Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفسير جديد لفرضية عبد المهدي في شأن تهريب المخدرات من الأرجنتين إلى العراق

سياسي عراقي مخضرم يعيد ربط هذا الملف بإيران وحزب الله اللبناني مجدداً

 رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يتحدث عن تهريب نوع محدد من المخدرات إلى العراق، هو الكوكايين (غيتي)

 

أثار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عاصفة من الجدل المشوب بالسخرية، عندما قال خلال مؤتمره الدوري إن الطريق التي تحمل المخدرات إلى بلاده تبدأ من الأرجنتين، وتمر بلبنان ومن ثم سوريا، قبل أن تصل العراق، الأمر الذي دفع مراقبين إلى طرح أسئلة في شأن مصادر معلومات المسؤول التنفيذي الأعلى في بغداد، لا سيما أنه يشغل أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة. وتحولت المواد المخدرة إلى بعبع يطارد أجهزة الأمن العراقية، في ظل تقارير سرية عن تزايد معدلات الإدمان بين الشباب في مناطق مختلفة، واتساع نطاق هذه التجارة.

المخدرات بدلاً من الكحول

ويعتقد الكثيرون من العراقيين، بأن الحملات المنظمة التي قادتها أجهزة الأمن بدءاً من العام 2010 ضد تجارة المشروبات الروحية في بغداد، وعدد من المحافظات، كانت تستهدف إفساح المجال لانتعاش سوق المخدرات بين الشبان تحديداً، ويرى هؤلاء أن هذه الخطة نجحت فعلاً، بتزايد عدد المدمنين العراقيين على المواد المخدرة تدريجاً.

المخدرات والسلاح المتفلت

ويلمح مدونون إلى أن تجارة المخدرات في العراق، ترتبط بفشل الدولة في ضبط السلاح المنفلت، وكما ارتكز تنظيم داعش على هذه التجارة في مناطق عديدة لتوفير المال لأنشطته، جنحت مجموعات عراقية تملك سلاحاً لا تستطيع الدولة احتواءه إلى هذا السبيل الذي يضمن ثراء سريعاً. وكانت المرجعية الدينية العليا في النجف، وهي أعلى سلطة دينية شيعية في العراق، حذرت مطلع الشهر الحالي من "انتشار آفة المخدرات في المجتمع العراقي في شكل كبير"، محذرة من أن "غياب الجدية في متابعة هذا الملف، وانشغال الطبقة السياسية بالصراعات، سيؤديان إلى تعقيد الأوضاع".

ولا يكاد يمر أسبوع، إلا وتعلن قوات الأمن العراقية إلقاء القبض على مهرب أو عدد من مهربي المخدرات، ليس عند حدود العراق الغربية مع سوريا، كما تحدث عبد المهدي، بل عند حدوده الشرقية مع إيران.

سؤال عراقي: لماذا الأرجنتين؟

وانقسم مراقبون في تفسير أسباب اختيار عبد المهدي دولة الأرجنتين البعيدة جداً عن العراق، لتكون مصدر المخدرات، إذ قال بعضهم إن المسؤول العراقي الأعلى يسعى إلى التغطية على الدور الإيراني السلبي في هذا الملف، بينما قال آخرون إن رئيس الوزراء سقط ضحية فخ معلومات خاطئة قدمتها له أجهزة الأمن المعنية.  وأجرى مدونون عراقيون حسابات جغرافية، ليتوصلوا إلى حقيقة أن الأرجنتين تبعد عن العراق حوالي 15 ألف كيلو متر، في حين تقع الحدود الإيرانية على مسافة حوالي نصف ساعة بالسيارة عن مدن عراقية في محافظتي واسط وديالى.

تفسير جديد لفرضية عبد المهدي

لكن مصادر مقربة من عبد المهدي، أبلغت "اندبندنت عربية" بأن "رئيس الوزراء كان يتحدث عن تهريب نوع محدد من المخدرات إلى العراق، هو الكوكايين، الذي يعد من بين أخطر المواد المخدرة، لجهة سرعة الإدمان عليه"، مشيرة إلى أن "هذه المادة لم يثبت أنها كانت من ضمن اهتمامات المهربين الذين ينشطون بين العراق وإيران". وتقول المصادر، إن "عبد المهدي يشير إلى خط تهريب لمادة جديدة، بناء على معلومات قدمتها أجهزة دولية متخصصة في ملاحقة مهربي الكوكايين".

ويدعم السياسي العراقي المخضرم مثال الآلوسي هذه الفرضية، لكنه يربطها بإيران صراحة، ويقول الآلوسي إن إشارة عبد المهدي إلى أن الأرجنتين هي مصدر المخدرات التي تأتي إلى العراق، مروراً بلبنان وسوريا، تتضمن اتهاماً مبطناً لكل من إيران وحزب اللبناني بالتورط في هذه التجارة غير المشروعة. ويضيف أن حديث المسؤول العراقي، هو أحدث إشارة عراقية إلى صحة الاتهامات الأميركية الموجهة إلى كل من إيران وحزب الله اللبناني في شأن التورط في رعاية تجارة عالمية للمخدرات، وتنفيذ عمليات غسيل أموال على نطاق واسع. وتابع أن أجهزة الأمن العراقية لديها تصور واضح عن الدور الإيراني في إغراق العراق بالمخدرات، مشيراً إلى أن الحكومة في بغداد عاجزة عن مواجهة هذا الملف بحزم.

عبر ديالى وواسط

ويقول النائب في البرلمان العراقي عبد الخالق العزاوي إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن خطوط تهريب المخدرات إلى العراق تمر عبر محافظتي ديالى وواسط، المرتبطتين بالحدود الإيرانية، لكنه أشار إلى أن رئيس الوزراء ربما يملك معطيات جديدة، دفعته لتحديد الأرجنتين من دون غيرها بوصفها مصدر المخدرات الآتية إلى العراق.

المزيد من تحقيقات ومطولات