Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علماء يبحثون عن قصص ممالك العلا المنسية في السعودية

يمتد عمل الفريق البحثي حتى 2024 لدراسة مواقع تنسب لمملكتي دادان ولحيان القديمتين

أحد أفراد الفريق البحثي المشترك أثناء التنقيب في العلا (أ ف ب)

"نودُّ تكوين فكرة شاملة عن التسلسل التاريخي للموقع، نريد إجابة عن أسئلة كثيرة"، بهذه الكلمات علّق أحد أفراد الفريق البحثي "السعودي - الفرنسي" المشترك، الذي ينقّب في مواقع متفرقة في العلا منذ مطلع 2020.

وعلى الرغم من أن الفريق تعطل العام الماضي بسبب الإغلاق والظروف الصحية، فإنه استمر في بحثه عن آثار مملكتي دادان ولحيان القديمتين، اللتين طواهما النسيان منذ أمد بعيد.

وتشتهر العلا، التي أصبحت منذ فتحها للعامة في 2019 كوجهة سياحية رئيسة، بالمقابر الملكية في الحجر، أو ما تعرف بـ"مدائن صالح"، التي حفرها الأنباط في الصخور منذ 2000 عام، وهم ذاتهم من بنوا مدينة البتراء في الأردن قبل ظهور الإسلام.

5 مواقع

ويركز فريق من متخصصي الآثار الفرنسيين والسعوديين الآن على الحفر في خمسة مواقع قريبة مرتبطة بالحضارتين الدادانية واللحيانية، اللتين كانتا تمثلان قوى إقليمية مهمة ازدهرت قبل 2000 عام.

وقال عبدالرحمن الصحيباني، الذي يشارك في إدارة بعثة الآثار الخاصة بدادان، إن المشروع يحاول فك ما يحيط بهاتين الحضارتين من غموض.

ومملكة دادان مذكورة في العهد القديم، أما مملكة لحيان فقد كانت من أكبر الممالك في زمانها، وامتدت من يثرب (المدينة المنورة حالياً) في الجنوب إلى العقبة شمالاً (الأردن حالياً)، وفقاً لما تقوله الهيئة الملكية بالعلا القائمة على المشروع.

وظلت المملكتان قائمتين على مدار قرابة 900 عام حتى عام 100 في التقويم الميلادي، وكانتا تسيطران على طرق التجارة الحيوية، لكن المعلومات عنهما شحيحة لا تُذكر. ويأمل الفريق معرفة المزيد عن طقوس العبادة والحياة الاجتماعية والاقتصاد في المملكتين.

إكمال التسلسل التاريخي

وقال جيروم رومر، الباحث لدى المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، إن أعمال الحفر اقتصرت فيما سبق على منطقة المحمية الرئيسة.

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، "نودّ تكوين فكرة شاملة عن التسلسل التاريخي للموقع وخريطته وثقافته المادية واقتصاده". وتابع، "هو مشروع شامل نحاول فيه في الأساس الإجابة عن كل هذه الأسئلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واكتسبت العلا مكانة بارزة في مسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإحداث تغيير كبير في شكل الاقتصاد والمجتمع السعوديين. وتعول السعودية على السياحة في إطار محاولاتها للانفتاح على العالم وتنويع مواردها الاقتصادية، بدلاً من الاعتماد على النفط.

ويمثل مشروع تطوير العلا خطوة ترمي إلى صيانة المواقع التراثية لما قبل ظهور الإسلام من أجل جذب السياح.

حتى 2024

وامتد الموسم الأول للتنقيب بين شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) من عام 2020، ويعمل على استكمال الأهداف الموضوعة للمشروع حتى عام 2024.

وتشارك جامعة الملك سعود بفريقها بجوار الفريق القادم من فرنسا، والذين يشكلون معاً 20 مختصاً سعودياً وغير سعودي، قاموا بالتنقيب خلال الموسم الأول في أربع مناطق بمساحة تصل إلى نحو 1800 متر مربع، تم من خلالها العثور على قرابة 1949 قطعة أثرية، كما تمت دراسة وتصنيف ما يزيد على 16 كسرة فخارية تم العثور عليها خلال التنقيب.

لماذا هذه المواقع بالتحديد؟

تم اختيار هذه المناطق الأربع بناءً على أهداف علمية رئيسة للمشروع، فالمنطقة الأولى تسمى الحصن الإسلامي، والذي يقع في الطرف الشمالي من الموقع، وهو المكان الذي سبق التنقيب فيه لمدة سنتين، حيث ظهر جزء من السور الجنوبي والبوابة الجنوبية، بالإضافة لبعض الأبراج. ويستهدف التنقيب في هذه المنطقة محاولة التأكد من وظيفة هذا المبنى وتاريخه بالتحديد، إضافة إلى العلاقة بينه وبين الفترات التي سبقته.

أما المنطقة الثانية فهي المركز الرئيس للموقع المتمثل في الحرم الديني الذي نقّبت فيه جامعة الملك سعود لمدة 13 سنة بهدف محاولة إيضاح التسلسل الطبقي بشكل واضح، إضافة إلى محاولة فهم العلاقة بين البئر والحوض ومحاولة إعادة توثيق الظواهر المعمارية للمنطقة المكتشفة مسبقاً. فيما كانت المنطقة الثالثة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من المنطقة الثانية واحدة من المناطق التي يتم التنقيب فيها لأول مرة، وكان الهدف منها محاولة الخروج من المنطقة الدينية والوصول لمناطق أخرى تكشف عن ملامح مهمة من حياة الدادانيين واللحيانيين. أما المنطقة الرابعة فهي منطقة المقابر المحاذية للجبل، ويهدف التنقيب فيها أيضاً لمحاولة فهم الممارسات الجنائزية في تلك الفترة ومدى العلاقة بينها وبين موقع دادان، وكذلك محاولة لجمع مزيد من المعلومات حول الممارسات الدينية.

إضافة إلى ذلك، فقد قام الفريق بمسح ممنهج للجبل المحاذي للموقع من الشرق المعروف باسم جبل الخريبة، الذي تمت إضافته لمناطق المسوح لاحقاً كموقع خامس، إذ تم مسح 22 هكتاراً سجل فيها 340 ظاهرة أثرية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة