Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خفض تصنيف وحدة ولادات في مستشفى لندني بسبب التنمر

"لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" تخفض في غضون 3 أسابيع تصنيف رابع مستشفى في إنجلترا حيث تخضع خدمات الولادات لمزيد من أعمال التدقيق

رئيسة الممرضات في المستشفى: "إننا على يقين أنه يتعين علينا إجراء تحسينات كبيرة..." (غيتي)

تم تصنيف قسم خاص بالولادات في أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة البريطانية لندن على أن أداءه "غير كاف"، وذلك بعد ما تبين أن الموظفين فيه يتعرضون لسلوكيات من التنمر والعدوانية كالصراخ، وسط ثقافة سيئة باتت تشكل خطراً على سلامة المرضى. 

هذا المستشفى هو الرابع الذي يتم تخفيض تصنيف وحدة الولادات فيه من جانب "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" Care Quality Commission، في غضون ثلاثة أسابيع، بعد ما وضعت خدمات الولادات في إنجلترا تحت المجهر وأخضعت لمزيد من التدقيق.

وأوضح مفتشو الهيئة الرقابية أن العاملين في "مستشفى نورثويك بارك" Northwick Park Hospital الذي تديره "مؤسسة الرعاية الصحية في جامعة نورث ويست لندن" London North West University Healthcare Trust، يخشون التحدث علانية، وقد طلب منهم مديروهم ألا يذكروا إلا الأمور الإيجابية عن المستشفى، إذا ما سئلوا عن أوضاعه.

وكان قد وقع 13 حادثاً خطراً على مدى العام الممتد حتى شهر مارس (آذار)، بما فيها ثماني وفيات لأطفال خلال 5 أسابيع في الفترة الممتدة ما بين شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من العام الماضي. واعتبرت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" أن عدد تلك الحوادث كان مرتفعاً للغاية في مثل هذه المدة القصيرة، الأمر الذي استدعى إجراء مراجعة خارجية.

وما لوحظ أيضاً أن كبار الأطباء والقابلات لم يكونوا يعملون بروح الفريق الواحد، فيما رفض أحد الأطباء الاستشاريين طلباً من قابلة صغيرة بمساعدتها، فيما تحدث عاملون في المستشفى عن أن أطباء آخرين كانوا يهمون بالمغادرة إلى منازلهم بدلاً من المبادرة إلى تقديم المساعدة وأداء واجبهم ومسؤولياتهم في إتمام معاملات إخراج المرضى المتعافين من المستشفى.

وخلال حملة التدقيق، تعرض أحد أعضاء "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" للصراخ عندما التبس الأمر على أحد الموظفين معتقداً أن فريق التفتيش هو من العاملين في المستشفى. وقد أبلغ المفتشون بأن الموظفين يصيحون على بعضهم البعض، وبأن إحدى القابلات صرخت في وجه مريضة كانت تجد صعوبةً في فهم اللغة الإنجليزية.

وكانت الجهة المنظمة قد أمرت المستشفى التابع لهيئة "خدمات الصحة الوطنية" NHS بإجراء تحسينات على خدمة الرعاية، بعد القيام بتفتيش غير معلن أجري في شهر إبريل (نيسان) الفائت، على إثر بروز مخاوف تتعلق بجودة الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والأطفال.

وفي الأشهر الأخيرة، اتخذت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" موقفاً أكثر تشدداً في ما يتعلق بأوضاع خدمات الولادات، فخفضت من تصنيف أقسام خدمات الرعاية في مستشفى شيفيلد، وفي مستشفيي إبسويتش وكولشستر. وفي العام الماضي، تحدثت هذه الهيئة الرقابية عن أن ما يقرب من خمسي وحدات الولادات تحتاج إلى تحسين جوانب السلامة فيها.

وفي هذا الإطار قالت نيكولا وايز المسؤولة في "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" عن التفتيش المتعلق بالمستشفيات: "كنا شديدي القلق من النتائج التي توصلنا إليها في قسم الولادة في مستشفى نورثويك بارك. فالثقافة الطاغية كانت سيئة بشكل عام، وقد كانت هناك ادعاءات عدة بالتنمر بين الموظفين. إنه لأمر غير مقبول على الإطلاق، إذ ينبغي ألا يعمل أحد في بيئة يشعر فيها بالخوف".

وأضافت وايز: "سمعنا من موظفين أن أحد الأطباء الاستشاريين رفض التجاوب مع طلب إحدى القابلات المبتدئات عندما التمست المساعدة منه. وعلاوةً على ذلك، بلغنا أيضاً أن أطباء استشاريين آخرين كانوا يغادرون إلى منازلهم بدلاً من القيام بواجبهم في إتمام معاملات إخراج المرضى. وعلمنا أيضاً أن موظفين يقومون بالصراخ على بعضهم البعض، وأن إحدى القابلات صاحت في وجه مريضة لأنها لا تستطيع فهم اللغة الإنجليزية، وكذلك صرخ أحد الموظفين في وجه أحد مفتشينا، بعد ما ظن خطأً أنه من زملائه العاملين في المستشفى."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"بعض العاملين أثاروا مخاوف في شأن السلوكيات السيئة لدى الفريق الإداري، إلا أن القيمين على المستشفى لم يصغوا إليهم. وفي المقابل، أعرب موظفون آخرون عن مدى خوفهم من التحدث علناً والإفصاح عما يحصل، خوفاً من العواقب. وزعم بعضهم أن الإدارة طلبت منهم أن يتحدثوا فقط عن أشياء إيجابية عندما يخضعون للاستجواب عن سير الأمور."

وأشارت نيكولا وايز إلى أن "الانعكاسات غير المباشرة المترتبة عن العمل في مثل هذه البيئة، تتمثل في امتناع الأفراد عن الإبلاغ عن أي مشاكل أو حوادث محتملة، خشية تلقي الملامة في حال نشوء ظروف سيئة، ما يعيق تعلم الدروس ومشاركتها على مستوى الفريق الأوسع نطاقاً".

ومن بين العوامل الرئيسة الأخرى المثيرة للقلق، انعدام الوعي بين المديرين بالمخاطر الرئيسة التي لم تتم معالجتها. وإلى ذلك، أعرب الموظفون أيضاً عن مخاوفهم من مستويات التوظيف واستنفاد طاقة الموظفين الذين يشتكون من أنهم غالباً ما يضطرون إلى تفويت استراحات الغداء بسبب النقص في القوى العاملة.

من ناحية أخرى، فشل الموظفون في تقديم تقييم صحيح للمخاطر التي تتعرض لها النساء، ولم يتم الإبلاغ عن حوادث السلامة بشكل مناسب. 

وأعربت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" عن مخاوف من اضطرار نساء إلى الانتظار لفترة طويلة جداً قبل أن يتم إدخالهن إلى المستشفى، بحيث تعين على بعضهن الانتظار لأكثر من 72 ساعة، فيما أظهر تقرير تدقيقي أن نصف عدد النساء ينتظرن أكثر من 48 ساعة. وفيما أكدت أن إدارة المستشفى هي في صدد إجراء تحسينات على خدماتها، إلا أنها أشارت في المقابل إلى أن المرفق سيظل خاضعاً لمراقبة دقيقة.

وإضافة إلى ذلك، استعرضت هذه الهيئة المنظمة أداء وحدة "الحوادث والطوارئ"، ولمست تحسينات كبيرة في خدماتها.

وأوضحت السيدة وايز قائلة: "كان الوضع في قسم الطوارئ أكثر إيجابية. واتسم بشكل عام بإدارة جيدة، وضم عدداً كافياً من الموظفين المدربين من ذوي المهارات والمؤهلات والخبرة المناسبة، للحفاظ على سلامة الناس وتوفير الرعاية والعلاج المناسبين لهم. ومع ذلك، ما زالت الوظائف في حقل التمريض تمثل تحدياً بارزاً، على الرغم من أن الفريق الإداري كان في صدد تعيين موظفين جدد من أجل تحسين الوضع."

وقالت رئيسة الممرضات في المستشفى ليزا نايت في بيان: "إننا على يقين من أنه يتعين علينا إجراء تحسينات كبيرة في قسم الولادات لدينا، لتعزيز مستويات الرعاية التي نقدمها لمجتمعاتنا المحلية من جهة، وإيجاد بيئة عمل أفضل للموظفين من جهة أخرى. ويؤكد التقرير الأخير لـلجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية الحاجة إلى بناء ثقافة تتسم بإظهار مزيد من التعاطف والدعم داخل القسم. وفي إطار خطتنا هذه، بذلنا فعلاً كثيراً من الجهود الآيلة إلى تحقيق هذا التغيير الثقافي، وإجراء مزيد من التحسينات المخطط لها والقائمة الآن."

"إن المسؤولين الإداريين الجدد داخل القسم قد بدأوا العمل عن كثب مع الفريق الطبي الشامل، على وضع معايير سلوكية واضحة المعالم. وهذا الفريق سيقوم بالتعاون مع فريق خارجي متخصص في التطوير المؤسسي بتحسين ثقافة العمل، وهو في صدد التعاون مع النظام المحلي لقسم الولادات الذي يقدم له الدعم والتوجيه. وإضافة إلى ذلك، سيساهم فريق جديد متخصص يحمل اسم Speak Up Champions (معني بإرساء ثقافة منفتحة) في مساندة هذه الفرق المعنية في إيصال أي مسائل أو هواجس لديها إلى الجهات المختصة إذا ما احتاجت إلى القيام بذلك." 

"لقد أدخلنا أيضاً عدداً من التغييرات الفورية على عملياتنا السريرية وأنظمتنا المعتمدة في قسم الولادات من أجل تحسين مستوى الرعاية الصحية فيها." 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة