"المعاليق" وجبة إفطار دسمة في شوارع مدينة الخليل

على نحو مختلف غريب يبدأ مئات الفلسطينيين في مدينة الخليل يومهم، إذ يتناولون وجبة إفطار خاصة.

ومن على عربات منتشرة في طريق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية يتناول فلسطينيون "معلاق الغنم والأبقار بالإضافة إلى المخ، على الرغم من ارتفاع نسبة الدهون فيها، ودسمها العالي".

وتتكون تلك الوجبة من "معلاق" الأغنام أو الأبقار (القلب، والكبد، والرئة، والطحال والكليتان)، مطهية مع "لية الخروف" والمخ، تُضاف إليها البهارات والثوم والملح والبقدونس.

ويعد "المعلاق" من أكثر الأطعمة المحتوية على فيتامين  A و B وحمض الفوليك والفوسفور والسيلينوم، إضافة إلى البروتينات والزنك والدهون، والكوليسترول.

ومنذ ثمانين عاماً تعمل عائلة شاهين في مدينة الخليل في إعداد تلك الأكلة الشعبية وبيعها صباح كل يوم قبل انطلاق مئات الفلسطينيين إلى أعمالهم.

وورث وائل شاهين تلك المهنة عن والده وجده، الذي تعلمها في القدس قبل أن ينقلها إلى مدينته. وقد وصل عدد العربات التي تملكها العائلة  خمس عشرة عربة منتشرة في أرجاء المدينة، بعدما بدأت بعربة واحدة.

ومنذ الثانية من فجر كل يوم، يبدأ وائل إعداد "المعلاق" وغسله قبل وضعه في الفرن لشويه وتوزيعه على العربات، التي يبدأ الشبان بالتوافد إليها من الساعة السادسة حتى التاسعة صباحاً.

ويروي وائل أن جده الذي تعلم مهنته في القدس ونقلها إلى الخليل كان يجول على الملاحم يومياً لشراء المعلاق ويبدأ غلسها ووضعها في فرن الحطب.

ويضيف، أن عائلته ستواصل عملها في هذه المهنة وتطويرها، إذ افتتحت مطعماً ليكون مناسباً لجميع الفئات الاجتماعية.

ويحرص الشاب أيمن طه على تناول تلك الوجبة من العربة صباح كل يوم تقريباً، قائلاً إن لها "طعماً مختلفاً ولذيذاً، وتمنحني الطاقة طوال يومي، على الرغم من احتوائها على كثير من الزيوت والدهون".

لكن الشاب باسل أبو اسنينة توقف قبل أشهر عن تناول وجبة المعاليق، بعد ما كانت طبقاً شبه يومي له، وذلك بسبب تأثر معدته منها ومعاناته من ألم في بطنه.

وتشير الاختصاصية في التغذية رسمية الرجبي، إلى أن المعاليق مع أنها تحتوي على فيتامينات الحديد وB 12 والبروتينات، فإن طريقة تحضيرها تجعلها شبه ضارة بسبب احتوائها على الدهون الحيوانية المُشبّعة.

وتوضح الرجبي، أن تلك الدهون تعد من مسببات تصلب الأوردة والشرايين، بالإضافة إلى أنها تسبب بعض أنواع قرحة المعدة، والاضطرابات في الجهاز الهضمي، بسبب الدسم المرتفع فيها، وصعوبة هضمها وتخلص الجسم منها.