سجلت مجموعة من أكبر الشركات المدرجة في سوق لندن المالية أرباحاً وفيرة، أعطت دفعاً متزايداً للمستثمرين مع عودة عالم الأعمال إلى نشاطه بعد الإغلاقات التي تسببت بها جائحة كورونا. وأعلنت مجموعة "فوتسي 100" أكثر من عشرة مليارات دولار من توزيع الأرباح وعمليات إعادة الشراء، إذ نشرت كل من "رويال دتش شل" و"أنغلو أميركان" و"دياغو" و"لويدز بانكينغ غروب" و"أسترازينيكا" نتائج قوية. و"ارتفع مؤشر المجموعة بنسبة 0.9 في المئة مع قيام العديد من الشركات بترقية توقعاتها، مع ارتفاع أسهم شركة رينتوكيل إنيشيال 6.8 في المئة، وإنفورما 5.7 في المئة وأنغلو أميركان 5.4 في المئة"، بحسب "ذا تايمز".
"لويدز" ترفع توقعاتها لأسعار المنازل
وكشفت "لويدز" في نتائجها أنها رفعت توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي ونمو أسعار المنازل لهذا العام. وحالتها الأساسية هي أن الناتج المحلي الإجمالي سيرتفع بنسبة 5.5 في المئة وأسعار المنازل بنسبة 5.6 في المئة، مقارنة بالتوقعات السابقة بارتفاع خمسة في المئة وانخفاض 0.8 في المئة. وتبع "لويدز" أيضاً "باركليز" وأطلق سراح 656 مليون جنيه استرليني (915 مليون دولار) من الأموال المحتجزة بسبب التخلف عن السداد المحتمل المتعلق بـ"كوفيد". وقال ويليام تشالمرز، الرئيس التنفيذي المؤقت للشركة، "إننا نشهد عودة إلى مستويات الإنفاق لعام 2019".
"شل" ترفع عائدات المساهمين
ورفعت "شل" عائدات المساهمين على خلفية ارتفاع أسعار النفط. وحققت 2.6 مليار دولار ربحاً في الربع الثاني، ارتفاعاً من 18.4 مليار دولار خسارة قياسية قبل عام، عندما عانت عمليات شطب ضخمة بعد انهيار أسعار النفط. ورفعت الشركة أرباحها الفصلية بأكثر من 38 في المئة عن الربع السابق إلى 1.9 مليار دولار، وقالت إنها ستعيد شراء ملياري دولار من الأسهم.
وارتفعت أرباح "شل" المعدلة إلى 5.5 مليار دولار، أي ما يقرب من تسع مرات أعلى من 638 مليون دولار التي أعلنت عنها في العام السابق، وقبل توقعات المحللين البالغة 5.1 مليار دولار.
وكانت النتيجة مدفوعة بأكثر من الضعف في أسعار النفط مع خام "برنت"، السعر القياسي العالمي، بمتوسط 69 دولاراً للبرميل تقريباً خلال الربع الثاني، ارتفاعاً من أقل من 30 دولاراً للبرميل في العام السابق.
وشكّل الجمع بين زيادة توزيعات الأرباح المادية وعمليات إعادة الشراء زيادة سخية في توزيعات المساهمين أكثر مما توقع معظم المحللين، وارتفعت أسهم "شل" 3.5 في المئة إلى 14.33 جنيه استرليني (19.9 دولار أميركي) في التعاملات المبكرة.
و"شل" واحدة من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، إذ تضخ ما يقرب من 3.3 مليون برميل يومياً في الربع الثاني. ووظفت نحو 80 ألف شخص حتى نهاية العام الماضي، على الرغم من أنها بصدد إلغاء آلاف الوظائف لأنها تعيد هيكلة نفسها سعياً وراء هدف "الصفر الصافي" للانبعاثات بحلول عام 2050. وكان الربع الثاني من عام 2020 هو الأسوأ في تاريخ صناعة النفط، إذ أدت عمليات الإغلاق الوبائي إلى انخفاض غير مسبوق في الطلب وانهيار في الأسعار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت "شل" أكبر دافع لأرباح الأسهم في مؤشر "فوتسي 100" عام 2019، إذ بلغت مدفوعاتها ربع السنوية 47 سنتاً للسهم أو 3.5 مليار دولار. وخفضت أرباحها للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية في أعماق انهيار أسعار النفط أواخر أبريل (نيسان) من العام الماضي، وخفضت المدفوعات الفصلية بمقدار الثلثين إلى 16 سنتاً للسهم.
ومنذ ذلك الحين زادت المدفوعات لكنها قالت إنها كانت تعيد توزيع الأرباح إلى 24 سنتاً للسهم أو 1.86 مليار دولار في الربع، بزيادة قدرها 38 في المئة أو 500 مليون دولار عن مدفوعات الربع الأخير.
وقال بن فان بيردن، الرئيس التنفيذي، إن "جودة الأداء التشغيلي والمالي لشركة شل والميزانية العمومية المعززة منحت مجلس الإدارة الثقة لإعادة توزيع الأرباح لكل سهم". وأضاف أنه يعتزم من الآن فصاعداً الاحتفاظ بسياسة توزيع أرباح تصاعدية بنسبة أربعة في المئة سنوياً.
"أنغلو أميركان" تعيد أموالاً إلى المساهمين
وأعلنت "أنغلو أميركان" توزيعات أرباح عادية بقيمة 2.1 مليار دولار، وقالت إنها ستعيد ملياري دولار أخرى من "النقد الزائد" للمساهمين في شكل أرباح خاصة بقيمة مليار دولار وإعادة شراء أسهم بقيمة مليار دولار.
وقال مارك كوتيفاني، الرئيس التنفيذي، "شهدت الأشهر الستة الأولى من عام 2021 طلباً قوياً وأسعاراً للعديد من منتجاتنا، إذ بدأت الاقتصادات في تعويض الخسائر، مدفوعة بإجراءات التحفيز عبر الاقتصادات الرئيسة".
وقالت "أنغلو" إن الأرباح الأساسية قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 12.1 مليار دولار من 3.4 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2020. وكانت الزيادة مدفوعة بشكل كبير بارتفاع الأسعار، وقالت إن 7.9 مليار دولار من الأرباح الإضافية نشأت من 62 في المئة نسبة الارتفاع في متوسط سعر سلعها. وسجلت أسعار خام الحديد ارتفاعات قياسية مع ارتفاع الطلب وارتفعت بنسبة 133 في المئة على العام الماضي، وزادت أسعار النحاس بنسبة 84 في المئة.
وأعلنت الشركة تحقيق أرباح صافية بلغت 5.2 مليار دولار، بزيادة 11 مرة على أرباحها البالغة 471 مليون دولار التي حققتها في النصف الأول من عام 2020.
وقفزت الأسهم في شركة التعدين بنسبة خمسة في المئة لتصل إلى 32.78 جنيه استرليني (45.7 دولار أميركي) نتيجة أفضل من المتوقع. و"أنغلو"، المدرجة في لندن وجوهانسبرغ، تقوم بتعدين مجموعة من السلع بما في ذلك خام الحديد والنحاس والماس وفحم الكوك ومعادن مجموعة البلاتين. كما تطور منجماً ضخماً للأسمدة في حديقة نورث يورك مورز الوطنية في بريطانيا.