تحدّث ليندسي هويل، رئيس مجلس العموم البريطانيّ، عن إصابته بـ"صدمة" بعد تشخيص حالته الصحيّة بالداء السكريّ، ذلك قبل أيام من انعقاد الانتخابات العامّة في المملكة المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وقال هويل، " أتناول أقراص الدواء، فضلاً عن أنّني بحاجة إلى حقن الأنسولين، لكنّ ذلك لا يمنعني من المضيِّ قدماً ولن يعوقني أيّ أمر. سأتعامل مع هذا الداء، وسأسيطر عليه، وأتخطّى هذه الأزمة".
ونظراً إلى تضاعف أعداد مرضى السكري في المملكة المتحدة على مدى العقدين الماضيين، من المهم تثقيف الناس حول أعراض هذه الحالة المزمنة وأسبابها والتأثيرات التي تخلّفها في الجسم.
وفي الوقت الحاضر، شُخِّص زهاء 3.7 ملايين حالة بالسكري في أنحاء بريطانيا، فيما يواجه كثيرون خطر نشوء بعض أنواع هذا الداء لديهم نتيجة عوامل كثيرة، من بينها البدانة في مرحلة الطفولة.
إذن، ما هي أعراض السكري، وما الفرق بين النوعين الأوّل والثاني منه، وماذا عن أسبابه وطرق علاجه؟ إليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشأنه:
ما هو السكري وما أسباب الإصابة به؟
الأنسولين هرمون ينتجه البنكرياس ويتولّى عملية تنظيم مستويات السكر في الدم. يقوم بذلك عن طريق تفكيك سكر الغلوكوز الموجود في دمك لإنتاج الطاقة، حسبما يوضح "المعهد الوطني للسكريّ وأمراض الجهاز الهضمي والكلى" في المملكة المتحدة.
عندما يُصاب المرء بالسكري، يعني ذلك أنّ البنكرياس يعحز عن إفراز ما يكفي من الأنسولين أو أيّ كمية من هذا الهرمون كي يُفكك الغلوكوز في الدم. في النتيجة، يمكن أن يؤدِّي ذلك إلى ارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم.
في الواقع، تعتمد نسبة الغلوكوز في الدم الموجودة في جسمك على نوع الطعام الذي تستهلكه، لذا في حال كنت تتناول أطعمة سكريّة، سترتفع مستويات السكر في دمك.
بناء عليه، يبقى الأشخاص الذين يستهلكون كمِّيات مفرطة من السكر أكثر عرضة لتطوير أشكال أكثر حدّة من السكري مقارنة بغيرهم ممن يبتعدون عن مثل هذه المأكولات.
ولكن مع ذلك، يمكن أن يعتمد تشخيص المرء بالسكري من عدمه، على التركيبة الجينيّة أيضاً، ذلك وفقاً لموقع "ديابيتس. سي أو. يو كي" Diabetes.co.uk.
ماذا عن الأنواع المختلفة منه؟
ثمة نوعان رئيسان من هذا الداء، السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني.
أن يكابد شخص ما السكري من النوع الأول، فيعني ذلك أنّ جسمه لا ينتج الأنسولين على الإطلاق، ما يحمل مضاعفات صحيّة خطيرة.
مثلاً، يتعرّض مرضى السكري من النوع الأول بدرجة أكبر لخطر الإصابة بحالات صحيّة أخرى على غرار أمراض القلب والسكتة الدماغيّة وداء الكلى وفقدان البصر ومشاكل في الدورة الدمويّة.
في هذا الصدد، تشرح "مايو كلينك" أنّ العلماء لم يتمكّنوا من تحديد السبب الدقيق للسكري من النوّع الأول، وأنّ الوراثة تبقى العامل الأكثر ترجيحاً.
وصحيح أنّ السكري من النوع الأول شائع بين الأطفال، غير أنّه يمكن أن يطاول الأفراد من أيّ فئة عمريّة.
ويوضح موقع "ديابيتس. سي أو. يو كي" أنّه عندما يُصاب شخص ما بالسكري من النوع الثاني، يؤشِّر ذلك إلى أنّ جسمه غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو أنّ الأنسولين الذي ينجح البنكرياس في إفرازه لا يعمل بشكل كافٍ.
وعلى الرغم من أنّ الوراثة يمكن أن تؤدي دوراً في الإصابة بالسكري من النوع الثاني، يبقى في مقدور عوامل أخرى أيضاً على غرار عدم اتباع نمط حياة صحيّ ونشط، التسبّب بهذا الداء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُقال إنّ زهاء 12.3 مليون شخص في المملكة المتحدة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل، من جراء عوامل على غرار السمنة.
وسواء كان من النوع الأول أو الثاني، يمكن أن تشمل أعراض السكري التعب، وفقدان الوزن غير المبرَّر، والعطش الشديد، والتبوّل المتكرِّر.
ما سُبل علاجه؟
قد يضطرّ الأشخاص الذين شخِّصت إصابتهم بالسكري من النوع الثاني إلى تناول الدواء بغية خفض مستوى الغلوكوز في الدم.
كذلك ينبغي عليهم أن يسعوا إلى إضافة مزيد من الأطعمة الصحيّة كالفواكه الطازجة والخضراوات والأسماك والمكسرات والحبوب الغنيّة بالألياف إلى وجباتهم الغذائيّة، بالإضافة إلى خفض كمية السكر التي يستهلكونها.
أمّا بالنسبة إلى مرضى النوع الأول، وهو الشكل الأكثر حدة من الداء، فيجب أن يتعاملوا مع هذه الحالة بحقن أو مضخات الأنسولين بشكل يوميّ.
ربما يحتاجون أيضاً إلى قياس مستويات السكر في الدم يومياً باستخدام اختبار الدم عبر الوخز بالإصبع.
وفي ما يتعلّق بنوع الأنسولين والكمية اللذين يحتاج المريض إليهما فيمكنه مناقشة أمرهما مع طبيب اختصاصي.
من جانبها، توصي "هيئة الخدمات الصحيّة البريطانية" (إن. آتش. أس) كذلك بالحفاظ على نمط حياة نشط والخضوع لاختبارات دم منتظمة من أجل مراقبة مستويات السكر في الدم إذا كنت مريض سكري.
هل يمكن وقف السكري تماماً؟
في سبتمبر (أيلول) 2018، كشف توم واتسون النائب السابق لزعيم حزب "العمّال" في بريطانيا عن إصابته بالسكري من النوع الثاني، غير أنّه تمكّن، حسب قوله، من "عكس" الحالة عبر إدخال تغييرات إلى نظامه الغذائيّ وممارسة تمارين رياضيّة إضافيّة.
وبعد تشخيص حالته في صيف عام 2017، استبعد واتسون من نظامه الغذائيّ الوجبات السريعة والمأكولات التي تحتوي على سكر مكرَّر والأطعمة المصنّعة، فيما لجأ في المقابل إلى ركوب الدراجة وممارسة الملاكمة ورفع الأثقال.
وفي المؤتمر السنويّ الذي عقدته "يو. كي. أكتف" وهي جمعيّة بريطانية تُعنى بقطاع الصحة، أخبر السياسيّ البريطانيّ الجمهور أنّ السكري لديه "همد" أو خمد بعد التغييرات التي أجراها في أسلوب حياته.
فعلاً، يوضح "ديابيتس. سي أو. يو كي" أنّ مرضى السكري من النوع الثاني يمكنهم "عكس" حالتهم على نحو فاعل عن طريق اتباع خطوات مماثلة.
إن كنت مصاباً بالسكري من النوع الثاني، وتعتقد أنّ في استطاعتك وقفه عن طريق اتباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة تمارين إضافيّة، ربما يكون من المفيد الأخذ بمشورة اختصاصي تغذية أو طبيب اختصاصيّ للحصول على مزيد من النصائح.
علاوة على ذلك، إذا كنت تتناول دواء السكري من النوع الثاني، وتعتقد أنّك لم تعد بحاجة إليه، فتأكد من استشارة الطبيب قبل إجراء أيّ تغييرات في روتين علاجك.
لمزيد من المعلومات بشأن داء السكري، زر الموقع الإلكترونيّ الخاص بـ"ديابيتس. سي أو. يو كي
" https://www.diabetes.co.uk/diabetes-charity/diabetes-uk.html.
© The Independent