ملخص
تراجعت السوق السعودية بصورة حادة بنسبة 1.3% لتسجل أدنى إغلاق لها في 3 أشهر عند 10453 نقطة، متأثرة بهبوط أسعار النفط دون 60 دولاراً للبرميل وضغوط قوية على الأسهم القيادية وفي مقدمها "أرامكو" و"الراجحي".
أنهت السوق المالية السعودية جلستها على تراجع حاد بلغ 1.3 في المئة، ليغلق مؤشر السوق الرئيسة (تاسي) عند 10453 نقطة، فاقداً 137 نقطة مقارنة بإغلاق أمس عند 10590 نقطة، ومسجلاً أدنى إغلاق له منذ ثلاثة أشهر.
وجاء هذا التراجع وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 3.6 مليار ريال (960 مليون دولار)، في جلسة اتسمت بضغط بيعي واسع وانحسار واضح في شهية المخاطرة.
وبخسارة اليوم، تتجاوز خسائر المؤشر منذ بداية العام الحالي 1600 نقطة، أي أكثر من 13 في المئة مقارنة بإغلاق نهاية 2024، مما يؤكد أن السوق دخلت فعلياً في نطاق تصحيحي عميق.
وافتتح المؤشر تعاملاته عند 10601 نقطة، وسجل أعلى مستوى له عند 10609 نقاط في الدقائق الأولى، قبل أن يتحول سريعاً إلى المسار الهابط مع تصاعد الضغوط البيعية، ليهبط إلى أدنى مستوى عند 10450 نقطة ويغلق قرب هذا القاع.
هذا الأداء يعكس غياب أي قوة شرائية قادرة على امتصاص الضغوط، وتحول المزاج العام من الترقب إلى التخارج، خصوصاً مع كسر مستويات دعم فنية مهمة كانت تشكل خطوط دفاع للمؤشر خلال الأسابيع الماضية.
النفط يضغط على المعنويات
وأوضح أستاذ المالية الدكتور محمد القحطاني، أن تراجع السوق تزامن مع هبوط أسعار النفط بنحو اثنين في المئة، إذ كسر خام "برنت" حدود الـ60 دولاراً هبوطاً للبرميل للمرة الأولى منذ مايو (أيار) الماضي، وهو تطور سلبي أعاد القلق إلى الواجهة في شأن آفاق الطلب العالمي وتوازن السوق النفطية.
هذا الكسر السعري عزز حساسية المستثمرين تجاه أسهم الطاقة والاقتصاد الكلي، وألقى بظلاله على السوق السعودية بوصفها سوقاً عالية الارتباط بحركة النفط، سواء على مستوى الشركات القيادية أو التوقعات المالية العامة.
سوق في اختبار صعب
وأضاف أن الجلسة تعكس انتقال السوق إلى مرحلة أكثر حساسية، مع تلاقي ضغوط داخلية تتمثل في كسر مستويات فنية مهمة، وضغوط خارجية يقودها هبوط النفط وتراجع المعنويات العالمية.
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن المؤشر دخل منطقة اختبار حقيقي لقدرة السوق على إيجاد قاع جديد، فيما يبقى المسار القريب مرهوناً بتطورات أسعار النفط، واستقرار القياديات الثقيلة، وعودة الثقة تدرجياً إلى السيولة المحلية.
القياديات تقود الهبوط
وحول أداء المؤشر، أوضح الباحث في الشأن المالي أحمد العبدالله، أن سهم "أرامكو السعودية" قاد تراجع السوق، منخفضاً واحداً في المئة ليغلق عند 23.75 ريال (6.33 دولار)، بينما هبط سهم "مصرف الراجحي" اثنين في المئة ليغلق عند 95.60 ريال (25.49 دولار)، في تحرك مزدوج من سهمين ثقيلين زاد من الضغط على المؤشر.
وامتدت موجة الهبوط إلى طيف واسع من الأسهم القيادية والتشغيلية، إذ أنهت أسهم "معادن" و"الأهلي السعودي" و"أكوا باور" و"سابك للمغذيات" و"سابك" و"مسار" و"اتحاد اتصالات" و"علم" و"مصرف الإنماء" و"بنك البلاد" و"المراعي" و"التصنيع الوطنية" و"جبل عمر" و"سيرا" و"بترو رابغ" تداولاتها على تراجعات تراوحت ما بين واحد وخمسة في المئة.
هذا الانتشار الواسع للخسائر يعكس حال بيع شبه جماعي، وليس مجرد تصحيح محدود في أسهم بعينها.
انكماش المضاربة
وعلى مستوى الأسهم الأقل وزناً، أبان أن سهم "تشب" تصدر قائمة الخاسرين بتراجع تجاوز خمسة في المئة، في إشارة إلى انحسار السيولة المضاربية وخروجها السريع من الأسهم عالية الأخطار مع تصاعد التقلبات.
هذا السلوك يعكس انتقال المستثمرين إلى وضعية دفاعية، وتفضيل الاحتفاظ بالسيولة بدل المجازفة في بيئة سوقية تتسم بضعف الرؤية.
استثناءات محدودة
في المقابل، أكد أن بعض التحركات الإيجابية المحدودة لم تكن كافية لتغيير الصورة العامة للسوق، إذ ارتفع سهم "دار الأركان" ثلاثة في المئة، وصعدت أسهم "الحفر العربية" و"لوبريف" و"الغاز" و"التصنيع" بنحو واحد في المئة لكل منها، في تحركات انتقائية مدفوعة بعوامل خاصة بكل سهم أكثر من كونها انعكاساً لتحسن شامل في السوق.
وبرز قطاع الصناديق العقارية المتداولة كنقطة ضوء نسبية في جلسة قاتمة، إذ ارتفع صندوق "الأهلي ريت 1" بنسبة أربعة في المئة ليغلق عند 6.52 ريال (1.74 دولار)، وسط تداولات قاربت 425 ألف وحدة.
بورصة الكويت تغلق على انخفاض
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت منخفضة 55.73 نقطة أي 0.62 في المئة عند 8965.23 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 354.12 مليون سهم عبر 22318 صفقة نقدية بقيمة 102.2 مليون دينار (311.7 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانخفض مؤشر السوق الرئيس 14.22 نقطة بنسبة 0.17 في المئة عند 8272.07 نقطة من خلال تداول 176.7 مليون سهم عبر 11825 صفقة نقدية بقيمة 32.6 مليون دينار (99.4 مليون دولار).
في موازاة ذلك انخفض مؤشر (رئيسي 50) 35.48 نقطة بـ0.41 في المئة عند 8565.34 نقطة من خلال تداول 104 ملايين سهم عبر 6374 صفقة نقدية بقيمة 18.5 مليون دينار (56.4 مليون دولار).
مؤشر الدوحة ينخفض 31 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر منخفضاً بواقع 31.28 نقطة، أي 0.29 في المئة، ليصل إلى 10726.68 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 85.659 مليون سهم، بقيمة 263.590 مليون ريال (نحو 72.4 مليون دولار)، عبر تنفيذ 17021 صفقة في جميع القطاعات.
هبوط قاس في مسقط
وأغلق مؤشر بورصة مسقط "30" عند 5928.25 نقطة، منخفضاً بمقدار 57.4 نقطة وبـ0.96 في المئة، وبلغت قيمة التداول 38.213 مليون ريال عماني (نحو 99.4 مليون دولار)، منخفضة 27.1 في المئة.
وأشار التقرير الصادر عن بورصة مسقط، إلى أن القيمة السوقية انخفضت 0.487 في المئة عن آخر يوم تداول، وبلغت ما يقارب 32.13 مليار ريال (نحو 83.6 مليار دولار).
تراجع محدود في سوق أبوظبي
إلى ذلك انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية ثماني نقاط عند 9980 نقطة، وبتداولات 859 مليون درهم (نحو 233.9 مليون دولار).
وأقفل سهم "الدار العقارية" على ارتفاع 0.7 في المئة وبتداولات قاربت 10 ملايين سهم، فيما صعد سهم "مجموعة تو بوينت زيرو" (مجموعة ملتيبلاي سابقاً) 0.4 في المئة وبتداولات قاربت 15 مليون سهم، وارتفع سهم "مصرف أبوظبي الإسلامي" 1.4 في المئة وبتداولات قاربت 4 ملايين سهم، بينما تراجع سهم "دانة غاز" بنسبة 1.1 في المئة وبتداولات تجاوزت 16 مليون سهم، وكان أكثر السهم تداولاً، سهم "أدنوك للغاز" حيث أغلق على انخفاض 0.9 في المئة مع تداولات تجاوزت 22 مليون سهم.
مكاسب في أسهم دبي
وأقفل مؤشر سوق دبي المالي جلسته على ارتفاع 0.3 في المئة عند 6110 نقاط، مع تداولات634 مليون درهم (نحو 172.7 مليون دولار).
وأقفل سهم "إعمار العقارية" على ارتفاع 1.4 في المئة وبتداولات 20 مليون سهم، بينما صعد سهم "ديوا" 1.4 في المئة وبتداولات 13 مليون سهم، وارتفع سهم "جي أف أتش المالية" 1.8 في المئة وبتداولات تجاوزت مليوني سهم، بينما صعد سهم "سالك" 1.3 في المئة وبتداولات تجاوزت 7 ملايين سهم.