بجمع بعض المتاع كملابسي المفضلة وأخذنا قططنا الأليفة وهرعنا إلى السيارة للهرب من المنطقة".

ولكن عم ساهين الذي يملك أيضاً منزلاً في المنطقة قاوم عملية الإجلاء. ومع والد ساهين وصديقه، شكلوا فريقاً لإنقاذ منازلهم.

وتابع ساهين قائلاً: "عدت لأساعدهم ولكن الحريق كان مستعراً بقوة. كان الجو حاراً وبلغت الحرارة 50 درجة تقريباً، كنا نختنق وكانت السماء تمطر رماداً".

نجحت عائلة ساهين في إنقاذ المنازل من خلال رش المياه بشكل مستمر واحتواء النيران. وخلال الأيام التالية، كانوا يتناوبون على مراقبة الوضع لإبلاغ بعضهم البعض بأي تهديدات محتملة بعودة النيران. وأضاف قائلاً: "للأسف، تنفسنا الصعداء بعد أن احترقت الغابة بأكملها. شعرت بخيبة الأمل واليأس عندما رأيت ايسميلير تتدمر أمام أعيننا".

وفي بودروم وحدها أُجلي 1088 من السكان و14 كلباً و7 قطط وأرنب واحد عبر الزوارق والسفن التابعة لخفر السواحل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشر عمدة بودروم أحمد أراس صوراً عن الدمار الواسع على الإنترنت ودعا إلى استخدام المزيد من المروحيات لإطفاء ألسنة النار المستعرة.

وفي بوزلان، اغرورقت عينا إسراء سانلي بالدموع وهي تشير إلى النيران المندلعة قرب البلدة ثم تساءلت قائلة: "ما من طائرات أو مروحيات أو حتى طرقات، كيف سيتم إطفاء النيران؟ كيف؟".

وأُرسلت مروحيات لإطفاء الحرائق من أذربيجان، وإيران، وروسيا، وأوكرانيا للمساعدة في عملية الإخماد الواسعة، ولكن تركيا كانت بطيئة في طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي. وجند الاتحاد الأوروبي ثلاث طائرات لنقل المياه، واحدة من كرواتيا واثنتين من إسبانيا للانضمام إلى جهود مكافحة النيران بعد طلب من تركيا، الأحد.

وأطلق السكان الغاضبون الذين يشعرون بخيبة أمل كبيرة جراء استجابة الحكومة الضعيفة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، دعوا من خلالها إلى مساعدة دولية من خلال تقديم طائرات ودعم لإخماد النيران وأرفقوا المطالبات بالإشارة (تاغ) إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتمت مشاركة حملة #ساعدوا_تركيا (#HelpTurkey) بشكل كبير عبر الفنانين والمغنين والشخصيات التلفزيونية والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وما زال من غير المعروف إذا ما كانت بعض تلك النيران اندلعت عمداً. وباشرت السلطات بفتح تحقيق في أسباب النيران بما في ذلك "الإهمال" البشري وتخريب محتمل من قبل المسلحين الأكراد الخارجين عن القانون.

ويعزو الخبراء سبب اندلاع الحرائق إلى التغير المناخي بشكلٍ كبير فضلاً عن الحوادث التي سببها أشخاص، مع أن البعض منهم يشكون في هذا الاحتمال. وأشار ملتيم ساهين إلى أن "الشائعات المتعلقة بالحرائق المفتعلة تسبب الهلع." وأضاف قائلاً: "التوتر بلغ ذروته ويقوم السكان بدوريات في المنطقة على أمل إيجاد مشعلي النيران. لا أحد يتقبل فكرة أن يكون التغير المناخي السبب في حدوث ذلك".

وتضرب موجة حر جنوب أوروبا حالياً وتغذيها الرياح الساخنة الآتية من شمال أفريقيا مما أدى إلى اندلاع حرائق غابات في منطقة البحر المتوسط بما في ذلك إيطاليا واليونان، حيث تم إجلاء السكان بحراً للهرب من ألسنة النيران.

ويأتي ذلك بعد أسابيع من حدوث فيضانات هائلة في شمال أوروبا سببت مقتل أكثر من 150 شخصاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات