Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن أمام حلف الأطلسي: الدفاع عن أوروبا "التزام مقدس"

قال إن كلاً من روسيا والصين لا تتصرفان "بطريقة فيها اتساق مع ما كنا نأمل"

في إطار سعي الرئيس الأميركي جو بايدن حشد الحلفاء الغربيين لدعم استراتيجية بلاده لاحتواء الصعود العسكري للصين وإظهار الوحدة في مواجهة روسيا، وصف بايدن الدفاع عن أوروبا وتركيا وكندا بـ"الالتزام المقدس" بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

وجاء ذلك، الاثنين 14 يونيو (حزيران)، أمام زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. ما يمثل تحولاً ملحوظاً عن تهديدات سلفه دونالد ترمب بالانسحاب من الحلف العسكري.

وتحدث بايدن، لدى وصوله إلى بروكسل بعد مشاركته في قمة مجموعة السبع في إنجلترا مطلع الأسبوع، "البند الخامس التزام مقدس"، عن تعهد الدفاع الجماعي للحلف عبر الأطلسي. وأضاف "أود أن تعرف كل أوروبا أن الولايات المتحدة هناك... وحلف شمال الأطلسي مهم للغاية بالنسبة إلينا".

ويسعى بايدن إلى إصلاح العلاقات بعد تشويه ترمب للحلف المسلح نووياً خلال السنوات الأربع الماضية، وما قاله ترمب، "إن أعضاءه مقصرون".

ومن المتوقع أن يصف الحلفاء الصين بأنها خطر أمني على التحالف الغربي للمرة الأولى، وذلك غداة إصدار مجموعة السبع بياناً بخصوص حقوق الإنسان في الصين وتايوان قالت بكين إنه يشوه سمعتها.

وقال بايدن إن كلاً من روسيا والصين لا تتصرفان "بطريقة فيها اتساق مع ما كنا نأمل"، في إشارة إلى الجهود الغربية منذ منتصف التسعينيات لجلب البلدين إلى فريق الديمقراطيات الليبرالية.

جهوزية حلف الأطلسي

ويشعر زعماء الحلف بقلق إزاء الحشد العسكري الروسي الأخير قرب أوكرانيا، فضلاً عن هجمات موسكو السرية والإلكترونية لتقويض دول غربية، مع أن موسكو تنفي ارتكاب أي مخالفات. ولم يعد يُنظر إلى الصين على أنها شريك تجاري لا يمثل خطورة.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، "إن الوجود العسكري الصيني المتنامي من دول البلطيق إلى أفريقيا معناه أن حلف الأطلسي يجب أن يكون جاهزاً".

وأضاف "الصين تقترب منا. نراها في الفضاء الإلكتروني، نرى الصين في أفريقيا، ولكننا أيضاً نرى الصين تستثمر بكثافة في بنيتنا التحتية الحيوية"، في إشارة إلى الموانئ وشبكات الاتصالات.

وأردف "نحتاج إلى الرد معاً كحلف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ستولتنبرغ، إن الصين ليست عدواً، لكن البيان سيظهر القلق واصفاً ذلك بالتحدي "المنهجي" لأمن المحيط الأطلسي، إذ تنضم إلى روسيا في تدريبات عسكرية وتشن هجمات إلكترونية وتعزز أسطولها البحري سريعاً.

وانتقدت دول مجموعة السبع التي اجتمعت في بريطانيا مطلع الأسبوع الصين بخصوص حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ ودعت هونج كونج للحفاظ على درجة عالية من الحكم الذاتي وطالبت بإجراء تحقيق كامل في أصول فيروس كورونا بالصين.

وقالت سفارة الصين في لندن إنها تعارض بحزم الإشارات إلى شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان، التي قالت إنها شوهت الحقائق وكشفت "النيات الشريرة لعدد قليل من الدول مثل الولايات المتحدة".

أضافت السفارة، في بيان، الاثنين، "يتعين عدم التشهير بالصين".

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لدى وصوله للمشاركة في القمة، إن هناك مخاطر ومكافآت مع بكين.

