تلاعبت جائحة كورونا بأسعار الذهب في مصر خلال العامين الماضيين، فبعدما أنهى الغرام من عيار 21 (الأكثر شعبية عند المصريين) عام 2019 متراجعاً عند 676 جنيه (43 دولاراً أميركياً)، قفز خلال عام الجائحة 2020 بمقدار 144 جنيهاً (تسعة دولارات) للغرام الواحد، ليسجل مع نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2020 نحو 820 جنيهاً (52.15 دولار).
ومرّ عام 2021 على المعدن النفيس مرور الكرام، فتأرجحت أسعاره على مدى العام صعوداً تارة وهبوطاً طوراً، متجاوباً مع حركة الاقتصادين العالمي والمحلي غير المستقرين، ومتأثراً بالإغلاق وشراسة الجائحة ورفع القيود الحذر، لتنهي أسعار الذهب في عام 2021 كما بدأته مع سعر الغرام من عيار 21، مع قرب نهاية ديسمبر2021، عند 820 جنيهاً.
غرام الذهب عيار 24 سجل 49 دولاراً في 2019
وأنهت أسعار الذهب في مصر عام 2019 عند 579 جنيهاً (36.8 دولار) لغرام الذهب عيار 18. ووصل سعر الغرام عيار 24 عند 772 جنيهاً (49 دولاراً)، في حين سجل سعر الجنيه الذهب مع نهاية ديسمبر 2019 نحو 5408 جنيهات (344 دولاراً).
الجنية الذهب يربح 73 دولاراً
استغل المعدن الأصفر عام الجائحة أفضل ما يكون ليحقق مكاسب قياسية خلال عام 2020، منتهزاً فرصة الانكماش الاقتصادي العالمي والمحلي مع إقدام دول عدة على إغلاق حدودها ومطاراتها، وتأثر الاقتصادات الدولية كأحد أبرز التداعيات السلبية التي خلفتها الجائحة، مما دفع المستثمرين والمُدخرين صوب الملاذ الأكثر أماناً، ليحقق غرام الذهب عيار21 محلياً رقماً قياسياً، وسجل في نهاية العام الماضي نحو 820 جنيهاً للغرام الواحد مرتفعاً بمقدار 144 جنيهاً (تسعة دولارات).
يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع سعر غرام الذهب عيار 18 بنحو 124 جنيهاً (7.8 دولارات)، ليصل إلى نحو 702.75 جنيه (44.70 دولار)، بينما زحف غرام الذهب عيار 24 من 772 جنيهاً إلى 937.25 جنيه (59.60 دولار) مرتفعاً بمقدار 165 جنيهاً (10.50 دولار)، في حين سجل الجنيه الذهب نهاية عام 2020 نحو 6560 جنيهاً (417.21 دولار)، إذ قفز بمقدار 1152 جنيهاً (73 دولار) خلال 12 شهراً.
2021 عام استقرار صناعة الذهب
ويعتبر رئيس غرفة صناعة الذهب والجواهر في الاتحاد المصري للصناعات رفيق عباسي أن الذهب في الأسواق المصرية خلال العام 2021 أفضل حالاً، مؤكداً أن العنوان الرئيس بالنسبة إلى صناعة الذهب هو "عودة الاستقرار". ويقول عباسي إن العام 2021 كان أكثر استقراراً بالنسبة إلى صناعات الذهب، إذ تم خلاله إنتاج 70 طناً ذهباً مقارنة بما تم إنتاجه في عام 2020، إذ لم يتخط حجم الإنتاج حدود الـ 30 طناً.
ويشير إلى استعادة حجم الإنتاج كما كان قبل الجائحة عندما بلغ حجم الإنتاج عام 2019 حدود 80 طناً تقريباً.
المشغولات الذهبية تستعيد التوازن
يضيف عباسي أنه "على مستوى تجارة الذهب أو بالأحرى تجارة المشغولات الذهبية استعاد الذهب التوازن خلال العام 2021، بعد الارتفاعات غير المسبوقة التي حدثت عام 2020"، لافتاً إلى أن "الارتباك والخوف من المستقبل اللذين سادا في العالم خلال 2020 حولا البوصلة من ضخ الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية كلها إلى الاستثمار في الذهب، سواء السبائك بالنسبة إلى المستثمرين أو المشغولات الذهبية بالنسبة إلى المدخرين".
اللقاحات ضد كورونا تطمئن المستثمرين
ويؤكد عباسي أنه "مع ظهور اللقاحات المتعددة ضد جائحة كورونا وإقدام الدول على تطعيم مواطنيها، والفتح التدريجي بين الدول واستعادة التجارة وفتح الاقتصادات ولو بشكل نسبي، أمور أسهمت في طمأنة المستثمرين والمدخرين معاً، فتوجهوا بجزء من المدخرات في المعدن النفيس لضخها كاستثمارات في القطاعات الاقتصادية المختلفة مرة أخرى".
2022 ... الانخفاض الكبير بسبب "الفيدرالي الأميركي"
ويتوقع سكرتير شعبة الذهب في غرفة القاهرة التجارية نادي نجيب انخفاضاً كبيراً في أسعار الذهب عام 2022، ليفقد الذهب البريق ويخسر ما ربحه في عام الجائحة. ويرجع نجيب توقعاته إلى اتجاه البنك الفيدرالي الأميركي إلى رفع أسعار الفائدة خلال العام 2022، بعدما أعلن ذلك بشكل رسمي. ويوضح نجيب أن أسعار الفائدة على أذون الخزانة الأميركية أحد المنافسين الكبار للمعدن النفيس، مشيراً إلى أن رفع معدلات الفائدة سيجذب المستثمرين والمدخرين في الذهب للاستثمار في أدوات الدين الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ديسمبر 2021 أعلن الفيدرالي الأميركي خفضاً آخر لعمليات مشتريات الأصول بقيمة 30 مليار دولار، ليصبح إجمالي حجم البرنامج 75 مليار دولار شهرياً مع الإبقاء على معدلات الفائدة من دون تغيير، وسط توقعات الأعضاء لمستويات الفائدة أو ما يعرف بالـ "Dot Plot" أن معظم الأعضاء يتوقعون رفع الفائدة ثلاث مرات في 2022 ومثلها في 2023، كما رفع "بنك إنجلترا" معدلات الفائدة للمرة الأولى منذ بدء الجائحة، على الرغم من مخاوف متزايدة على الاقتصاد مع القفزة في أعداد الإصابة بالمتحورة الجديدة من جائحة كورونا.
وجاء القرار بعد أن قفز معدل التضخم إلى 5.1 في المئة، وهو مستوى يفوق المعدل المستهدف من "بنك انجلترا"، والمحدد باثنين في المئة، وسيبقي أيضاً برنامجه للتيسير الكمي ومقداره 895 مليار جنيه استرليني (تريليون و191 مليار دولار) من دون تغيير.
زيادة احتياط مصر من منجم السكري بمليون أوقية
وفي مطلع ديسمبر 2021 أعلنت شركة "سنتامين" للتعدين أن مراجعة لمنجم السكري (المنجم الوحيد لإنتاج الذهب بشكل تجاري في مصر)، أظهرت أكبر نمو للاحتياط خلال 10 سنوات، وأضافت الشركة المدرجة في بورصة لندن أن زيادة الاحتياط بأكثر من مليون أوقية في منجم السكري تدعم خططها لإنتاج 500 ألف أوقية من الذهب سنوياً خلال السنوات الـ 10 المقبلة.
وأكدت الشركة في بيان خلال الأسبوع الأول من ديسمبر الحالي أن إنتاجها من الذهب وصل إلى 103.5 ألف أوقية خلال الربع الثالث من 2021، بمعدل نمو 19 في المئة في الإنتاج مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
