Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صعود نزعة مناهضة العمل

سؤال عن عالم بلا شغل مع موجة "الاستقالة الكبرى" بين صفوف عمال أميركا

شهدت الأشهر الأخيرة صعوداً في شعبية موقع شبكي يركز على ضرورة ترك الوظائف غير المجزية (آي ستوك)

من دون سابق إنذار أدّت جائحة كورونا إلى تغيير وجه حياة العمل الأميركية في 2020، بل ربما إلى الأبد. لقد اختفت التنقلات اليومية بالنسبة لمن لا يعتبرون عمالاً أساسيين، إذ انتقل أرباب العمل لاعتماد العمليات الرقمية. في المقابل، تعاود معظم المكاتب والشركات اليوم إحضار الموظفين والعمال إلى مراكز الوظائف والأشغال. وغدت عبارة العمل "الهجين" المصطلح الأحدث الذي يجري تداوله، في الإشارة إلى الحالة الطبيعية الجديدة الآخذة في التشكل.

لكن، ماذا عن رفض فكرة العمل بالمطلق؟

تعد نزعة "معاداة العمل" واحدة من العناوين الأسرع انتشاراً في المنتديات الرقمية التي تشهد مناقشات واسعة النطاق عنها. وفي هذا الإطار، نقلت إلى "اندبندنت"، ناطقة باسم "صب ريديت" subreddit، المنتدى الشبكي الذي يميل إلى مناهضة العمل أو تأييد العمل في وظائف بشروط تستأهل الاهتمام بها، أن المنتدى لاحظ زيادة سنوية في أعداد المسجلين فيه المنتدى بحوالى  172 في المئة، وزيادة في التدوينات والتعليقات بـ244 في المئة، إضافة إلى زيادة في مشاهدة المنتدى بـ282 في المئة. ويتّجه ذلك المنتدى المذكور إلى تخطي عتبة الـ1 مليون مشترك مع نهاية العام الحالي، وفق تلك الناطقة نفسها.

وفي حديث مع "اندبندنت"، رأت مديرة النقاشات دورين فورد أن هناك أسباباً لذلك الميل، تبدأ من حالة الذعر التي سببتها جائحة كورونا وتبدّل النظرة إلى العمل، وتصل إلى شخصيات الأفراد المتمايزة وأهوائهم.

في الإطار ذاته، يُذكَر أن تلك الشابة (30 سنة) التي تعيش في مدينة بوسطن، قد عادت اليوم لاستئناف دراستها الجامعية وتعمل مُنَزِّهَةْ كِلاب إثر تجربة طويلة كموظفة مبيعات. وترى إن حركة معاداة العمل، "تجذب أشخاصاً من مختلف الأطياف وبطرق متنوعة ولأسباب عدّة، وقد يكون من بينها علاقة الأفراد بأنفسهم وعملهم. إذ يستمد كثيرون معنى حياتهم من أعمالهم ووظائفهم". وتتابع الشابة، "الناس يفكرون "آه، إن كنت لا أملك عملاً، فأنا لست بإنسان". هذا تفكير متطرف بعض الشيء، لكن هناك أشخاصاً يفكرون بهذه الطريقة، أو أنهم يشعرون بالنقص إن لم تكن لديهم وظيفة. فهم يجهدون كي يجعلون لحياتهم معنى أو هدف. وأعتقد أن بإمكان حركة مناهضة العمل مخاطبة أولئك الأشخاص، إذ تخبرهم أن العمل ليس المسألة الوحيدة في الحياة". وتتابع الشابة حديثها، "أعتقد أن نزعة مناهضة العمل تمثل فلسفة جذرية تحاول مهاجمة المسائل الهيكلية ضمن الرأسمالية، بيد أني أرى أموراً بديهية تتمثل في محاولة أشخاص كثيرين الموازنة بين العمل والحياة، ولجوء آخرين إلى ترك أعمالهم، إضافة إلى استياء أناس عديدين من طريقة تعامل شركاتهم مع جائحة كورونا وغيرها من القضايا المشابهة"، تسهم في انتشار دعاوى مناهضة العمل على الإنترنت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الواقع، تستند فكرة مناهضة العمل إلى ما يسمى حاضراً "الاستقالة الكبرى"، المصطلح الذي وضعه أستاذ العلوم الإدارية في جامعة "تكساس إي أند أم"، أنطوني كلوتز. إذ إن ملايين الأميركيين تركوا وظائفهم أو بدّلوا أدوارهم في الحياة منذ بداية الجائحة. ووفق دراسة استطلاعية نشرها الشهر الفائت موقع البحث عن الوظائف "جوب ليست" Joblist، فإن قرابة ثلاثة أرباع العمال الذين ما زالوا في وظائفهم، يفكرون اليوم في تركها. وفي حديث مع "سي أن بي سي" هذا الأسبوع، ذكر البروفيسور كلوتز إنه "عندما نواجه وقائع وحوادث تتهدد الحياة، فإننا نميل إلى التفكير في الموت ونسائل أنفسنا إن كنا سعداء في حياتنا أو إنه يتوجب علينا إحداث تغيير فيها". وتابع البروفيسور كلوتز "لقد أجبرت الجائحة [الناس] على مراجعة حياتهم وتقييمها، وأعطتهم فرصة لإعادة تصورها والتفكّر فيها".

في المقابل، تضرب جذور حركة مناهضة العمل عميقاً في الماضي وتعود إلى حقبة سبقت التجربة البشعة مع "كوفيد- 19" في الولايات المتحدة 2020، إذ تتصل بعقائد متفرعة من الماركسية، والاشتراكية، وغيرهما من الفلسفات السياسية. وغالباً ما سُميّت نزعة "رفض العمل".

وقبل عشر سنوات، نشرت الأستاذة المشاركة في قسم دراسات المرأة بـ"جامعة ديوك"، كاثي ويكس، كتاباً بعنوان "المشكلة في العمل، النسوية، الماركسية، سياسات مناهضة العمل، وتخيلات ما بعد العمل" The Problem With Work: Feminism, Marxism, Antiwork Politics, and Postwork Imaginaries. وفي مقابلة أجريت معها عام 2017، ذكرت البروفيسورة ويكس "أستعير هذه الفكرة من التقاليد الماركسية المستقلة. إذ إن رفض العمل، بحسب ما أفهمه، يتوجه ضد نظام إعادة الإنتاج المستند إلى نظام الرواتب، لكنه غير محصور به. وثمة ثلاث نقاط تستحق التشديد عليها هنا. يبرز في واحدة من تلك النقاط أن رفض فكرة العمل لا يتوجه ضد هذا العمل أو ذاك، بل ضد نظام التعاون الاقتصادي الأكبر المصمم لإنتاج تراكم في رأس المال لدى شريحة صغيرة، وتوفير العمل الرواتبي الذي يفترض أن يعيل بقيتنا". وتتابع، "معظم الأفراد الذين تنطبق عليهم هذه الحالة لا يمكنهم ببساطة ترك وظائفهم، لذا فإن هذا لا يمثل ما نتحدث عنه".

في المقابل تصف منصة "صب ريديت" المناهضة للعمل نفسها بأنها "تتعلق بالذين يريدون إنهاء العمل، ويهتمون بالخلاص منه، ويودون التمتع إلى أقصى حد بالحياة المتحررة من العمل، ويريدون مزيداً من المعلومات عن أفكار مناهضة العمل، ويطلبون مساعدة خاصة في مسائل ترتبط بما يعانوه من مشكلات في عملهم ووظائفهم".

في هذا الإطار، تورد السيدة فورد أنها انخرطت في حركة مناهضة العمل منذ 2013 أو 2014، وقد لاحظت تنامياً حقيقياً في حجم المشاركة في منتديات الحركة على الإنترنت عبر السنتين الماضيتين، على الرغم من أنه يصعب أحياناً التمييز بين ما هو مشروع وجديّ في التعليقات والمنشورات، وبين ما يكون مجرد كلام فارغ. وقد غدا المنتدى شعبياً إلى أقصى حد، حيث أتاح، مثلاً، منبراً للعمال كي ينشروا حكايات غاضبة تتعلق بتركهم أعمالهم، وقد غدا وصف "غاضبة"، سمة أساسية في المنبر. إذ يتمحور كثير من المنشورات وصور الشاشات حول نزاعات مع أرباب العمل، وقد انتشرت تلك المواد على الإنترنت انتشاراً واسعاً.

ومثلاً، نشر أحد أعضاء منتدى "صب ريديت" نصاً بعنوان "أشعر بأنني بددت حياتي. أرجوكم تعلموا من أخطائي". وفي النص المذكور روى كاتبه البالغ من العمر 41 سنة، وقد ترك المدرسة عام 1999 واشتغل كمصمم برامج كومبيوتر، وثابر على العمل طوال عقود، وكثيراً ما غطى ساعات دوام إضافية، روى قصصه التي أدت إلى تركه العمل. وذكر "كلّفني ذلك (خسارة) هواياتي وعلاقاتي". وتابع المشترك في "صب ريديت"، مشيراً إلى إنه "أعزب في عمر الـ41 ولي والدان مسنان وشقيقة تعيش في الطرف الآخر من القارة. أسكن شقة مقرفة فيها غرفة نوم واحدة. لقد فقدت شعري نتيجة الإرهاق".

وتابع، "أرجوكم لا ترتكبوا أخطائي. لا تضحوا بكل شيء من أجل رب عمل عديم المبالاة. لا تتنازلوا عن الأشياء التي تحبونها لأنكم تظنون أن الإجابة على الرسائل الإلكترونية عند الساعة العاشرة ليلاً قد تقنع مسؤولي الشركة البعيدين وغير المبالين بكم، بأنكم موظفون جديرون".

ومنذ ذلك الحين، انتقل ذلك المشترك في منتدى "صب ريديت" الشبكي إلى "عمل آخر لا يتطلب كل هذا الجهد". واستطراداً، فإنه يشبه آخرين ممن ينشرون تعليقاتهم ونصوصهم. وهذا الأسبوع، نشر شخص لديه أولاد رسائل متبادلة بينه وبين رب عمله، إذ عمد ذلك الشخص في النهاية إلى ترك وظيفته وأرفق رسالة استقالته بوسم وجه مبتسم مع عبارة "استمتعوا بحياتكم".

في سياق متصل، تعترف السيدة فورد بوجود بعض القصص الأكثر دراماتيكية التي يصعب تخيل حدوثها في الواقع. بيد أنها تصر على وجود صدق حقيقي لدى عديدين ممن يريدون فعلاً تغيير معنى العمل في الحياة الحديثة. وهناك سجال قائم حتى حول ما تعنيه فكرة مناهضة العمل. وبغض النظر عن المصطلح، فإن عدداً من المنشورات على الإنترنت لا يقترح سوى توازن أفضل بين الحياة والعمل، ولا يدعو إلى انتشار البطالة الطويلة الأمد.

وفي ذلك السياق، أوردت السيدة فورد ضمن حديثها مع "اندبندنت" أن هذه الحركة "جدية جداً من ناحية تغيير نظرتنا إلى العمل بحسب ما نعرفه راهناً، وتبديل علاقتنا به، خصوصاً على ضوء ارتباطه بالرأسمالية واستغلالها الممنهج للعمال". وتابعت، "لذا، نعم، سيكون هناك دائماً أشخاص يتعاطون بطرافة مع المسألة أو يستهزئون بها أو يظنون أنها ليست جدية. وأيضاً سيكون هناك أشخاص ينشرون الإيحاءات السخيفة والصور وإلى ما هنالك". وتتابع، "في المقابل، ثمة نوايا صادقة وبالغة الجدية في سياق المسألة أيضاً. وتحاول تلك النوايا خلق عالم أفضل للناس بحيث لا تعود حيواتنا مرهونة بوظائفنا، بل تتحدد بما نفعله في أوقاتنا الحرة".

