Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين الإحراج والشهرة... ما هي حقيقة العمل في مجال الصور المخزنة؟

تستخدم الصور المخزنة للترويج لكل شيء، من أطعمة الحيوانات الأليفة إلى المنتجات الصحية النسائية. لكن ما هو شعور المرء إذا كان وجهه موجوداً في تلك الصور؟

الصور المخزنة هي شهرة أو إحراج مع قليل من الربح المادي (غيتي) 

بدأت الصور stock photography المخزنة في الظهور للمرة الأول في عشرينيات القرن الماضي، إذ قامت شركات خاصة بتجهيز كتالوجات ضخمة vast catalogues تضم صوراً ملتقطة بطريقة احترافية، ويمكن منح رخصة استخدامها للعملاء في مقابل مبلغ مالي.

وفي التسعينيات، كانت الشركات تبيع للعملاء كميات من تلك الصور المخزنة على أقراص مدمجة. وفي يومنا هذا، توجد ملايين الصور التي يمكن الوصول إليها في الأرشيفات الرقمية لعلامات تجارية متخصصة بالصور مثل "شاترستوك" Shutterstock و"آي ستوك" iStock "وغيتي إميجز" Getty Images، والمتاحة للاستخدام في الصحافة الإلكترونية واللوحات الإعلانية والمنشورات وكل ما يمكن أن تحتاجه.

في حين تتنوع مواضيع الصور المخزنة، من الكلاب التي تعزف على البيانو في ملهى ليلي إلى شخص متقاعد يحتسي النبيذ بواسطة ماصّة بينما يرتدي كمامة ويجلس محاطاً بمناديل المرحاض الورقية، فلا يمكن التنبؤ بالوجهة النهائية لتلك الصور. في هذه اللقطات التي تستخدم في كل شيء بدءاً من المقالات ذات العناوين المؤسفة وانتهاء بإعلانات عن منتجات محرجة، ما هو شعور المرء عندما يكون وجهه مرتبطاً بها؟ لاسيما عندما يتنازل العارض أو العارضة عن حقه في رفض استخدامها؟

تحدثت "اندبندنت" مع شخصين شاركا في التقاط صور مخزنة حول طبيعة التجربة، وكم كان الأجر الذي تقاضياه؟ وما إذا كانا سيعيدان الكرّة؟

 

جيم مرتاغ - 28 عاماً - نيويورك

"مررت بتجربة الصور المخزنة عام 2016، عندما كنت منغمساً في المشهد الكوميدي في نيويورك. كنت أعرف أن كثيراً من المجلات المصورة كانت تلتقط صوراً مخزنة لموقع "ريداكتريس" Reductress، وهو موقع أميركي ساخر، واعتقدت أن المشاركة في الصور ستكون مفيدة من الناحية الترويجية، لذا قمت بالتسجيل، وصادف أن مكتب الشركة موجود بالقرب من عيادة طبيبي، وهكذا ذهبت إلى هناك في أحد الأيام بعد موعدي.

لا أعرف بالضبط عدد الصور التي التقطت لي، لكن جلسة التصوير بأكملها استمرت حوالى ساعة، ولم أحصل على أي أجر على الإطلاق في مقابل ذلك. في البداية كان علي فقط الوقوف بجانب نافذة والابتسام من أجل بعض اللقطات العامة التي تظهر فتى لطيفاً، لكن بعد ذلك طلبوا مني الجلوس أمام جهاز كمبيوتر، وإظهار تعابير مختلفة في وجهي تتناسب وعناوين إخبارية متباينة سيستخدمون صوري فيها.

لم يقدموا أي ملابس أو معدات، لقد استخدمتُ كمبيوتري وسترتي ووجهي الأبله. كانت التجربة لا بأس بها وسريعة بشكل لا يصدق، وكان المصورون لطفاء للغاية وظلوا يشكرونني على المشاركة في الجلسة، وكانت خبرة جيدة عموماً.

وافقت على إمكان استخدام الصور لأية مقالة، فليس لدي الحق في الاعتراض على الغرض الذي يستخدمونها من أجله، ومع مرور السنين بات من الواضح أن صورتي تظهر في أية مقالة تنشر على الإنترنت تتحدث عن أي رجل أو متصيد إلكتروني، أو أي عازب يصرخ على النساء بسبب نقمته على العزوبية. تلك الصور الملتقطة أمام كمبيوتري حسمت قدري حقاً، فلا أعتقد أنني قُدمت كشخص جيد في أي من المقالات.

ورد في أحد عناوين المقالات "حليف حقيقي؟ هذا الرجل مات". كان هذا أقرب عنوان على الإطلاق لتقديمي كشخص جيد. تلك المقالة واحدة من المقالات القليلة التي لم أُقدم فيها على ارتكاب عمل شنيع أو عنيف تجاه النساء. ربما يكون أسوأ العناوين هو "اكتشفي النظرة في عينيه التي ستخبرك أنه سيمتع نفسه جنسيا على صورتك لاحقاً"، لأنه ببساطة عنوان مقزز وكريه للغاية. حقيقة أني أبتسم في تلك الصورة لا تغير من الأمر شيئاً. إنها تحمل أجواء قاتل متسلسل حقيقي.

ظهور صورتي مرة أخرى يدفعني إلى الضحك. وبالرغم من أنني أُقدّم دائماً كشخص فظيع، إلا أن الأمر مبالغ فيه لدرجة أنني لا أستطيع تجنب الضحك. أعتقد أن معظم الناس يدركون أنه موقع ساخر، لذا آمل ألا يعتقدوا أنني إنسان سيء في الواقع، ويبدو أن الأشخاص الذين يعرفونني يجدون الأمر طريفاً أيضاً.

لكن الناس يرسلون لي نماذج باستمرار. قد يكون هذا أكثر جزء مزعج في التجربة. عندما يرسل لي أحد الأشخاص من الكُلية مقالة ويسأل: "هل هذا أنت؟" أرغب فقط أن أقول: "نعم، حدث ذلك قبل أربع سنوات، دعني وشأني ولا أريد الحديث بعد الآن". كما أن الحيرة طالت عائلتي أيضاً. شرحت لعماتي وأعمامي أن هذا موقع ساخر، وبالتالي فإن المقالات مزيفة، لكنهم بالكاد يفهمون ذلك. يقولون لي دائماً إن عليّ توكيل محام. إنهم لا يفهمون لماذا يمكن أن أفعل ذلك عن طيب خاطر.

عندما تشارك في الصور المخزنة فأنت تتنازل عن شبهك. إنها ليست كالمشاركة في عمل تمثيلي حيث تلعب شخصية وقّعت عليها. إنه يقتصر على استخدام صورة وجهك مقترنة بعبارات قد تكون مجنونة. أتساءل دائماً عن الأشخاص الآخرين الموجودين في الصور المخزنة عندما تنتشر مثل النار في الهشيم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هناك تلك الصورة التي تراها دائماً لرجل كهل ملتح يبدو أنه منزعج، حيث تُستخدم صورته في الميمات بكثرة. قد يكون مجرد رجل عادي يتناول الحساء ويحب زوجته، لكن وجهه مشهور جداً.

آمل حقاً أن الناس لم يكوّنوا رأياً سيئاً عني من الصور. ذات مرة قال أحدهم على "تويتر" إنهم ربما يستخدمون صورتي في العناوين الفظيعة لأنني أبدو كشخص لطيف. آمل أن هذا الشعور ينتاب مزيداً من الناس. بالتأكيد سأكرر التجربة مرة أخرى إذا أتيحت لي الفرصة، ولكن يحتمل أنني سأمشط شعري هذه المرة، وأود أن أقول للآخرين كونوا حذرين إذا ما قررتم المشاركة في الصور المخزنة. لا تقوموا بذلك فقط لأن المكتب يقع بالقرب من عيادة طبيبكم".

أندي دين - 26 عاماً - نورث كارولينا

"المبلغ الإجمالي الذي كسبته من الصور المخزنة هو ألفا دولار. أتقاضى ما بين 250 و400 دولار (195 - 315 جنيهاً استرلينياً) في مقابل جلسة التصوير، وقد قمت بسبع جلسات خلال خمس سنوات. بدأت عام 2014 وكنت أجري جلسة أو اثنتين في السنة لغاية عام 2019. كان من المفترض أن أصور هذا الصيف، لكن تم تأجيل الموعد بسبب وباء كورونا.

كانت كل جلسة تصوير تستغرق قرابة أربع إلى خمس ساعات، ويتم التقاط ما بين 2000 و3000 صورة. وفي النهاية يتم اعتماد ما بين 400 و500 من تلك الصور. لكن نظراً لأنني أجريت بضع جلسات، فهناك على الأرجح أكثر من 2500 صورة لي يستطيع الناس تنزيلها. أظهر في معظمها وأنا واقفة أمام جدار غير مزين، وأرسم تعابير مختلفة على وجهي، مثل أن أكون سعيدة أو حزينة أو غاضبة أو ضجرة أو متفاجئة أو متوترة، أي تعبير عن العواطف يخطر على بالك. كما توجد لقطات تظهرني مع مختلف أنواع المعدات، مثل الكتب والأجهزة اللوحية والهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والطعام والمشروبات وحتى الأشياء الأكثر عشوائية، مثل الأعلام والخرائط والطباشير وحصالة النقود والعملات المشفرة ونظارات الواقع الافتراضي ومعدات التمارين الرياضية وآلة الجيتار، وحتى المثقاب الكهربائي.

بحسب الوقت من السنة، كنا نلتقط صوراً موسمية أحمل فيها أشياء مثل هدايا عيد الميلاد، وثمار القرع المرتبطة بالهالوين، وشوكولاتة عيد الحب، وبيض عيد الفصح. كانوا يقدمون المعدات دائماً، لكن معظم الملابس التي كنت ارتديتها هي ملابسي. قمت أيضاً بتصفيف شعري ووضع المكياج بنفسي في كل جلسة تصوير، وكنت أحضر تشكيلة متنوعة من القمصان والفساتين والسراويل والتنانير والأحذية.

في بداية كل جلسة تصوير، كنت أوقع على تنازل ينص على أنني تخليت عن جميع حقوق الملكية الخاصة بالصور. فبعد ذلك لن تكون الصور ملكاً لي. أنا لا أعرف أبداً أين ستنشر. أتفهم كيف يمكن أن يزعج هذا الأمر بعض الناس، لكن مهما كان السبب، فإنه لا يضايقني. الصور التي ألتقطها جيدة تماماً بألوانها الزاهية ومعداتها اللطيفة. لا أعلم كيف يمكن أن تستخدم بطريقة غير مناسبة.

تنتشر الصور المخزنة الخاصة بي في كل دول العالم تقريباً. في أميركا غالباً ما أراها ضمن إعلانات "فيسبوك" ومنشورات "إنستغرام" وقوائم "بينتريست"، وحتى في تطبيقات رائجة مثل "فانتازي فوتبول"Fantasy Football التابع لشبكة (إي إن بي إس) ESPN، وتطبيق "فلو" Flo لحساب الدورة الشهرية. كما قامت إحدى الصفحات الشهيرة على "فيسبوك" التي تحمل عنوان Love Science باستخدام صورتي ذات مرة في مقالة انتشرت على نطاق واسع وشاهدها ملايين الأشخاص.

أعرف بعض الأشخاص في شيكاغو الذين رأوا صورتي ضمن إعلان في قطار "L" السريع بشيكاغو. ولدي أصدقاء في المكسيك شاهدوا صوري ضمن إعلانات شركات محلية على "فيسبوك" ومدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية وصالون حلاقة وخدمة رعاية الحيوانات الأليفة. كما أرسل لي أصدقائي في تايلاند وأستراليا لقطات شاشة تظهر فيها صورتي المستخدمة لمصلحة مدرسة للغة الإنجليزية.

كما تقوم شركة مستحضرات تجميل في بولندا باستخدام صوري كثيراً. ورأى أحد أصدقائي في بولندا صورتي على غلاف كتاب رومانسي بولندي، وجدت نسخة منه على موقع أمازون وطلبت شحنها من الجانب الآخر من العالم حتى أتمكن من رؤيتها بنفسي. وهناك صورة أخرى لا تعجبني استخدمت في بولندا، وهو إعلان لمتجر شامل أرتدي فيها فستاناً أصفر، وكان يمكن أن تكون من أجمل الصور لو لم أخرج لساني فيها. لم تكن تلك الصورة من الجلسة الرسمية، كنت ألهو واعتقدت أن المصور حذفها، وتعرضت لإحراج شديد عندما تمكن أحدهم من التعرف عليّ من الصورة.

كثيراً ما رأيت صوري عندما كنت أعيش في اليابان. كنت أتسوق في متجر الحي عندما أعطاني أمين الصندوق قسيمة. قلبتها بين يدي ووجدت صورتي! لمدة أسبوعين، كان وجهي منتشراً في كل زوايا المتجر، على الجدران ونقاط الدفع والقسائم التي توزع على كل الزبائن. عاملني موظفو المتجر كشخصية مشهورة بعد فترة طويلة من انتهاء الحملة الدعائية، وكان عليّ الاحتفاظ بمئات المنشورات والقسائم الإضافية لأريها لعائلتي في بلدي. في ديسمبر (كانون الأول) الماضي استخدمت عيادة طبيب أسنان في الكويت صورة لي وأنا أغمز مبتسمة ومرتدية قبعة بابا نويل للترويج لعرض خاص بمناسبة أعياد الميلاد.

لم يكن هناك كثير من الاستخدامات السيئة لصوري. استعمل صالون تجميل في طوكيو صورة لي وأنا أغطي فمي في إعلان لإزالة شعر الوجه. ومن الاستعمالات التي لم أحبذها ما كان في تطبيق "فلو" Flo الخاص بالدورة الشهرية، ومن المفارقات أن هذه هي أكثر صورة يتم إرسالها لي. أظهر فيها وأنا أنظر وأشير لأعلى، وهي زاوية غير جذابة أبداً! لكني لم أندم على قيامي بذلك أبداً ولو للحظة واحدة. الشيء الوحيد الذي يقلقني هو استخدام صوري من قبل شركة أو مؤسسة لا أدعم قيمها. سأفكر حينها في الاتصال بهم ومطالبتهم بإزالتها، لكن هذا لم يحدث بعد.

لن أعتاد أبداً على رؤية صوري المخزنة. أشعر القدر نفسه من الابتهاج في كل مرة يقوم شخص ما بإرسالها إلي، لكنني لا أشعر أنني مشهورة، لأن 99 في المئة من الأشخاص الذين يرون صوري لا يعرفون من أنا أو يكترثون لذلك. العمل في الصور المخزنة هو أكثر الأعمال الفنية المغمورة، لأن ملايين الناس يرون وجهك ولا يدركون حتى أنه أنت. إذا كنت تريدين أن تصبحي عارضة مشهورة، فإن الصور المخزنة ليست الخيار الصائب".

© The Independent

المزيد من منوعات