Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عين السعودية على مونديال 2030

الدولة أطلقت أكبر مشروع رياضي يكتشف ويطور المواهب من عمر 6 سنوات في كل الألعاب

تسعى الدولة الخليجية لتتويج استضافتها لكبريات المسابقات الرياضية باستضافة البطولة الأشهر عالميا (غيتي)

لم يمض عام على إطلاق السعودية أكاديمية رياضية تؤهل كوادرها لـ"المنافسة على كأس العالم 2030"، حتى كشفت تقارير إخبارية حديثة عن نية البلاد استضافة البطولة في منافسة ملفي الترشح البريطاني والإيرلندي.

وفي الوقت الذي يستعد فيه الشباب في أكاديمية "مهد" العملاقة التي أطلقتها وزارة الرياضة في يوليو (تموز) 2020 للمنافسات العالمية، نشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، تقريراً نقل عن مصادر مطلعة نية السعوديين للاستعانة بشركة استشارية أميركية لوضع استراتيجية لتقديم طريقة لاستضافة البطولة في 2030.

وتذكر الصحيفة اللندنية، أن الدولة الخليجية الثرية تفكر بتقديم عرض مشترك مع دول أخرى، ربما تكون أوروبية.

وتأتي هذه الخطوة، بحسب الصحيفة، بعد أيام من موافقة الـ"فيفا"على تنفيذ مقترح قدمه الاتحاد السعودي لكرة القدم بإقامة بطولة كأس العالم كل عامين بدلاً من أربعة، وهو مقترح نال موافقة 166 صوتاً من الأصوات خلال اجتماع الجمعية العمومية الـ71 للاتحاد الدولي، مقابل 22 صوتاً غير مؤيد، وبذلك سيصبح المقترح "قيد الدراسة" قبل تطبيقه. 

الخطوة القادمة هي الفوز

"ليس لديكم عُذرٌ بعد اليوم، الخطوة القادمة هي الفوز بكأس العالم"، كانت هذه هي الكلمات التي وجَّهها جياني إنفانيتنو رئيس أعلى سُلطة رياضية في العالم (فيفا) للسعوديين بعد تدشين أكبر مشروع رياضي يكتشف المواهب، أطلقت عليه وزارة الرياضة السعودية اسم "مهد"، وقالت عنه في حينها إنه سيُقدِّم جيلاً "يُنافس على أدوار متقدمة في بطولة كأس العالم 2030".

 

لن نكتفي بالمشاركة فحسب

تُعَدُّ السعودية الدولة الخليجية الوحيدة والثالثة عربياً بجانب منتخبي (المغرب وتونس) الأكثر مُشاركةً في مسابقات كأس العالم بواقع 5 مشاركات، لكن طموحاتها بدأت تتصاعد وتتَّجه نحو المنافسة أيضاً في بطولات كأس العالم بعد مشاركات كان الدور الثاني من البطولة الأشهر عالمياً هو أقصى ما وصلت إليه نتائجها. 

وفي وقت سابق، قال وزير الرياضة في السعودية عبد العزيز الفيصل "لن نكتفي بالمشاركة فحسب، بل المنافسة أيضاً على البطولات المختلفة". ويُضيف "كنا نشعر بالخوف عند اقتراب أي محفل عالمي، لكن الآن تغيَّرت الأمور، جاء وقت (مهد)"، في إشارة للأكاديمية الرياضية التي تسعى لاكتشاف أكثر من مليون و700 ألف موهبة رياضية في البلد الذي يفوق عدد سكانه نحو 30 مليون نسمة.

برنامج جودة الحياة 

بحسب حديث وزير الرياضة فإن فكرة مشروع أكاديميات مهد يأتي ضمن خطة المملكة 2030 الهادفة لتحسين جودة الحياة، وهي التي انطلقت منذ في مايو (أيار) 2018. 

ووصف الوزير السعودي مشروعه العملاق (مهد) بأنه الأول من نوعه في المملكة، كما أنه ليس حكراً على جنس الرجال فقط، بل النساء أيضاً سيُنافسن على بطولات العالم المختلفة.

هذا الحلم الذي أطلقه السعوديون قابله رئيس إمبراطورية كرة القدم "الفيفا" بالحماسة مُطلٍقاً وعوداً بأنه يتطلَّع إلى زيارة الرياض للاطلاع على أكاديمية مهد التي تهدف للرقي بمستوى الرياضة السعودية.

"لم يعُد لديكم عُذر" 

قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفاتينو عن الأكاديميات الرياضية "هذه الأكاديميات يمكن أن تُخرِّج أجيالاً تُنافس في مسابقات إقليمية وعالمية، كي يصلوا لأعلى المستويات، لا سيما في كرة القدم". ويواصل رسالته التي بعث بها عبر مقطع فيديو قصير "الآن يا أصدقائي الأعزاء لم يعُد هناك مكان للأعذار، خطوتكم القادمة هي الفوز ببطولة كأس العالم، وإلى حين حدوث ذلك، أودُّ أن أشكركم وأهنئكم". 

ريما بنت سلطان "إنجاز جديد يتحقق اليوم"

فيما وصفت سفيرة السعودية في واشنطن ريما بنت سلطان، وهي التي كانت قد شغلت في وقت سابق منصب نائب رئيس هيئة الرياضة في بلادها، الخطوة بـ"الإنجاز الوطني"، وتقول "إنجاز جديد في ساحة الرياضة السعودية يتحقق اليوم، أحلام الكثيرين على وشك أن تصبح حقيقة، كلي فخر بهذا المشروع الرياضي الوطني".

تُضيف ريما "تنطلق هذه الأكاديمية لتطوير الموهوبين وصقل مهاراتهم الرياضية وتأهيلهم لخوض منافسات رياضية عالمية، كل الشكر لمن يقف خلف هذه المبادرة ولوزارة الرياضة السعودية".

 

44 مركزاً لاكتشاف المواهب

المشروع السعودي الضخم سينطلق في 3 مُدُن سعودية هي العاصمة الرياض وجدة والدمام ليصل إلى جميع مناطق المملكة بواسطة 44 مركزاً لاكتشاف المواهب يشرف عليها مدربون ومتخصصون في اكتشاف المواهب من الجنسين، إضافة إلى الاستعانة بمعلمي التربية البدنية في المدارس، كما أن الخطط التي رسمت ملامحها وزارة الرياضة في السعودية لا تقتصر على "الوصول لدور الثمانية في كأس العالم 2030 فحسب"، بل تستهدف أيضاً المنافسة على بطولات كأس آسيا والحصول على ميداليات الذهب في بطولات الأولمبياد. 

السعودية تعيش فترة تنبض بالحياة 

رئيس أكاديمية مهد الرياضية عبد الله فيصل الحماد، وهو كما تقدمه وزارة الرياضة السعودية درس في كلية يوهان كرويف، وتعايش مع كلوب وغوارديولا، ونال رُخَصاً في التدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويرى أن الرياضة في بلاده تعيش فترة تنبض بالحياة، ويقول إن جني ثمار أول جيل لأكاديمية مهد سيكون في عام 2025".

يُقابل كل هذه الخطط ترقُّب الملايين من الجماهير السعودية لوعود "مهد" التي وضعتها لنيل البطولات، وهي أحلام لا يتجاوز عُمر الوصول إليها أكثر من عقد من الزمان، لكنها بدأت مُثيرة للانتباه والترقُّب، كما أعلنت ذلك الأكاديمية التي تتخذ من "الصقر والنخلة والشعلة والذهب" شعاراً لها، وفلسفتها كما يفسرها الفيصل وزير الرياضة "الصقر عروبتنا، والنخلة ثقافتنا، والشعلة مسيرتنا، والذهب هدفنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من هنا يبدأ حصد الألقاب

الجيل الأول من مُخرجات "مهد" سيكون جاهزاً في عام 2025، وهو الجيل الذي سيُنافس على بطولة كأس آسيا تحت 16 عاماً، وفي العام الذي يليه 2026 يُعَدُّ الوصول لدور الأربعة من كأس العالم تحت 16 عاماً هدفاً من أهداف السعوديين. 

وفي عام 2028 سيكون الحصول على كأس آسيا تحت 19 عاماً هدفاً مهما أيضاً، كما أن دخول دور الأربعة لكأس العالم تحت سن 20 عاماً عام 2029 هدفاً أيضاً تسعى له البلاد لتحقيقه؛ إذ سيُشكِّل أبناء مهد 70 في المئة من عناصر المنتخب. 

وبالنسبة للألعاب المختلفة تعمل أكاديميات مهد على إعداد جيل يمكنه تحقيق 5 ميداليات في دورة الألعاب الأولمبية عام 2028، ويتضاعف الحلم في عام 2032 من أجل الوصول لـ10 ميداليات في البطولة نفسها. 

كيف يرى مورينهو وكابيلو أكاديمية مهد؟

أثارت أكاديمية "مهد" اهتمام عمالقة مدربي العالم، وأشهرهم مورينهو مدرب توتنهام الإنجليزي، وكابيلو، وهما اللذان اتَّفقا على "أهمية الخطوة". يقول مورينهو إنها "فكرة رائعة". ويُضيف "كلما بدأت من عُمر صغير بالبحث عن المواهب الصغيرة وتطويرها وإعدادها فإنك تعدهم نفسياً ليرتبطوا بهذا الحلم". ويقول البرتغالي الذي يحمل في رصيده أكثر من 25 لقباً "أعتقد أن هذه الأكاديمية ستكون حلماً لكل طفل يعشق الرياضة"، وهي تحتاج بحسب المدرب المُثير للجدل لوقت طويل، لكن نتائجها ستكون "مُذهلة". 

ويقول المدرب الإيطالي الشهير فابيو كابليو إن السعودية لديها مساحة كبيرة أكبر بكثير من دول أوروبا، وهذا أمر يعني أن لكل لاعب بنية وعوامل جسدية، ويحث المدرب العالمي الذي أشرف على أكاديمية إيه سي ميلان الإيطالي على أهمية التركيز على الجانب الترفيهي، وتحقيق العدل بين الموهوبين من أجل خلق بيئة ناجحة".

وتأمل البلاد التي فازت بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034 للمرة الأولى في تاريخها وسباقات الفوروملا 1 ورالي داكار العالمي الذي استضافته للمرة الأولى في الشرق الأوسط في أن تتوج كل هذه المنافسات بالبطولة الأشهر عالمياً وأهم مسابقة رياضية لكرة القدم التي انطلقت عام 1930.  

المزيد من رياضة