Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باريس تتعرف إلى فنانات إيران... في غيابهن

تكاثر المعارض بدأ في 2006-2007 عندما اتجهت دور المزادات الكبرى إلى طهران

إيرانية بجانب لوحة مارلين مونرو للفنان الأميركي آندي وارهول (أ ب)

خصصت النسخة الآسيوية من المعرض الدولي للفن المعاصر في باريس، "آسيا الآن"، ثمانية أجنحة لتسليط الضوء على الفن الإيراني المعاصر وأبرز وجوهه النسائية.

وإن لم يكن ذلك مفاجئاً لكون إيران ضيفة الشرف في هذه الدورة، فإن المفاجأة في عدم تمكن الفنانات المشاركات في المعرض من الحضور بسبب عدم تمكنهن من الحصول على تأشيرات دخول إلى فرنسا.

وقالت إحدى الفنانات، وهي المصورة الفوتوغرافية ومصورة الفيديو تحمينه مونزافي (33 سنة) الموجودة في طهران في اتصال هاتفي أجرته بها وكالة الصحافة الفرنسية من باريس إن "في إيران كثيراً من الفنانات لكنهن لا يسافرن غالباً إلى الخارج لأن التكلفة عالية".

وسبق أن عرضت في لوس أنجليس وروما وباريس صور مونزافي التي تعمل بكاميراتها راهناً "على بلوشستان" في جنوب شرق إيران.

أما أمير اعتماد الذي غادر إيران طفلاً إلى فرنسا وعاد إليها عام 2002 ويدير مذاك أحد أهم معارض الفن المعاصر في طهران، فلاحظ أن جائحة "كوفيد-19" "تبطئ الأمور"، موضحاً أن "الفنانات لم يحصلن على تأشيرات".

وذكر بأن عدد المعارض عام 2002 "كان يقتصر على أربعة أو خمسة"، أما اليوم "فثمة أكثر من مئة، بعضها يعمل على المستوى الدولي، ويلتقي فيها الناس كل يوم جمعة". وشرح أن تكاثر المعارض بدأ "في 2006-2007 عندما أقامت دور المزادات الكبرى، من بينها كريستيز وسوذبيز وبونهامز مراكز لها في دبي، في الإمارات العربية المتحدة المجاورة، وأتت إلى إيران سعياً إلى أعمال فنية".

ويعرض اعتماد الموجود في باريس منذ أيام أعمال أربع فنانات بينهن الرسامة ميمي أميني "بعيداً عن كليشيهات الشادور أو الخط أو المنمنمات التاريخية".

ولدن بعد الثورة

وتبرز أمينة متحف الفن الحديث في باريس، أوديل بورلورو، عملاً فنياً بالفيديو يضمه المعرض لنحو 12 شابة إيرانية عن الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد (1934-1967) وعنوانه "لا تضع على شفتي قفل الصمت، ففي قلبي قصة لم ترو"، من قصيدة للراحلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما تحمينه مونزافي فحصتها من المعرض عمل صورت فيه "راقصة وموسيقية ومغنية وممثلة" وسط الخراب، في "رؤية شعرية تعبر عن فنهن بين الأنقاض، كما هي المشاعر التي كان عليهن كبح جماحها"، على قولها.

وبين المعروضات أعمال لمواطناتها آتوسا بنده غاث ابادي ونغار بهبهاني وسميرا اسكندرفر وبريسا قادري وطلا مدني وإليكا هدايت وأناهيتا حكمت وشيفا خسروي ومليكا شفاهي وروجين شفيعي اللواتي ولدن بعد الثورة الإسلامية عام 1979 ومعظمهن في الثلاثينيات من أعمارهن، "يتنقلن بين أوروبا وإيران"، وفق ما أفادت بورلورو.

ورأت أن أعمالهن تنطوي على "تعلق عميق بإيران وحنين إليها"، كأنه "قصة شخصية يفسح فيها النضال الملتزم الطريق لكون حميم ومزدوج يعشن فيه: الفضاء العام والفضاء الداخلي".

عمق النساء الإيرانيات

وقالت إحداهن وهي مليكا شفاهي (37 سنة) التي تعيش في باريس منذ عام 2012 "غالباً ما نصور على أننا نساء خاضعات، ولكن في الواقع لدينا تربية عائلية هي عالم بعيد جداً عن هذا الخضوع" تعود جذوره إلى سبعة آلاف عام.

ويتناول شريطها المصور بالفيديو بعنوان "البورتريه الذاتي" موضوع "الإغواء: الاستماع، وتناول الطعام، والنظر، واللمس".

وقالت شفاهي "كنت ألجأ إلى الحيلة سابقاً لتصوير نساء محجبات (...)، واليوم أرى أن بعض النساء الغربيات يعشن حياة صعبة، من دون حماية من الأسرة أو من رجل. نظرتي إلى النساء الإيرانيات تتغير، وأفهم عمقهن".

أما أمير حسين أخوان الذي نشأ في الولايات المتحدة ويحمل الجنسيتين الإيرانية والأميركية، وجاء من طهران لعرض أعماله في "غاليري 41"، فأبدى سروره بإبراز أعمال مواطناته في باريس.

وفي لوحات أمير حسين الملونة، يتحاور الرسامون الغربيون الكبار مع رموز النظام الإيراني. ومن بينها صورة كبيرة الحجم لامرأة أطلق عليها اسم "زنان". وقال "إنها تدير مجلة نسوية، وقد سجنت، وواصلت عملها... إنها بطلة"، مفضلاً عدم الإفصاح عن اسمها.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات