Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعضاء الكونغرس يصدرون بيانات إدانة لأذربيجان وتركيا

تقدم رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بتشريع يلزم الوكالات الحكومية البحث عمن بدأ المناوشات

مبنى الكونغرس (غيتي)

أصدرت مجموعة واسعة من أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي بيانات تدين "الهجمات العسكرية التي تشنها أذربيجان على إقليم ناغورنو قره باغ"، الحدودي شبه المستقل الذي يقطنه سكان أرمن، معربين عن قلقهم من التدخل التركي في الاشتباكات التي يمكن أن تتحوّل إلى صراع إقليمي أوسع، كما دعوا الإدارة الأميركية إلى تجميد المساعدات الأمنية لباكو.

وقال النائب الديمقراطي إليوت إنغل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إن "تأثير الجهات الخارجية مثل تركيا التي تتدخل بتهور في الصراع، هو أمر مقلق"، داعياً جميع الأطراف إلى إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المفاوضات ومؤكداً أن المجتمع الدولي يجب أن يظل ملتزماً بعملية السلام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتصاعدت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين أرمينيا وأذربيجان إلى صراع مفتوح، الأحد الماضي، في منطقة ناغورنو قره باغ المتنازع عليها، لتبلغ واحدة من أعنف المعارك التي شهدتها المنطقة منذ سنوات، وسط تقارير عن مقتل العشرات وإصابة المئات، بما فيهم مدنيون. وأصدر قادة مجموعة مينسك، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي (OSCE)، المعنية بالوساطة لحل الصراع القائم منذ عام 1992، بياناً يدعو إلى وقف القتال والعودة إلى المفاوضات. 

مقاتلون أجانب

وألقت أنقرة بدعمها خلف أذربيجان ونشرت مقاتلين سوريين لمساعدة حليفتها الإقليمية، بحسب وكالة "رويترز" وتقارير لوسائل إعلام عالمية. ووفق صحيفة غارديان البريطانية، فإن ما لا يقل عن ثلاثة من المقاتلين السوريين قتلوا في مناوشات في منطقة ناغورنو قره باغ، مؤكدة تقارير سابقة عن تورط أجنبي في المعركة بين البلدين، تديره تركيا كجزء من سياستها الخارجية. 

وقال النائب إنغل في بيانه "بصفتها رئيساً مشاركاً لمجموعة مينسك، ينبغي على الولايات المتحدة ألا تتسامح مع تركيا في تعطيل عملية السلام وتفاقم الصراع الذي يتجه بالفعل نحو تصعيد جذري".

تعليق المساعدات

وعلى مدار يومين، أصدر 24 عضواً في الحزب الديمقراطي بيانات تدين أذربيجان وتركيا. وقال النائب آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس، إنه "تقدم بتشريع يلزم وكالات الاستخبارات الأميركية تقييم من بدأ هذه المناوشات وغيرها، وهي خطوة ضرورية لمحاسبة أذربيجان". 

ودعا السيناتور بوب مينينديز، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى وقف إطلاق النار. وكتب في حسابه على تويتر "أدين بشدة هجوم أذربيجان على ناغورنو قره باغ، وهو عمل عدواني آخر تدعمه تركيا"، مضيفاً "يجب على إدارة الرئيس دونالد ترمب تعليق المساعدة الأمنية لباكو والانخراط من خلال مجموعة مينسك في تحقيق وقف إطلاق النار".

ومن بين الديمقراطيين الآخرين في الكونغرس الذين دعوا إلى وقف تصعيد التوترات، النائب براد شيرمان، ثاني أكبر عضو في لجنة الشؤون الخارجية، الذي ألقى باللوم على أذربيجان في إثارة الهجمات وعلى تركيا في تأجيج القتال. وقال "يجب أن ندين هذا العدوان ونحث باكو على وقف العمليات العسكرية الهجومية والعودة إلى طاولة السلام. علينا وقف المساعدات العسكرية لأذربيجان وحض أنقرة على الامتناع عن إرسال أسلحة أو مقاتلين".

وبالمثل، حمّل النائب فرانك بالوني جونيور، الرئيس المشارك لتجمّع الكونغرس حول القضايا الأرمينية، أذربيجان وتركيا مسؤولية اندلاع العنف. ودعا في بيان صادر عن مكتبه، وزارة الخارجية الأميركية إلى محاسبتهما. وأوضح "على مدى أشهر، رفع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتيرة استخدامهما للخطاب القتالي والأعمال الاستفزازية تجاه آرتساخ وأرمينيا".

في المقابل، اتهم علييف يريفان بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه منذ عام 1994 وخرق الهدنة بشكل شبه يومي، مما يتسبب في اندلاع الاشتباكات أحياناً على الحدود بين البلدين، قائلاً إن "أرمينيا تحتل إقليم ناغورنو قره باغ وأجزاءً أخرى من غرب البلاد" ومتعهداً بتحرير هذه الأراضي. كما نفت أذربيجان التقارير الخاصة بوجود مرتزقة سوريين على أراضيها للقتال ضد أرمينيا بينما لم تعلّق تركيا، على الرغم من أن كبار المسؤولين، بمن فيهم أردوغان تعهدوا بدعم باكو بالوسائل كافة.

انتقادات لترمب

وتواجه إدارة ترمب انتقادات لردّ فعلها على اشتعال الصراع مجدداً بين أرمينيا وأذربيجان، إذ يلفت مراقبون إلى أنه بعد اندلاع أعمال العنف، الأحد الماضي، كانت واشنطن آخر فاعل دولي كبير يصدر بياناً، مما يشير إلى تراجع الاهتمام بهذه المنطقة. 

وقال الرئيس الأميركي إن إدارته تدرس الوضع "بترقّب شديد"، بخاصة أن الولايات المتحدة لديها علاقات جيدة مع كل من باكو ويريفان. وأضاف "سنرى ما إذا كان بإمكاننا إيقافه (الصراع)".

وعلّق دي وال، الزميل الرفيع لدى مؤسسة كارنيغي أوروبا للأبحاث، على موقف واشنطن من الصراع في القوقاز، "يمكن القول إنها علامة على أن الرئيس دونالد ترمب - الراعي لبرج ترمب الذي لم يكتمل في باكو - ينظر إلى أرمينيا وأذربيجان من خلال منظور تجاري فقط". وأضاف أنه يمكن أيضاً أن ينظر إلى الاشتباكات على أنها أحد أعراض عالم لم تعد الولايات المتحدة تعمل فيه على نزع فتيل الصراعات الإقليمية. ناغورنو قره باغ هي منطقة الصراع الثالثة التي تواجه فيها تركيا روسيا، بعد سوريا وليبيا".

ويرى وال أن الأوروبيين والأميركيين لن يكون لديهم خيار في النهاية سوى التعامل بجدية أكبر مع هذا الصراع، إذ إن تدخّل أنقرة وقرب إيران والدور المبهم لروسيا، فضلاً عن وجود خطوط أنابيب النفط والغاز الرئيسة في هذه المنطقة، عوامل تشكّل هذه المنطقة وتجعل من تحويل التصعيد الحالي إلى صراع دولي ممكناً. 

وهناك بالطبع ضرورة إنسانية، ففي المرة الأخيرة التي اندلعت فيها حرب شاملة في المنطقة، قتل 20 ألف شخص ونزح أكثر من مليون من منازلهم. وقد خضع  البلدان لحالة عسكرة مخيفة منذ توقف القتال، إذ عمدا إلى شراء مدفعية ثقيلة وطائرات هجومية وطائرات من دون طيار وصواريخ بعيدة المدى، وسط استمرار الخطاب العدواني الذي أثار الخوف لدى الجانبين.

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة