Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شابة سعودية مفتونة بسحر الأسماك النائمة

الغواصة فرح قاري قادها الفضول إلى 500 رحلة غوص في الليل والنهار

خاضت الغواصة السعودية فرح قاري أكثر من 500 تجربة رحلة غوص استكشافية في محيط البحر الأحمر على ساحل مدينة جدة غرب البلاد، على مدى أربع سنوات مضت.

روت لنا فرح، تجربتها التي تصفها بالمثيرة، وهي تقول "غوص السكوبا واحد من أنجح المغامرات التي يمكن لأي شخص خوضها، فهو يضم الرياضة والهواية والاحتراف العملي، إذ يكشف عالم الغوص عن حال استكشافية ساحرة، ويختلف الغوص من محيط إلى آخر، إذ تمتاز كل منطقة بخصوصية تضاريسها، واختلاف أنواع الكائنات الحية والشعب المرجانية والكهوف وغيرها، ويعتبر موقع السعودية ومصر الأكثر تميزاً في البحر الأحمر".

وتشير بحماسة إلى أنه يمكن للمشاهد من خلال وسائل الإعلام خوض تجربة مغامرة بصرية ممتعة من خلال ملاحقة الغواص في أدنى عمق البحر، بتجربة غوص بحرية تحفها المتعة والتشويق معاً، إلا أن "خوض التجربة على أرض الواقع أمر يجمع التحدي والتشويق".

ويعتبر غوص "السكوبا" واحداً من أهم أنواع الغوص في المحيطات والبحار العميقة، يتمكن من خلاله الغطاس من التنفس تحت الماء بواسطة معدات خاصة، ويتطلب معدات محددة، وكثيراً من الأمور بالمقارنة مع الغوص الحر، و"السكوبا" كلمة إنجليزية تختصر معنى التحكم الذاتي في النفس داخل الماء بواسطة الأسطوانة والمنظم والتحكم في الطفو.

عوالم مدهشة وحدائق أسرار

كان الأمر لا يعدو كونه مجرد صدفة، نزهة بحرية لم يكن الغوص أحد أجندتها، الا أن ثمة مشاعر مختلطة أحدثها مشاهدة غواصين آخرين في حال تأهب لرحلة غوص بمعدات بحرية، عند ذلك تقول "سألت عنهم وعرفت أنهم غواصو "السكوبا"، ووجدت نفسي أرغب في خوض التجربة ولو لمرة واحدة على الأقل، كان الخوف يسبق خطوتي، وبرغم ذلك قلتُ لا بد منها، بخاصة أني وجدت أن الخوف يتبع نمط حياتي من جهات عدة، وكان لا بد من كسره".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يخطر في ذهن فرح أي تحد رياضي أو الفوز في سباق الوصول نحو العمق، كل ما كان يدور في ذهنها مجهول. وتابعت، "غطست تحت إشراف مدربة متخصصة، بدأ الخوف يتلاشى بالدخول نحو عمق البحر، وشيئاً فشيئاً تمكنت من الوصول إلى أعمق نقطة في محيط البحر الأحمر والتي تبلغ مسافة 131 قدماً، فتلاشى حاجز الخوف واتسعت رغبتي في الاستكشاف، واعترتني الدهشة بمجرد مشاهدة المناظر الخلابة، ووجدت نفسي أسير في عالم لا حدود له، عالم جامح مليء بالتحدي والجماليات، هناك شاهدت شعباً مرجانية وأسماكاً ملونة وألواناً غريبة، وكأنك في حديقة زهور تشاهدها للمرة الأولى، وكهوف لا تشبه ما نشاهده على سطح الأرض، يمكنني القول إني كنت في حديقة الأسرار وليس في عمق البحر".

شعرت قاري أن شيئاً ما كان يجذبها لزيارة ذلك العالم مجدداً من دون أن تعرف أي مستقبل سيربطها بعمق البحار، قائلة "دار حديث بيني وبين والدي شجعني على ذلك بلا قيود، وحصلت عام 2017 على رخصة غواص مياه مفتوحة، ثم رخصة غواص متقدم، حتى تم ترشيحي تحت إشراف منظمة الغوص العالمية لدورة إعداد المدربين من الصفر كمدربة معتمدة برخصة رسمية في العام 2019".

الغوص في الليل والنهار

مارست فرح مهنة تدريب غوص "السكوبا" لنحو 40 متدرباً ومتدربة، أعمارهم بين الـ 20 والـ 30 عاماً.

وأضافت، "أعتمد غالباً على نوع التدريب لأعلى عدد من المتدربين، وأمارس مهنتي تحت إشراف مركز "ناتلس" للغواصين في شواطئ جدة".

وبينت فرح التباين الكبير بين الغوص في الليل والنهار، لافتة إلى أنهما عالمان لا يتشابهان مطلقاً، "في النهار تتسع حدود الرؤية بضوء الشمس، أما في الليل فإن حدود نظرنا هو ضوء الكشاف، وهو أشبه بحضور عرض مسرحي تحت الماء. كائنات تصدر أضواء غاية في السحر، ومشاهدة نجم البحر والأسماك النائمة في قلب المحيط، وكذلك أسماك المهرج الملتفة حول شعبة شقائق النعمان، والكهوف التي تشبه القصص التي تُحكى في الأحلام وحطام السفن والمناطق الأثرية، إنه عالم غريب عجيب حطم الروتين الذي كنت أعيشه".

غاصت فرح 400 مرة نهاراً، وقرابة 100 مرة ليلاً. وتابعت، "أتعامل مع الغوص من نواح عدة، فعلى المستوى الرياضي قويت بنية جسدي، أما على المستوى الشخصي فمنحني ذلك كثيراً من الصبر والإقدام بعد أن كنت شديدة التردد والقلق إزاء خوض أي تجربة كانت، فهو يعلمك الهدوء ثم التفكير ثم التحرك ثم التصرف لمواجهة المشكلة". 

وأردفت، "أدعو النساء بخاصة والجميع بشكل عام لخوض التجربة ولو من باب الهواية، فالبحر عالم تحفه الأسرار ولا يمكن معرفته من السطح مطلقاً، ومن خلال الغوص شاهدت حكايات وقصص تحكيها الأعماق، وأطمح مستقبلاً إلى الغوص في أستراليا وإندونيسيا والباهاما وهاواي وعلى سواحل السعودية الأخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات