في ملف حسّاس أقلق الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود طويلة ولا يزال، طالب البابا فرنسيس، خلال افتتاح قمة غير مسبوقة في الفاتيكان بشأن التعديات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، باتخاذ "تدابير ملموسة" لمواجهة هذه "الآفة".
في حضور رؤساء 114 مؤتمراً أسقفياً، شدد بابا الفاتيكان، الذي خرج عن نص خطبته الموزعة مسبقاً على وسائل الإعلام، على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة التعديات الجنسية على القُصّر، قائلاً "أردت أن أتواصل معكم لأن علينا التصدي لآفة الاستغلال الجنسي التي ارتكبها رجال الكنيسة ضد القُصر... استمعوا إلى بكاء الصغار الذين يطلبون العدالة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتُناقش هذه القضيةُ الحساسة، التي وَضعت مئات رجال الدين المسيحيين في قفص الاتهام في العقود الماضية، خلال الاجتماع الذي يستمر حوالي ثلاثة أيام في الفاتيكان، ويجتمع خلاله البابا مع زعماء كاثوليك من أنحاء العالم للتصدي لفضيحة هزت صدقية الكنيسة في الولايات المتحدة، حيث دُفعت تسويات بمليارات الدولارات، وفي إيرلندا وتشيلي وأستراليا وأماكن أخرى في العقود الماضية.
وسيسعى البابا إلى إقناع رؤساء الكنيسة الكاثوليكية في العالم بمسؤولياتهم الفردية حيال هذه التعديات، وهو كان تعهد أن يقرر هذا المؤتمر إجراءات ملموسة، وذلك رداً على شكوك أبداها ضحايا قالوا إن المؤتمر أشبه بحملة علاقات عامة.
وكان الفاتيكان قد أعلن في 16 فبراير (شباط) الحالي فصل الكاردينال الأميركي السابق تيودور ماكاري من منصبه الكهنوتي، بعد اتهامه بسوء السلوك الجنسي مع خُدَّام مذبح وطلبة لاهوتيين، وهو أكبر عقاب يصدر، حتى الآن، بحق شخصية كنسية من هذا العيار.
وفي السنوات الماضية، حدد تقرير أصدرته لجنة كبرى في ولاية بنسلفانيا أكثر من 1000 ضحية تعرضوا لانتهاكات اقترفها مئات القساوسة خلال سبعة عقود في هذه الولاية وحدها، في حين كشفت سلسلةُ تحقيقات حكومية، بين عامي 2005 و2014، عن إساءة معاملة قُصّر من قبل قساوسة في مناطق مختلفة من إيرلندا.