في المقابل، تبقى علامة سؤال كبيرة حول وجود من يتابع فعلاً على الإنترنت دعاوى مناهضة العمل.

في ذلك الإطار، رأى البروفيسور بيتر كابيلي، مدير "مركز الموارد البشرية في كلية وارتون" بجامعة بنسلفانيا، أن توقعات وتنبؤات الاستقالة "مبالغ بها كثيراً". إذ إن معدل ترك العمل (اليوم) "ليس أعلى بكثير مما كانه قبل الجائحة"، وفق ما نقله إلى "اندبندنت". وتابع كابيلي "كذلك هناك افتراض يعتبر أن الناس الذين يتركون وظائفهم يتركون العمل أيضاً، فيما الدليل على هذا يعادل صفراً (لا دليل أبداً). إذ إن معظم الذين يتركون وظائفهم ينتقلون إلى العمل في أمكنة ومؤسسات أخرى". أما بالنسبة لفكرة مناهضة العمل، فقد أشار كابيلي إلى أن فريق باحثيه لم يرصد حتى مجرد حدوث هذه الظاهرة في الحياة الواقعية. وتابع كابيلي حديثه مع "اندبندنت" مشيراً إلى أنه "في الوظائف المتدنية المستوى، خصوصاً وظائف المطاعم، شعر من ينهضون بها إجمالاً أنهم لا يريدون ممارسة هذا العمل بعد اليوم. بيد أن الأشخاص الذين بقوا خارج العمل على مدى سنة كاملة وجدوا طرقاً للتأقلم. إذ لم يجلسوا وينتظروا اتصالاً هاتفياً من رب عملهم يعرض عليهم العودة إلى الشغل".

في سياق متصل، أوردت آيمي زيمرمان، المدربة المهنية في "آتلانتا" ومسؤولة الموارد البشرية في "ريلاي بايمنتس"، أنها "تشكك تماماً" بالمعطيات التي تعلنها حركة مناهضة العمل. وفي حديثها إلى "اندبندنت"، ذكرت أنه "من غير المنطق أن يكون هناك شخص قادراً على ترك الوظيفة من دون العودة إلى العمل مجدداً. أعتقد أن الحكومة قامت نسبياً بمساعدة الناس المحتاجين للمساعدة، لكني لا أعتقد أبداً أن ذلك سيمثل نمط العلاقة مستقبلاً. سيكون على الناس ممارسة العمل". ومن جهة أخرى، رأت زيمرمان أن "الناس يسعون إلى المرونة. أعتقد أن الجائحة قامت بالتأكيد بتبديل طريقة الناس في التفكير بالعمل، وبالنسبة إلى الشركات التي لا تنوي اعتماد المرونة، فإنها من دون شك ستخسر الناس".

وفي الإطار ذاته، ثمة مناقشات كثيرة حول كيفية مواجهة موجة "الاستقالة الكبرى" المتوقعة والحفاظ على الموظفين، لكن النقاشات المتعلقة بإمكانية زيادة أعداد الأشخاص الذين قد يختارون تجنب التوظيف، تبقى أقل. كذلك فإن الأمر الذي لم يرد في النقاشات حتى الآن يتمثل في التغيير الأكيد الذي شهدته أنماط سوق العمل الأميركي. ويشكّل ذلك أمراً أشارت إليه قبل سنوات البروفيسورة في كلية الأعمال بجامعة هارفرد، تسيدال نايلاي التي كانت بصدد الكتابة عن ذلك الموضوع حينما حلّت جائحة كورونا. وقد نشر كتابها حول الموضوع في وقت سابق من هذا العام تحت عنوان "ثورة العمل من بُعد، تحقيق النجاح من أي مكان" Remote Work Revolution: Succeeding From Anywhere.

وفي سياق موضوعها هذا، تحدثت نايلاي ضمن منتدى "فروم داي وان" From Day One [حرفياً، من اليوم الأول] حول قيم العمل في الشركات. وذكرت أن "نفقات العمليات انخفضت، وتبدو ميزانيات السفر المتضخمة غير ضرورية بعد الآن، وأمر تشغيل الموظفين والاحتفاظ بهم الذي لم يعد يستوجب أن نطلب منهم الانتقال [إلى مكان العمل]، بات أمراً متميزاً جداً ونحن نشهده في بوسطن عندما نحاول تحديد وجذب مرشحين جدد للعمل". وتابعت "لذا، كان عظيماً أن نرصد احتياطي العمالة غير المستغل عند عدد من الشركات. وكذلك لم تعد أسعار العقارات الخيالية موضوعاً مهماً، فيما يظهر. إن الأرقام تبدو مذهلة حينما ننظر إلى أعداد الناس الذين يودون الاحتفاظ بأحد أنماط العمل من بُعد في سياق ترتيباتهم المهنية الجديدة". وتابعت نايلاي، "أحد أهم الأشياء التي أراها اليوم، ونقاط الفشل التي أخشى منها، تتعلق بالتبدل الشامل الذي يجب أن يحصل في طريقة التفكير. إذ إن قادة المؤسسات ما زالوا عالقين في الفكرة التي تفترض العودة إلى شيء ما (أي إلى أنماط العمل المعهودة سابقاً قبل الجائحة)".

وفي الواقع، يمثّل ذلك [العودة إلى النمط السابق على الجائحة] ما تحاول حركة مناهضة العمل تلافيه تماماً، وفق السيدة فورد، مستعيدة ماركس وملمعةً بعض الغنائيات حول إمكانية الصيد خلال النهار والتمتع بأحاديث مفيدة مع الأصدقاء في الأمسيات. وفي حديثها مع "اندبندنت" أوردت إشارة إلى تنوّع الأشخاص في منصة "صب ريديت"، معتبرة أن "الهدف الأساسي لحركة مناهضة العمل يتمثّل في إلغاء العمل، لكن الوضع الذي سيفضي إليه هذا الأمر يبقى متفاوتاً جداً، ويتعلق بكل شخص على حدة. إذ لدينا أشخاص فوضويون (يؤمنون بالعقيدة الفوضوية)، وأشخاص شيوعيون، وديمقراطيون اجتماعيون، وأشخاص يحبون "بيرني" (ساندرز)، وآخرون يحبون أندرو يانغ. هناك يساريون من أصناف كثيرة".

ووفق ما بدا متوقعاً، تعرضت حركة مناهضة العمل لهجوم كراهية من قبل جماعات اليمين. كذلك تعرضت لردود فعل عنيفة من بعض اليساريين الراديكاليين الذين اعتبروها حركة معتدلة. وبالنسبة إلى ما تعتبره السيدة فورد عالماً مثالياً، فإنها تتطلع إلى "حياة متنوعة حيث يمكن للمرء النهوض بعمل ما، من دون أن يُحكم عليه [عبر ذلك العمل]. وحينها، يمكنه فعل شيء آخر". وتابعت فورد "يمكنك فعل الكثير من التجارب في مجتمعك وسط ضجيج العالم الحديث حولك، والاستمتاع بنفسك في الحياة. لكن في كل الأحوال، فإن مناهضة العمل لا تعني شئياً من نوع "حسناً، ليس من الضروري أن تكون للناس أعمال ووظائف". ويعني ذلك أنه إذا أراد الناس المساهمة لمصلحة مجتمعهم، هذا عظيم. أعتقد أن عليهم فعل ذلك". كذلك تحلم فورد بعالم تغدو فيه جميع الأعمال معتمدة على الآلة. أما بالنسبة للأشغال التي لا يمكن مكننتها، فينبغي، وفق رأيها، أن تجري "مشاركة العمل على نحو جماعي، واعتماد المداورة، فلا يصاب أحد بالإنهاك". بالتالي، أعربت فورد عن قناعتها بوجوب ترك جميع الناس أحراراً في تحقيق شغفهم، والمساهمة في المجتمع بطرق مختلفة. ووفق رأيها، إن حركة مناهضة العمل تقف "ضد العمل، وليست ضد بذل الجهود".

© The Independent

المزيد من تقارير