Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤثر تأخر خدمات الإسعاف في الانتخابات الفرعية البريطانية؟

حصري: حزب بريطاني يتوقع أن يحدث الاقتراع الداخلي "هزة" لمصلحته في نورث شروبشاير

في بريطانيا واجه ضحايا النوبات القلبية والسكتات الدماغية تأخيراً معدله 55 دقيقة في انتظار أن تحضر سيارات الإسعاف لنجدتهم (غيتي)

توقع الحزب "الديمقراطي الليبرالي" البريطاني أن يسهم الغضب المحلي للناس من ضعف أداء خدمات الإسعاف، في تقديم فرصة له لتحقيق فوز مفاجئ في الانتخابات الفرعية في دائرة نورث شروبشاير، التي تُجرى الأسبوع المقبل، يوازي من حيث أثره الهزة التي كان قد أحدثها في وقت سابق من هذا العام، عندما انتزع دائرة تشيشام أند أمرشام جنوب إنجلترا (من حزب "المحافظين")متقدماً بـ 25 نقطة.

معلوم أن المقعد الريفي هذا يسيطر عليه بقوة حزب "المحافظين" منذ إنشائه عام 1983، وهو عرضة للاستيلاء عليه بعد استقالة أوين باترسون بسبب مزاعم بالفساد.

وكان حزب "الديمقراطيين الليبراليين" قد حل في المركز الثالث في هذه الدائرة الانتخابية عام 2019. لكن استطلاعات داخلية أجراها الحزب وتمكّنت "اندبندنت" من الاطلاع عليها، تعطي خبراء استراتيجيته أملاً في أن النصر يمكن أن يكون في متناول اليد لتحقيق اختراق آخر.

ويرى هؤلاء أن زيارة حملة بوريس جونسون إلى الدائرة الانتخابية يوم الجمعة الفائت، تُعدّ مؤشراً إلى أن رئيس الوزراء البريطاني "خائف من مدى استياء الناس". وتوقعوا أن يؤدي فقدان المقعد في هذا المعقل إلى "هزة سياسية" في مقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشاروا إلى أن عملية حشد الأصوات أظهرت أن "الديمقراطيين الليبراليين" هم في وضع أفضل بين الناخبين الذين اقترعوا عبر البريد، مقارنة بالمرحلة ذاتها في حملة دائرة تشيشام أند أمرشام، مع تضييق الفجوة (مع "المحافظين") بسبع نقاط في الأسبوع الماضي فحسب.

ويرى حزب إد ديفي أنه إلى جانب عدم رضا الناخبين عن تورط النائب السابق (المستقيل) عن حزب "المحافظين" أوين باترسون في فضيحة فساد - ومحاولة فاشلة من بوريس جونسون لإنقاذه - فإن استياء الناس من تعامل الحكومة مع "الخدمات الصحية الوطنية"، قد يجعل الناخبين في دائرة نورث شروبشاير يديرون ظهرهم لحزب "المحافظين" قبيل الانتخابات الفرعية التي ستُجرى في السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وكان المجلس المحلي في شروبشاير تبلّغ أخيراً بأن سيارات الإسعاف "لم تعد متوافرة" في المقاطعة في مرحلة ما الشهر الماضي، لأن جميع مركبات الطوارئ كانت تصطف في طوابير منتظرة خارج المستشفيات.

في المقابل، تم إغلاق جميع محطات الإسعاف المجتمعية الأربع في المقاطعة - بما فيها أويستري و"ماركت دريتون" في نورث شروبشاير - في أكتوبر (تشرين الأول)، في وقت ركزت "خدمة الإسعاف في ويست ميدلاندز" West Midlands Ambulance Service عملها ضمن نطاق مستشفى "شروزبيري أند تلفورد". 

أظهر استطلاع على المستوى الوطني أُجري بناء على  طلب حزب "الديمقراطيين الليبراليين" أن الضغط على خدمات الإسعاف من المرجح أن يجعل ناخبي حزب "المحافظين" المحتملين يفكرون بشكل سلبي في الإدارة الحالية أكثر من المسائل الأخرى المتعلقة بهيئة "الخدمات الصحية الوطنية".

دراسة استطلاعية أجرتها مؤسسة "سافانتا كومريس" Savanta ComRes، سألت عن أي من القضايا الأربع التي من المرجح أن تقلب الناخبين ضد حزب "المحافظين"، فاختار 32 في المئة من الذين دعموا "المحافظين" عام 2019، مشكلة خدمات الإسعاف، في مقابل 21 في المئة اختاروا موضوع صعوبة الحصول على موعد مع الطبيب العام [طبيب الصحة العامة] في اليوم ذاته، وانتقى 20 في المئة مسألة إغلاق المستشفيات الريفية و10 في المئة عدد الأطباء العامين [المنخفض].

يأتي ذلك بعدما كشف حزب "الديمقراطيين الليبراليين" أن جميع خدمات الإسعاف العشر في المنطقة، التابعة لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا، وُضعت في أعلى درجات التأهب، ما يعني أن طواقمها تواجه "ضغوطاً شديدة". وأظهرت أرقام "الخدمات الصحية الوطنية" أن أوقات الانتظار وصلت إلى مستوى قياسي في شهر أكتوبر، بحيث واجه ضحايا النوبات القلبية والسكتات الدماغية تأخيراً بمتوسط 55 دقيقة، في انتظار أن تحضر سيارات الإسعاف لنجدتهم.

ديزي كوبر المتحدثة باسم حزب "الديمقراطيين الليبراليين" اقترحت قانوناً جديداً يلزم الحكومة نشر مزيد من البيانات المحلية حول أوقات انتظار سيارات الإسعاف، لمساعدة المجتمعات المحلية في محاسبة الوزراء.

وقالت كوبر لـ"اندبندنت" إن "حكومة بوريس جونسون أمعنت في إنهاك الخدمات الصحية المحلية، بحيث بات يشعر الناخبون المحافظون السابقون في المناطق الريفية مثل نورث شروبشاير، بأنه يجري التعامل معهم باستخفاف ويتم تجاهلهم تماماً".

وأضافت: "إن الانتظار الطويل لسيارات إسعاف جعل المرضى الضعفاء عالقين في صفوف انتظار خارج المستشفيات لساعات من دون تلقّي العلاج الذي يحتاجون إليه. وقد تُرك الناس خائفين وفي حال ذعر في وقت كانت  أعراض مرضهم تتفاقم، وفي الحالات القصوى كانوا يموتون فيما كان يمكن إنقاذهم".

المتحدثة باسم حزب "الديمقراطيين الليبراليين" قالت إن "القانون الذي أقترحه سيجبر الحكومة على نشر أوقات انتظار سيارات الإسعاف بحسب المنطقة المحلية، كي يتمكن أفراد كل مجتمع من محاسبة الحكومة والمطالبة بخدمات صحية أفضل".

واعتبرت أن "هذه الانتخابات الفرعية هي فرصة لسكان نورث شروبشاير لتوجيه رسالة قوية إلى المحافظين بزعامة بوريس جونسون، بأن مخاوفهم في ما يتعلق بالخدمات الصحية المحلية المنهكة، لا يمكن تجاهلها بعد الآن. إن فوز مرشحة الديمقراطيين الليبراليين هيلين مورغان من شأنه أن يحدث زلزالاً سياسياً في وسط داونينغ ستريت. وستقف مدافعةً عن المجتمعات المحلية وخدماتها الصحية التي تم إهمالها لفترة طويلة للغاية".

جدير بالذكر أن النائب "المحافظ" المستقيل باترسون، كان فاز في دائرة نورث شروبشاير بغالبية ساحقة بلغت 63 في المئة من الأصوات عام 2019، وحاز حزب "العمال" المعارض على 22 في المئة من أصوات الناخبين، بينما حصل حزب "الديمقراطيين الليبراليين" على 10 في المئة فقط.

أما المرشحون الآن للانتخابات الفرعية هذا الشهر، فهم: نيل شاستري هيرست الجراح في "الخدمات الصحية الوطنية" عن حزب "المحافظين"، وبن وود عن حزب "العمال"، وهناك مرشحون عن حزب "إصلاح المملكة المتحدة" Reform UK (يميني كان قد تأسس باسم حزب "بريكست") وحزب "استقلال المملكة المتحدة" Ukip (حزب يميني عمل لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) وحزب "الخضر"، وعدد من مرشحي الأحزاب الصغيرة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات