Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نواب أميركيون انسحبوا "غاضبين" من جلسة سرية حول أفغانستان

هم من الحزبين وشعروا بالإحباط بعد فشل مسؤولي إدارة بايدن في الرد على أسئلتهم

لا تزال إدارة بايدن غير قادرة على الرد على أسئلة الكونغرس بشأن الانسحاب من أفغانستان (غيتي)

لا تزال تبعات الانسحاب الأميركي من أفغانستان تتردد داخل أروقة صنع القرار في واشنطن، حيث يواصل الكونغرس عقد جلسات استماع في شأن إدارة العملية التي قوبلت بانتقادات دولية ومحلية واسعة بعد استيلاء حركة "طالبان" سريعاً على البلاد وانتشار الفوضى في مطار العاصمة كابول نتيجة احتشاد مئات الآلاف من المواطنين الذين حاولوا مغادرة أفغانستان، إضافة إلى فرار آلاف آخرين عبر الحدود إلى الدول المجاورة.

ويبدو أن ليست لدى إدارة الرئيس جو بايدن إجابات بشأن ما حدث في أفغانستان، على الرغم من مرور أكثر من شهر على سيطرة "طالبان" على الحكم، إذ أفادت شبكة "سي إن إن"، الأميركية، بأن عدداً من المشرعين في الكونغرس انسحبوا "بغضب" من جلسة إحاطة سرية عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مع أعضاء إدارة بايدن بشأن أفغانستان، الأربعاء 22 سبتمبر (أيلول) الحالي، وذلك وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على الإحاطة.

ووفقاً للمصادر التي تحدثت إلى الشبكة الأميركية، شعر النواب الجمهوريون والديمقراطيون بالإحباط بعد فشل مسؤولي وزارات الخارجية والدفاع (البنتاغون) والأمن الداخلي ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية في الرد على أسئلتهم الرئيسة خلال الجلسة.

أعداد مجهولة

وسبق أن أعلن بايدن أنه تم إجلاء أكثر من 5500 أميركي، إلى جانب آلاف المواطنين والدبلوماسيين من الدول الحليفة، إضافة إلى 2500 موظف محلي في السفارة الأميركية وعائلاتهم، وآلاف المترجمين الأفغان وغيرهم. وتقول وزارة الخارجية إن حوالى مئة أميركي ما زالوا في أفغانستان يريدون الخروج، وذلك بعد عمليات إجلاء استمرت حتى آخر أغسطس (آب) الماضي، خرج بموجبها أكثر من 126 ألف شخص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت الشبكة الأميركية عن بعض المشرعين قولهم إنهم لا يفهمون هذه الحسابات، نظراً إلى أن وزارة الخارجية أعلنت أنها أخلت أكثر من 75 أميركياً من أفغانستان من خلال جهود الإجلاء في الأسابيع القليلة الماضية. ويوضح مسؤولون في الوزارة إن الوضع المتغير على الأرض يحول دون تمكّنهم من إعطاء رقم أكثر دقة.

وقال كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايكل ماكول لبرنامج "ذا ليد"، إن "الجميع انسحبوا" من الاجتماع، وشكك في ما إذا كان مسؤولو الإدارة يعرفون عدد الأميركيين الذين ما زالوا في أفغانستان. وأضاف "في الواقع، أعتقد أنه لا يزال هناك مئات الأميركيين خلف خطوط العدو. معظم المترجمين الذين تحدثنا عنهم لم يخرجوا"، في إشارة إلى المترجمين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي، مضيفاً أنه تلقّى "قصصاً مروعة" ممن هم داخل البلاد.

وأردف "لا أعتقد أنهم (إدارة بايدن) يعرفون كل الإجابات بصراحة تامة". لكن مساعد ديمقراطي في الكونغرس قال إن بعض الأعضاء غادروا الإحاطة السرية، الأربعاء، لأن هناك أعضاء جمهوريين لم يكونوا يرتدون أقنعة وفقاً لبروتوكولات الوقاية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، مضيفاً أن عدداً من الأعضاء راضون عن مشاركة وزارة الخارجية.

لوم متبادل

وطوال الأسابيع الماضية، واجهت إدارة بايدن انتقادات واسعة في الداخل وبين الحلفاء، بشأن الطريقة المفاجئة للانسحاب الأميركي، والانهيار غير المتوقع لقوات الأمن الأفغانية التي درّبتها القوات الأميركية وموّلتها لأعوام، أمام عناصر حركة "طالبان"، الذين سيطروا على أراضي البلاد في غضون أسابيع من دون مقاومة تذكر، ودخلوا العاصمة كابول في 15 أغسطس. كما أن إقرار البنتاغون بخطأ الضربة الجوية التي قتلت 10 مدنيين بدلاً من إرهابيين مشتبه فيهم من عناصر جماعة "داعش- خراسان"، زادت من محنة واشنطن.

وبينما يصف الجمهوريون الخروج الأميركي من أفغانستان بأنه "خسارة مذلة أمام طالبان" قوّضت صورة الولايات المتحدة عالمياً، يلقي الديمقراطيون الممسكين بالسلطة في البيت الأبيض، باللوم على الرئيس السابق دونالد ترمب، وتحمّله المسؤولية حين تفاوض مع الحركة وتوصّل معها إلى اتفاق للانسحاب في فبراير (شباط) 2020.

وفي شهادته أمام الكونغرس، في 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، دافع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قرار الانسحاب من أفغانستان وأثنى على الإجلاء، واصفاً إياه بأنه "جهد بطولي" من الدبلوماسيين والجيش والاستخبارات. وردّ بلينكن على اتهامات بأن وزارة الخارجية كان من الممكن أن تبذل مزيداً من الجهود للمساعدة في إجلاء الأميركيين والأفغان المعرضين للخطر، قائلاً إن الإدارة السابقة لم تضع خطة. وأشار مراراً إلى أن ترمب تفاوض مع "طالبان" بشأن اتفاق الانسحاب. وأوضح أن إدارة الرئيس السابق لم تفكر في التفاوض مرة أخرى بسبب تهديدات من الحركة بالعودة إلى قتل الأميركيين.

وتستمر رحلات الإجلاء من أفغانستان بوتيرة بطيئة، بما في ذلك رحلة خلال عطلة نهاية الأسبوع وعلى متنها 21 مواطناً أميركياً، وفقاً لـ"سي إن إن". ويقول المسؤولون إن الأمر يتطلب قدراً هائلاً من العمل، لا سيما بسبب التنسيق المطلوب بين الولايات المتحدة وقطر و"طالبان" لإجراء تحقيقات عن الأشخاص الذين ليس لديهم جميع المستندات اللازمة.

المزيد من تقارير