Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الثوب التراثي لوحة تشكيلية فلسطينية

سمية العوري تعلمت من أمها التطريز ورسم النقوش على القماش

كانت سمية العوري في الـ 14 من عمرها حين خيّطت الفستان الأول، لتبدأ رحلتها مع مهنة خياطة الأثواب التقليدية الفلسطينية، في قرية بيت عورا شمال غربي رام الله.

وسمية التي فعلت ذلك في خلسة من أمّها، ورثت هذه المهنة عن والدتها، إذ تعلمت منها كيفية الجلوس أثناء التطريز، وإمساك الإبرة وقطعة القماش التي ترسم عليها نقوشاً تراثية فلسطيينة.

ومع أن والدة سمية كانت تمنعها من قص قطع القماش خوفاً من تخريبها وخسارتها، إلا أنها ورثت عنها حب مهنة الخياطة والتطريز قبل أن تصبح مهنتها، وتعمل معها عشرات النسوة.

وتعمل سمية منذ 40 سنة على تصميم وحياكة الأثواب التراثية الفلسطينية، التي يستغرق عمل الثوب الواحد منها ثلاثة أشهر، ويشارك في قصّه وتطريز قماشه وحياكته خمس النسوة.

وأصبح ارتداء الثوب التراثي الفلسطيني محصوراً في عدد محدود من المسنّات، لكنه ما زال منتشراً خلال المناسبات الاجتماعية والأفراح في القرى الفلسطينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي قرية بتلو (شمال غربي رام الله)، ترتدي النسوة أربعة أثواب للعرس الواحد، بدءاً من الخطبة حتى ليلة الزفاف.

وتلجأ معظم هؤلاء النسوة إلى استئجار تلك الأثواب بسبب ارتفاع أسعارها، إذ تبلغ قيمة الثوب الواحد أكثر من ألف دولار أميركي، نظراً لارتفاع كلفته ودقة تطريزه.

"فن التطريز نتوارثه بالجينات"، تقول سمية العوري، مضيفة أنها بدأت تعليم حفيدتها ابنة السنتين الإمساك بالإبرة، كي تتعلم المهنة ولا تندثر، معبرة عن حزنها بسبب عزوف أقاربها عن تعلم تلك المهنة.

وتوضح سمية أن والدتها كانت تجهز العروس "بكسوة كاملة في ليلة ويوم"، إذ كانت قبل العام 1948 لا تنام حتى تكمل عملها، وذلك في ظل عدم توفر التيار الكهربائي حينها، واستخدامها الكاوية على الكاز.

ويبدأ عمل الثوب الفلسطيني بقص قماشه الذي تتعدد أنواعه، ثم حياكته، لتبدأ عملية التطزيز اليدوي عليه باستخدام خيط الحرير عالي الجودة، كي لا يتلف ويتغير لونه مع الغسيل.

ومع أن كل بلدة فلسطينية لها ثوب خاص بها، إلا أن ذلك تغير مع الزمن، وباتت معظم الأثواب مثل بعضها، ولا يتم ارتداؤها إلا في المناسبات الاجتماعية.

وبهدف الحفاظ على الثوب الفلسطيني، تعمل سمية على تصميم أثواب تراثية بطابع حديث، لكن مع الحفاظ على طابع التطريز التقيلدي.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات