Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عرض أزياء على البحر الأحمر يجمع بين النمط الشرقي المحافظ والغربي المعاصر

مصممات سعوديات قدمن تصاميم أنيقة تتخلى عن الأرستقراطية وتتجه نحو الثراء الثقافي

تعد منصات عروض الأزياء الفضاء الوحيد الذي يمكن أن يجمع المصممات المحليات ورائدات الأعمال وعشاق الأزياء معاً لتحفيز الآخرين على هذه الصناعة المثيرة لشغف متتبعي عالم الأزياء والموضة.

وبعد أن أقيم أحد أهم عروض الأزياء في السعودية على شواطئ البحر الأحمر، غرب البلاد، على متن سفينة "ريد سي سبيريت"، بدأ العرض مثيراً وجاذباً عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن اقتصر الحضور فيه على ركاب الرحلة البحرية التي كانت تعبر الجزر بأزياء باهظة، متماشية مع عالم الموضة في الدولة الخليجية.
وغالباً ما تحمل عروض الأزياء والموضة بين طياتها وفي تفاصيلها رسائل عميقة تعبر عن طبيعة المكان، تماماً، كما حدث على متن السفينة في المنطقة الساحلية التي تلعب دوراً مهماً في التجارة العالمية.

وقدمت المصممات في العرض الذي نال اهتمام إذاعات وقنوات المنطقة، لمسات إبداعية في الملابس الشرقية، كالعباءة التقليدية النسائية المتوارثة في منطقة الخليج. وقدمت المصممة السعودية سماح خاشقجي 22 تصميماً استوحتها من البحر الأحمر، وصممتها باستخدام تقنيات حجازية تقليدية بعد أن أضفت عليها لمسات وأفكاراً عصرية، جعلت التشكيلة بمثابة رسالة حب موجهة إلى البحر الأحمر.

أزياء تقليدية بلمسات عالمية

بين الأناقة والاحتشام، شاركت مصممات سعوديات في عرض الأزياء الاستثنائي وقدمن تصاميم محتشمة مواكبة لروح العصر، تهدف إلى إضفاء البهجة على أناقة المرأة العربية. وقالت المصممة السعودية سماح خاشقجي "استوحيت هذه التصاميم من جمال البحر الأحمر، وما يكتنفه من غموض، وكذلك من الشعب المرجانية ذات الألوان الزاهية والحياة البحرية". وتابعت "مما لا شك فيه أن هذا العرض يعني لي الكثير، فهو إنجاز رائع بحق، سيظل خالداً في ذاكرتي إلى الأبد، لا سيما أن رحلات الكروز البحرية تنظم لأول مرة في السعودية، وهذا العرض ينظم لأول مرة على ضفاف الشاطئ الذي يُعد مصدر إلهام. وحقيقةً، يخالجني شعور بالامتنان والتواضع لأني منحت هذه الفرصة الرائعة لكي أعرض تصاميمي للجميع."


متابعة متكاملة للموضة

من جهة أخرى، تحدثت مخرجة العرض، مريم مصلي، عن تضافر الجهود الفنية وتكاملها، وقالت "لقد كان أمراً رائعاً أن أرى فريقاً من المواهب السعودية ينفذ هذا الحدث بالكامل من الألف إلى الياء، حيث ضم الفريق 16 عارضة أزياء وفريق الكواليس والمصورين وفريق الإنتاج الذين تعاونوا جميعاً لإخراج هذا العرض على هذه الصورة وتسخير الإبداعات الوطنية". وأكدت أن "الهدف من العرض هو إظهار النواحي الجمالية المحلية بما يتماشى مع المعايير الدولية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعرضت تلك الأزياء في إطار عرض للموضة ذات الطابع الشرقي، ولقي إعجاب الحضور؛ إذ ابتعدت منصات عرض الأزياء عن الصورة النمطية للجمال الأنثوي المقدم من خلال إطار له رونق أنيق، لتبلور قالب المرأة الشرقية في تصاميم تتسم بالواقعية. وتحظى المناطق في السعودية بتنوع جغرافي وثراء ثقافي دفع مصممات الأزياء إلى التوجه لمنصات العرض المفتوحة على الطبيعة ليقدمن صورة واضحة عن حضارة بلادهن وتاريخها وروعة جغرافيتها.

 

تجارب خاصة

على الرغم مما كانت تفرضه المجتمعات العربية على المرأة من لباس محدد، فإن ذلك لم يمنع هوس النساء بالموضة، ومواكبتها، وسعيهن إلى كسر نمط الحياة الذي فرضه القالب التقليدي عليهن، ومن خلال الانتفاض على واقعهن والتخصص في مجال الأزياء. وقالت فوزية الطبيب، وهي مصممة أزياء كانت بداياتها في عام 1980 "كنا سابقاً نقصد منصات العروض في الدول الأوروبية؛ إذ لم يكن ذلك متاحاً لنا أن نقدمه داخل بلادنا. وكنا نعتمد على تقديم تشكيلة أنيقة ولامعة، تجمع بين خصوصية الدين الإسلامي والبيئة السعودية والخليجية بجانب سحر الموضة العالمية".

وتابعت "مع الانفتاح التجاري العالمي، أضحت مهمتنا كمصممات، في إرضاء زبوناتنا صعبة للغاية، ما أدخلنا سريعاً حيز المنافسة، بغية ابتكار أفكار جديدة تلبي رغبات النساء المسلمات المحتشمات، واللاتي يعتنين بأناقتهن في آنٍ واحدٍ، لكننا لم نكن محظوظات بتقديم عروض الأزياء داخل بلادنا، وكنا نتجه إلى العواصم الأوروبية. أما اليوم، فأصبحت الموضة توجه قدراً أكبر من التركيز إلى السوق المحلية، وتيسرت السبل أمام جيل المصممات الشابات، ومن المؤكد أن الأمور يمكن أن تتم بطريقة مختلفة، تماماً كما حدث في هذا العرض المنسجم مع طبيعة الشواطئ".

المزيد من منوعات