Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علماء يحذرون من تحول بريطانيا إلى "بؤرة" لطفرات كورونا الجديدة

حالات إصابة بالعدوى في ليفربول وبريستول تشير إلى متغير مرتبط بانخفاض فاعلية اللقاح

ضعف الإجراءات الحكومية وتذبذب تجاوب السكان معها يضع بريطانيا في عين عاصفة سلالات كورونا المتحورة (أ ب)

تشهد أجزاء من المملكة المتحدة التي ضربتها سلالات جديدة من فيروس "كوفيد-19"، تشديداً للضوابط الصحية، بعدما حذر علماء بريطانيون من أن البلاد قد تتحول إلى "بؤرة" للطفرات التي يُعتقد أنها تعزز مقاومة الفيروس للقاحات.

وقد تم الإعلان عن حالات إصابة بالسلالات الجديدة في ليفربول ومنطقة بريستول، في وقت تُجرى فيه الاختبارات في المنازل، في ثماني مناطق إضافية، للحد من انتشار فيروس "كورونا" المتحور الآتي من جنوب أفريقيا.

وقد تم اكتشاف 11 حالة إصابة في بريستول وحولها، بعد ظهور الفيروس المتحور أساساً في منطقة كينت، وأضيفت إليه طفرة E484K التي وُجدت في سلالة جنوب أفريقيا، وأظهرت مجموعة من 32 حالة إصابة في ليفربول وجود الطفرة نفسها، لكنها ترتبط بالسلالة الأصلية لفيروس "كورونا" التي وصلت إلى المملكة المتحدة قبل نحو عام.

عالم الفيروسات جوليان تانغ من "جامعة ليستر"، أعرب عن اعتقاده بأن E484K هي "الطفرة الرئيسة التي تؤثر في فاعلية اللقاح"، موضحاً أن بروزها في سلالات مختلفة من المرض كان "مثيراً للقلق". وحذّر من أن الفشل في السيطرة على انتشار الفيروس يمكن أن يفضي إلى أن تصبح المملكة المتحدة بمثابة "بؤرة تنصهر فيها الطفرات الجديدة".

وزير الصحة مات هانكوك أبلغ مجلس العموم البريطاني أن الحكومة تجري اتصالات مع شركات الأدوية، لمناقشة ما إذا كانت هناك حاجة لإدخال تعديلات على اللقاحات بحيث تصبح أكثر فاعلية في مواجهة السلالات الجديدة من الفيروس.

وقال هانكوك، "إننا نعمل مع شركات الأدوية والعلماء على فهم ما إذا كانت هذه التعديلات ضرورية، وأين تكمن الحاجة إليها، وكيف يمكن استخدامها في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء، بأسرع ما يمكن وبصورة آمنة".

وأضاف وزير الصحة أن "من الواضح أن هذا الاعتبار مهم للغاية، نظراً إلى المتغيرات الجديدة التي شاهدناها". وأكد لأعضاء البرلمان البريطاني أنه واثق من أن أية لقاحات معدلة مطلوبة على نطاق واسع، ستكون متوافرة "بسرعة أكبر من اللقاحات الأصلية".

"هيئة الصحة العامة في إنجلترا" Public Health England أشارت من جهتها إلى أنها تراقب الوضع "عن كثب". وقال متحدث باسمها إن "الهيئات الصحية العامة تتخذ جميع الإجراءات اللازمة، بما في ذلك تعزيز نظام تتبع المخالطين وتشديد تدابير الرقابة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا التطور ترافق مع الآتي:

- تأكيد وزير الصحة مات هانكوك أن 110 من أصل 10307 دار رعاية في إنجلترا لم تتلق اللقاحات بعد، لأن تفشي المرض داخل المنازل يمنع التلقيح.

- توصلت دراسة جديدة إلى أن لقاح "أكسفورد- أسترازينيكا"، يشكل حماية لمتلقيه بنسبة 76 في المئة لمدة 12 أسبوعاً بعد تناوله جرعة واحدة، وقد يخفض من انتقال العدوى بنسبة 67 في المئة.

- نتائج تجارب مؤقتة تخلص إلى أن اللقاح الروسي المضاد لـ "كوفيد" فعّال بنسبة 91.6 في المئة ضد أعراض فيروس "كورونا".

- تأكيد آخر الأرقام أنه تم تطعيم 350348 شخصاً بالجرعة الأولى من اللقاح على مدى الساعات الـ 24 الأخيرة في المملكة المتحدة (التي سبقت نشر هذه المقالة)، بحيث بلغ مجموع الأفراد المطعمين على المستوى الوطني 9 ملايين و646715 شخصاً، مع تلقي 496796 منهم جرعتهم الثانية.

لكن تبين في المقابل أن طفرة E484K من الفيروس تقلل فاعلية اللقاحات، بيد أن خبراء الصحة العامة يعتقدون أن اللقاحات الراهنة ستظل فعالة على مستوى أقل ضد السلالات المتحورة، وتقدم وقاية جيدة من الإصابات الشديدة بالمرض.

مسؤولون إقليميون في "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" أوضحوا أن الطفرة تم اكتشافها الشهر الماضي بين العاملين في "مستشفى ليفربول للنساء" Liverpool Women’s Hospital، حيث تم تحديد مجموعة أولية من خمس حالات في العاشر من يناير (كانون الثاني) بين أفراد حضروا فعالية خارج المستشفى، يُعتقد أنها جنازة.

في المقابل، أكد مدير الصحة العامة في بريستول، أن 11 حالة من سلالة "كينت" المتحورة تم تحديدها في المدينة، ويتم في الوقت الراهن إجراء مزيد من التحقيقات لفهم ما إذا كان هذا النوع من الفيروس قد انتشر بشكل أكبر في المنطقة.

وأبلغ وزير الصحة أعضاء البرلمان أن الهدف من اختبار أفراد المجتمع في شأن متغير جنوب أفريقيا، الذي يستهدف الآن قرابة 80 ألف شخص في ثماني مناطق بريطانية مختلفة، هو "الحد من انتشاره بشكل تام".

لكن هانكوك لم يتمكن من تحديد موعد لتطبيق الحجر الصحي الإلزامي في الفنادق على المسافرين الوافدين من جنوب أفريقيا ودول أخرى مرتبطة بالسلالات الجديدة.

وأضاف، "كما هي الحال بالنسبة إلى المتغير الذي تم تحديده للمرة الأولى هنا في المملكة المتحدة، لا يوجد في الوقت الراهن دليل يشير إلى أنه أكثر حدة، لكن يتعين علينا أن نتعامل معه بحزم، ويجب أن نركز في مهمتنا على الحد من انتشاره بشكل تام، وكسر سلاسل العدوى التي يسببها".

في غضون ذلك، أظهرت تجارب سريرية أجريت على لقاحين من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" هما "نوفافاكس" و"جونسون أند جونسون"، أنهما يوفران بعض الحماية من متغيرات سلالة E484K، لكن على الرغم من ذلك، فهما يبقيان أقل فاعلية تجاه المتغيرات الموجودة منذ بداية الوباء.

وفي المقابل، أظهرت دراسات مخبرية أيضاً أن اللقاحات التي طورتها "موديرنا" و"فايزر- بيونتيك"، يمكن أن تعمل ضد المتغيرات، في حين أن فحوصاً للقاح "أكسفورد - أسترازينيكا" يتم إجراؤها الآن.

أستاذ أوبئة الأمراض المعدية في جامعة "كلية لندن الجامعية" UCL، والعضو في "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" Sage، أندرو هايوارد، نبه إلى أنه ربما لن يكون ممكناً منع وصول متغيرات جديدة من الفيروس بالكامل، من دون القيام بإغلاق تام للحدود.

وقال هايوارد لشبكة "سكاي نيوز" إن "سلالات جديدة من الفيروس ستظهر في دول وأوقات مختلفة من العالم، ولن يلاحظ أنها تنتشر إلى حين تفشيها بشكل كبير.

وخلص إلى القول، "نعم يمكن التفكير في اللجوء إلى إغلاق كامل للحدود أو فرض الحجر الصحي، لكن هل هو نهاية المطاف؟ هل يُعد ذلك تدبيراً يتعين علينا الركون إليه إلى ما لا نهاية؟ إننا في حاجة إلى نوع من الاستراتيجية المستدامة، وأعتقد أنه من الصعب جداً على السياسيين التفكير فيها".

© The Independent

المزيد من دوليات