Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هوس معرفة جنس الجنين يثير جدلا بين السوريين

استياء من منظمي هذه الاحتفالات في وقت تعاني البلاد آلام الحرب والحصار

لا يرغب الشارع السوري بهذه الاحتفالات ويعتبرها مجرد لفت للأنظار (اندبندنت عربية)

بين اللون الأزرق أو الزهري، يحسم الأزواج جنس الجنين في تقليد اجتماعي متعارف عليه، تبدأ تفاصيله حين تباشر الأم الحامل تأمين مستلزمات المولود.

استفزاز غير مبرر

تقدم إلى الواجهة أخيراً نشر إعلانات لأزواج سوريين، عن جنس الجنين، في أماكن أثرية وسياحية خارج البلاد، باهظة التكاليف، وفي هذا السياق، برز ظهور "يوتيوبر" سوري شهير وزوجته بإعلان جنس الجنين على جدران الأهرامات المصرية، الذي قوبل باستياء سوري - مصري معاً.

وإذ شككت الجهات الرسمية المصرية بإعلان الـ "يوتيوبر" سيامند وزوجته، إلا أن الأخير ظهر ليؤكد وجود وثائق من الجهة المعنية تخوله الاحتفال في هذا الموقع الأثري.

الحفل بين الموضة والكسب

يعتبر الشارع السوري أن الهوس بهكذا نوع من الإعلانات غير مبرر، والأمر وصل إلى ذروته على إثر حفل أقيم في كندا، أغلق فيه رجل الأعمال السوري، رؤوف الجعفري، أحد أهم الجسور، معلناً أنه استحصل على كل التصاريح اللازمة لإغلاق الجسر من قبل السلطات المختصة.

يضاف إلى هذين الاحتفالين، حفل سابق يعد من بين الأكثر شهرة أيضاً، إذ أقدم "يوتيوبر" سوري، يدعى أنس وزوجته أصالة، بإعلان جنس الجنين في سبتمبر (أيلول) 2020، بعد إضاءة برج خليفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، باللون الأزرق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى فريق من منتقدي هذه الحفلات أنها ليست سوى أسلوب جاذب لكسب مزيد من المتابعين على المنصات الاجتماعية، بالتالي مزيد من كسب المال، بينما يعتبر آخرون أن الأمر مجرد احتفال ولا بأس من الفرح والابتهاج.

ويشدد المختص في مجال تكنولوجيا الاتصالات، جودت الجابري، (سوري يقيم في دبي)، على أن من "المجدي لو أنفق هؤلاء تلك الأموال على الفقراء في بلادهم بدلاً من التباهي بذلك".

التحول إلى ظاهرة

وفي الداخل السوري، أقيمت احتفالات في عدد من الأماكن العامة، ويتحدث أحد منظمي الحفلات في العاصمة دمشق، عن إعداده حفلات من هذا النوع ضمن نطاق ضيق، لم تكن في أماكن عامة أو مواقع أثرية، كما حدث في مصر، بل في منازل فخمة، ويتابع، "في مدينة حلب، حسب معرفتي، أضاء زوج واجهة مستشفى التوليد، وآخر فاجأ زوجته بحجز لوحة إعلانات قرب منزله لإعلان نوع الجنين".

المساوئ

وترى الأخصائية المجتمعية هدى كعكة، المحاضرة في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي، أن هذه الحالات في البلاد ما زالت قليلة، ولم تصبح ظاهرة بعد، واصفة إياها بأنها ممتعة، ولكن لها حدود وقيود في مجتمعنا، وتضيف، "أحياناً، يتسبب تحديد جنس الجنين مسبقاً، بشكل عام، بنوع من العنف الاجتماعي ضد السيدات، إذا كانت الأسرة التي تنتظر الجنين لديها عدد من البنات، فقد يتسبب الأمر بعدم العناية بالجنين أو الأم الحامل".

في المقابل، ترى كعكة في الأمر إيجابيات أيضاً لجهة معرفة جنس الجنين مسبقاً، وتحضير المستلزمات الخاصة به.

وينظر كثيرون من السوريين إلى هذا التصرف الاجتماعي الوافد، بأنه لا يعدو كونه تقليداً غير مرغوب به، ومنهم من يراه غريباً، ولكن مع مرور الوقت سيتحول إلى عادة.

ويحض ناشطون على ضرورة التحلي بالإحساس بالمسؤولية نتيجة ما تمر به البلاد من حروب وأزمات، وإنفاق المال حيث يجب، بالنظر إلى واقع ما تعانيه البلاد، وخصوصاً الأطفال المشردين والمحتاجين أيضاً من النساء والرجال نتيجة الحرب وأزمات الحصار والمعيشة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات