ظهرت حسابات لجنود بولنديين يبحثون عن علاقات حب، على تطبيق "تيندر" Tinder للمواعدة في بيلاروس، في خطوة مفاجئة أثارت دهشة السكان المحليين في الجانب البيلاروسي من الحدود. وقد التقط التطبيق، نظراً إلى القرب الجغرافي لتمركز نحو 12 ألف جندي بولندي على طول الخط الحدودي ما بين البلدين، ملفات التعريف عن هؤلاء الشبان، ولا سيما الذين هم في العشرينيات من العمر.
امرأة بيلاروسية غردت عبر حسابها على محرك "تويتر" قائلة: "هذا ما يبدو عليه تطبيق "تيندر" الآن، إذا كنت شابةً في غرودونو، وهذا غير مضحك"، قبل أن ترفق تغريدتها بلقطة شاشة، تظهر سبعة أشخاص طامحين لعلاقات حب يرتدون زياً عسكرياً. وكان أحد الملفات الشخصية أيضاً لجندي من بيلاروس.
غرودونو مدينة تقع في غرب بيلاروس، يبلغ عدد سكانها قرابة 369 ألف نسمة، وتبعد جغرافياً نحو 24 كيلومتراً عن خط الحدود مع بولندا، حيث يوجد أكثر من ألفي مهاجر هناك - معظمهم من دول الشرق الأوسط – وهم محاصرون وسط التوترات المتزايدة بين الزعيم القوي البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والاتحاد الأوروبي، الذي تنتسب بولندا إلى عضويته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فقد عمل لوكاشينكو منذ الصيف الماضي، على استغلال آمال بعض أكثر الناس يأساً في العالم (المهاجرين)، للنيل من الاتحاد الأوروبي، بسبب العقوبات التي كان قد فرضها على بلاده، بعد انتخابات فقدت صدقيتها على نطاق واسع في أغسطس (آب) من عام 2020، وحملة قمع لاحقة من سلطات مينسك لاحتجاجات نظمتها المعارضة في بيلاروس.
وقد اقترب مئات الأشخاص من نقطة كوجنيتسا للتفتيش، على الجانب البيلاروسي من الحدود، على أمل السماح لهم بعبور آمن إلى أوروبا. ويشهد وضع هؤلاء الأفراد الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين الدولتين تدهوراً متسارعاً مع هبوط درجات الحرارة خلال الليل، في وقت يتواصل فيه مجيء مزيد من المهاجرين من العاصمة البيلاروسية مينسك.
جدير بالذكر أن السلطات البولندية اتخذت موقفاً متشدداً في ما يتعلق بالهجرة، وأغلقت نقطة كوجنيتسا للتفتيش. أما أولئك الذين نجحوا في العبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، فقد عملت شرطة الحدود البولندية في أغلب الأحيان، على إبعادهم وإعادتهم إلى بيلاروس، بما يتنافى والقواعد الدولية المتعلقة باللجوء.
في المقابل، رفضت وارسو أن تتلقى مساعدةً من "الوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل" European Border and Coast Guard Agency التي تعرف بـ"فرونتكس" Frontex، في خطوة تشير إلى عزم الحكومة في بولندا على التعامل مع هذه الأزمة بناءً على شروطها.
© The Independent