Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشية قمة المناخ الحاسمة جونسون متهم "بخفض سقف التوقعات"

حصري: اعتراف رئيس الوزراء البريطاني باحتمال "تعثر" مفاوضات "كوب 26" يثير غضبا داخليا وانتقادات للحكومة من حزب "العمال" وجماعات الحفاظ على البيئة بالفشل في إظهار دور قيادي

إذا فشلت القمة، فإنه سيكون على بوريس جونسون "أن يلوم نفسه فقط". وفي الصورة أعلاه رئيس الوزراء البريطاني يزرع شجرة في مدرسة بمنطقة أنتريم (غيتي)

اتهم حزب "العمال" البريطاني المعارض رئيس الوزراء بوريس جونسون، بـ"خفض سقف التوقعات" عشية انعقاد "القمة الـ26 لتغير المناخ" COP26 الحاسمة في غلاسكو، بعد تصريحع أن مفاوضات الحد من الانبعاثات الحرارية في العالم "قد تتعثر".

فبعدما كان جونسون قد أشار في وقت سابق إلى المؤتمر باعتباره "نقطة تحول بالنسبة إلى العالم"، عاد وأقر الآن بأنه "غير واثق" مما إذا كانت قمة "كوب 26" ستحقق هدفها المتمثل في الموافقة على تخفيض الانبعاثات للسنة 2030 - وهي مرحلة حاسمة على الطريق نحو تحقيق هدف خفض الانبعاثات الحرارية إلى الصفر في مختلف أنحاء العالم بحلول السنة 2050.

وأعلن رئيس الوزراء في أثناء تحدثه خلال مؤتمر صحافي خاص بالأطفال في مقره في "10 داونينغ ستريت"، أن "من غير الواضح على الإطلاق ما إذا كنا سنحقق التقدم الذي نحتاجه".

وتأتي تصريحاته بعد صدور أنباء عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر المؤتمر، وفيما تسود حال من عدم اليقين مما إذا كان الرئيس الصيني شي جينبينغ سيتوجه إلى مؤتمر غلاسكو، في وقت تعد فيه بلاده أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري على سطح الكوكب.

وكان قد تم التشكيك مراراً خلال الأشهر الأخيرة، في التزام حكومة المملكة المتحدة الحد من انبعاثاتها الحرارية، بعد فشلها في وقف خطط إنشاء منجم فحم عميق جديد في مقاطعة كمبريا، وإعطائها الضوء الأخضر لعمليات تنقيب جديدة عن النفط في بحر الشمال، وزيادة التمويل لمشاريع استخراج الوقود الأحفوري الأجنبية.

التعليقات المتشائمة الصادرة عن رئيس الوزراء البريطاني، أثارت غضب قادة المعارضة وجماعات الحفاظ على البيئة. فقد قال لوك بولارد وزير البيئة في حكومة الظل "العمالية" لـ"اندبندنت"، إنه "قبل مؤتمر ’كوب 26’، كان رئيس الوزراء هذا، وهذه الحكومة، يقفان في أحسن الأحوال متفرجين، وفي أسوأ الأحوال، أسهما في التقاعس العالمي الحاصل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف: "لا يمكننا أن نسمح لـ’المؤتمر الـ26 للتغير المناخي’ بأن يكون قمة الادعاء بالعمل على حماية البيئة. وبدلاً من محاولة تغيير الأهداف وتخفيض سقف التوقعات، نحتاج إلى رؤية أفعال وتدابير في هذا العقد الحاسم من الزمن، إذ لطالما كان الاختبار الذي يمر فيه مؤتمر غلاسكو، مرتبطاً بمدى الالتزامات الملموسة التي ستتعهد الدول القيام بها حتى السنة 2030".

وتأتي تعليقات بوريس جونسون أيضاً في الوقت الذي تتحدث فيه أرقام صادرة عن منظمة الأمم المتحدة، عن أن العالم هو "بعيد عن المسار الصحيح" في مجال خفض الانبعاثات الحرارية، وأن الكوكب هو في طريقه نحو ارتفاع "كارثي" في درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية، ما لم يتم بذل مزيد من الجهود لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

الزعيمة الجديدة لـ"حزب الخضر" البريطاني كارلا دينير، كانت لهجتها أكثر حدة. فقد وصفت في حديث مع "اندبندنت" موقف رئيس الوزراء بأنه كان منافقاً، وبأنه أسهم في تقويض المكانة الدولية للمملكة المتحدة.

وأضافت دينير قائلة إن "افتقار الحكومة للقيادة والرؤية في الفترة التي سبقت قمة المناخ الحاسمة هذه، كان مثيراً للصدمة"، معتبرة أن "بذل القليل من الجهد بعد فوات الأوان، من شأنه أن يقوض مكانتنا على مستوى القيادة العالمية. أما أن يتظاهر رئيس الوزراء الآن بالقلق من عدم التوصل إلى اتفاق، فهو نفاق على أعلى مستوى".

ولفت كونور شوارتز الناشط البيئي في منظمة "أصدقاء الأرض" Friends of the Earth، إلى أنه كانت لدى حكومة المملكة المتحدة "أعوام لوضع أسس النجاح في هذه المحادثات الحاسمة، من خلال إرساء مثال جيد يقتدي به العالم".

وأضاف: "إلا أنها بدلاً من ذلك، واصلت دعمها لاستخراج الوقود الأحفوري، الأمر الذي يعني أن القمة المناخية تعقد الآن على خلفية عدد كبير من التطورات الجديدة المقترحة في المملكة المتحدة، سواء لجهة منجم الفحم في كمبريا Cumbria، أو التنقيب عن النفط في مقاطعة سري Surrey  وبحر الشمال. وإضافةً إلى ذلك، ما زالت الحكومة تخطط لدعم مشروع ضخم لاستخراج الغاز الذي يدمر المناخ في موزمبيق، بصرفها مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية عليه من أموال دافعي الضرائب.

وأضاف شوارتز "إذا كان رئيس الوزراء راغباً في تحقيق نجاح في المحادثات المناخية، فعليه أن يبدأ بإظهار مقدار من القيادة الحقيقية، ووقف دعم المملكة المتحدة للفحم والنفط والغاز في الداخل وفي خارج البلاد".

مجموعة حملة العمل المباشر "الثورة على الانقراض" Extinction Rebellion قالت لـ "اندبندنت" إنه إذا فشلت القمة، فإنه سيكون على بوريس جونسون "أن يلوم نفسه فقط"، ويتوجب حينها على الناس أن يكونوا "مستعدين للنزول إلى الشوارع".

وقال، أخيراً، متحدث باسم المجموعة، إنه "كانت أمام الحكومة سنوات لتعمل على هذا الموضوع، إلا أنها تركت كل شيء حتى اللحظة الأخيرة، بدلاً من التعاطي مع الملف على أنه الأولوية الملحة التي هو عليها فعلا".

© The Independent

المزيد من بيئة