وأضاف "عندما يتعلق الأمر بالصين لا أعتقد أن أي شخص حول الطاولة يريد الانزلاق إلى حرب باردة جديدة مع الصين".

روابط اقتصادية عميقة

قام الحلف بتحديث دفاعاته منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، لكنه بدأ في الآونة الأخيرة النظر بجدية أكبر إلى أي تهديد محتمل من الطموحات الصينية.

فبعد الاستثمارات الصينية في الموانئ الأوروبية وخطط إقامة قواعد عسكرية في أفريقيا، إضافة إلى المشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا، اتفق حلف الأطلسي الآن على أن صعود بكين يستحق رداً قوياً، على الرغم من أن المبعوثين قالوا، إن ذلك سيكون بجوانب متعددة.

والحلفاء مهتمون بروابطهم الاقتصادية مع الصين. فبيانات الحكومة الألمانية تقول، إن قيمة إجمالي التجارة الألمانية مع الصين عام 2020 تجاوزت 212 مليار يورو (256.82 مليار دولار). ما يجعل بكين الشريك التجاري الأول في تجارة السلع.

وتفيد بيانات أميركية، أن إجمالي ما بحوزة الصين من سندات الخزانة الأميركية حتى مارس (آذار) 2021، بلغ 1.1 تريليون دولار، وبلغ إجمالي التجارة الأميركية مع الصين 559.2 مليار دولار في 2020.

وسيجتمع بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، في جنيف.

وخلال مؤتمر صحافي في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وعد بايدن بأن يحدد لبوتين خلال لقائهما المرتقب الأربعاء في جنيف ما هي "خطوطه الحمراء".

وقال بايدن إن الصين وروسيا تحاولان تقسيم التحالف عبر الأطلسي وإنه لا يسعى إلى الصراع مع روسيا، لكن حلف شمال الأطلسي سيرد إذا واصلت موسكو "أنشطتها الضارة".

اضاف "إننا نواجه أزمة صحية عالمية مرة واحدة في القرن في الوقت نفسه الذي تتعرض فيه القيم... لضغوط متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. تسعى كل من روسيا والصين إلى دق إسفين في تضامننا عبر الأطلسي".

وفي الإطار ذاته، اعتبر الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا، أن روسيا تحاول "ابتلاع" روسيا البيضاء، وإن حلف الأطلسي في حاجة إلى أن يكون موحداً في ردع موسكو.

أضاف ناوسيدا لدى وصوله إلى مقر القمة، "روسيا البيضاء تفقد عناصر الاستقلال الأخيرة، وهذه اتجاهات خطيرة للغاية".

ومن المقرر أن يلتزم زعماء الحلف الحد من تأثير جيوشه على المناخ وتيسير المعايير اللازمة لأي رد انتقامي على الهجمات الإلكترونية. ويتضمن أيضاً جدول أعمال قمتهم الفضاء، وأفغانستان، والإصلاحات السياسية لجعل الحلف أكثر استجابة في عالم متعدد الأقطاب.

بيان قمة الأطلسي

وندد قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الاثنين، بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا. ودعوا موسكو خلال قمتهم السنوية في بروكسل إلى احترام القانون الدولي.

واتفق القادة على تعزيز دفاعهم المشترك "ضد كل التهديدات من كل الجهات".

وجاء في البيان الختامي للقمة "ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع الى طبيعته".

ودعوا إيران إلى وقف أنشطة الصواريخ الباليستية.

أردوغان وبايدن والصواريخ الروسية

وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد الاجتماع الأول مع بايدن إنهما بحثا مسألة شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية "إس-400"، وكذلك برنامج طائرات "إف-35" الذي تسبب أيضاً في توتر العلاقات بين البلدين.

وفي مؤتمر صحافي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، قال أردوغان إن الاجتماع مع بايدن كان إيجابياً للمستقبل. وأضاف أن الرئيس الأميركي أبلغه بأنه قد يقوم بزيارة لتركيا.

المزيد من الأخبار