Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناخ من التوتر والمخاوف يلقي بظلاله على مؤتمر "كوب 26"

يفيد تقرير حديث للأمم المتحدة بأن حرارة الكوكب تتجه نحو ارتفاع "كارثي" يبلغ 2.7 درجة مئوية

ناشطون ينصبون مجسمات تحذر من ارتفاع درجة حرارة الكوكب في غلاسكو باسكتلندا حيث سيعقد مؤتمر "كوب 26" (رويترز)

في مواجهة مخاوف من فشل مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 26"، الذي يبدأ الأحد 31 أكتوبر (تشرين الأول)، تتضاعف الدعوات الموجهة إلى قادة العالم لبذل المزيد من الجهود وبوتيرة أسرع للحد من ظاهرة الاحترار المناخي التي تسببت بكوارث مدمّرة.

وبينما ارتفعت حرارة الكوكب حوالى 1.1 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، يعيش البشر الآثار المدمّرة لاحترار الأرض، من الحرائق الهائلة التي اجتاحت سيبيريا وكاليفورنيا مروراً بالفيضانات الضخمة في ألمانيا وبلجيكا وصولاً إلى موجة القيظ في كندا وغيرها.

وهذه ليست إلا البداية كما حذر العلماء الذين يقولون إن كل جزء إضافي من الدرجة سيجلب نصيبه من الكوارث الجديدة.

ونشرت الأمم المتحدة مقطع فيديو يلخص الوضع ويظهر ديناصوراً يقتحم قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة ويقول، "على الأقل كان سبب انقراضنا كويكب، ما هو عذركم؟ لا تختاروا الانقراض، أنقذوا نوعكم قبل فوات الأوان".

نتجه نحو ارتفاع "كارثي"

وفي مواجهة المستقبل المروّع الذي توقعه علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الحل واضح: خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 في المئة بحلول عام 2030 لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحاً لاتفاق باريس المناخي، والاستمرار نحو تحقيق الحياد الكربوني قرابة عام 2050.

لكن وفقاً لتقرير حديث للأمم المتحدة، حتى مع الالتزامات الجديدة للدول لعام 2030، تتجه حرارة الكوكب نحو ارتفاع "كارثي" يبلغ 2.7 درجة مئوية.

وقال مايلز ألين من جامعة أكسفورد، "من الجنون أن تفعل الشيء نفسه مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة"، في استعادة لقول شهير للعالم الألماني ألبرت آينشتاين، لافتاً إلى أنه "بالمعدل الحالي، النتائج المنتظرة في عام 2030 لن تتحقق قبل عام 2080".

ويصرّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن الحكومات "ليست على مستوى المهمة"، مشيراً بأصابع الاتهام إلى مجموعة العشرين التي تمثل ثلاثة أرباع الانبعاثات العالمية والتي تجتمع في قمة نهاية هذا الأسبوع في روما.

وأضاف غوتيريش، "من المهم جداً أن تقدّم كل دول مجموعة العشرين قبل (مؤتمر) غلاسكو أو خلاله، مساهمات متوافقة مع حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية"، معرباً عن "قلقه" إزاء نهج "مؤتمر الأطراف 26".

حضور لزعماء الدول

ويساور القلق نفسه المنظمين البريطانيين. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذا الأسبوع، "أنا قلق جداً، لأن الأمور قد تسير بشكل سيّء للغاية".

ولم تقدّم الصين، أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، بعد تعهداتها الرسمية. لكن حتى الدول التي قامت بذلك يمكنها ويجب عليها تعزيز التزاماتها، كما يقول الخبراء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي محاولة لإعطاء دفع سياسي قوي للمؤتمر الذي يستمر أسبوعين في غلاسكو، يتوقع حضور أكثر من 120 زعيماً الاثنين والثلاثاء، بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

لكن سيغيب عن المؤتمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملكة البريطانية إليزابيث الثانية بسبب المرض.

أما بالنسبة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي لم يغادر الصين منذ بداية وباء "كوفيد-19"، فما زال رئيس "كوب 26" ألوك شارما يأمل في مجيئه.

وبهدف ممارسة ضغط على القادة، تخطط منظمة "إكستنكشن ريبيليين" ومنظمات أخرى للقيام بتحركات خلال مؤتمر الأطراف، في اسكتلندا وفي أماكن أخرى. ودعت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ للانضمام إليها في غلاسكو في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) في مسيرة من أجل "عدالة مناخية".

مواضيع متفجرة

وتعد مسألة العدالة المناخية محورية بالنسبة إلى مؤتمر المناخ الذي أرجئ عاماً بسبب الوباء. وتستنكر منظمات في المجتمع المدني عدم المساواة في إمكان الوصول إلى المؤتمر بسبب قيود مرتبطة بـ"كوفيد-19".

ومن بين المواضيع المتفجرة المرتبطة بالعدالة المناخية أيضاً، التضامن بين الشمال، المسؤول عن الاحترار المناخي، والجنوب، الأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ، لكن أيضاً بـ"كوفيد-19". وبشكل أكثر تحديداً، الوعد الذي لم تفِ به البلدان المتقدمة والقاضي بزيادة مساعداتها للبلدان الفقيرة إلى 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2020 للتكيف مع التداعيات وخفض انبعاثات غازات الدفيئة.

ولم يخفّف التقرير الذي قدمته رئاسة الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف للمناخ هذا الأسبوع، والذي أكد أن رقم المساعدات سيصل إلى 100 مليار دولار عام 2023 ليرتفع سنة تلو الأخرى، من حدة غضب الدول الأكثر ضعفاً.

وقال والتون ويبسون الذي يرأس تحالف الدول الجزرية الصغيرة، "هذه ضربة مروعة للعالم النامي"، مشدداً على أن المساعدات المالية لهذه الجزر الواقعة على خط المواجهة والتي تواجه ارتفاع مستوى المحيطات هي "مسألة بقاء".

ومن المواضيع الخلافية الأخرى التي ستناقش خلال أسبوعين من الاجتماعات، التخلص من استخدام الوقود الأحفوري خصوصاً الفحم، والتسريع الضروري للتكيف مع تأثيرات الاحترار المناخي والمفاوضات لاستكمال توصيات اتفاق باريس، خصوصاً في ما يتعلق بعمل أسواق الكربون.

وقالت أناييد فيلاسكو، العضو في شبكة "كلايميت أكشن نتوورك" التي تضم مئات المنظمات غير الحكومية، "كوب 26 هو فرصة مثالية للبلدان لإظهار أنها تعلمت الدرس من الكوارث المناخية الأخيرة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات