ملخص
برز اسمان محددان في سياق الحديث عن خلافة المرشد خامنئي، كلاهما جمع ثروات ضخمة من أنشطة "أسطول الظل" المسؤول عن تصدير النفط الإيراني بعيداً من أعين العقوبات، وكلاهما خضع لعقوبات دولية بسبب هذه الأنشطة.
نشرت مجلة "Maritime Executive" المتخصصة في الشؤون البحرية تقريراً أشارت فيه إلى تقدم المرشد الإيراني في السن وتدهور وضعه الصحي، لافتة إلى أن مسألة خلافة المرشد علي خامنئي باتت تناقش علناً، مما يزيد احتمالات اندلاع صراع على السلطة داخل منظومة الحكم الديني.
وتكتسب هذه التطورات أهمية خاصة بالنسبة إلى مليارديرات النفط الذين يتولون ابتكار شبكات للالتفاف على العقوبات الغربية.
ووفق التقرير، يعتمد كبار مسؤولي النظام الإيراني على شبكات فساد وجماعات إجرامية تؤمن استمرار النظام وتدر أرباحاً طائلة على الدائرة المقربة من الحكم.
وبرز اسمان محددان في سياق الحديث عن خلافة المرشد خامنئي، كلاهما جمع ثروات ضخمة من أنشطة "أسطول الظل" المسؤول عن تصدير النفط الإيراني بعيداً من أعين العقوبات، وكلاهما خضع لعقوبات دولية بسبب هذه الأنشطة.
وتؤكد المجلة أن السجلات الدقيقة لعمليات هؤلاء ليست متاحة بالكامل للرأي العام، نظراً إلى قدرتهم على إخفاء دورهم الوسيط خلف واجهات تجارية شبه قانونية، ومع ذلك، فإن الكم المتاح من المعلومات كان كافياً لتبرير إدراجهم على لوائح العقوبات، على رغم استمرارهم في بعض الأنشطة، إذ تغلب دوافع الربح على التزام قيود الغرب.
ويعد محمد حسين شمخاني، نجل مستشار الأمن القومي السابق علي شمخاني الذي لا يزال من المقربين من المرشد، أحد أبرز هذه الشخصيات، فقد اتهم منذ عام 2011 عبر شركتيه "أدميرال" و"ميلاووس" في دبي بخلط النفط الإيراني بالروسي وتزوير منشأ الشحنات، وتمكن لأعوام من بيعها لشركات نفطية غربية مرموقة.
وخضع للعقوبات الأوروبية في العام نفسه، ووصف في آخر تحديثات العقوبات الأوروبية بأنه لاعب محوري في عمليات "أسطول الظل" الروسي، وعلى رغم ذلك ينفي شمخاني تورطه في نشاطات "ميلاووس" أو في شحن طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا.
وفي الـ30 من يوليو (تموز) 2025 فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه أيضاً، ناسبة إليه عشرات الشركات في الإمارات، بينها "مارفيس" و"أرمادا غلوبال" و"كوبان شيبينغ" و"كريوس شيبينغ" و"فراكتال مارين"، وقدرت الخزانة الأميركية حجم أسطوله بأكثر من 50 سفينة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما بابك زنجاني، فهو الآخر صاحب شبكة علاقات واسعة، واتهم بالفساد في 2013 واعتقل، على رغم أنه نادراً ما كان يمضي فترات طويلة في السجن، وفي عام 2021 صدر في حقه حكم بالإعدام بتهم الفساد المنظم وسرقة 2.7 مليار دولار من عائدات وزارة النفط عبر شبكته التجارية، لكن في 2024 خفف الحكم إلى السجن 20 عاماً بأمر من المرشد، قبل أن يطلق سراحه لاحقاً ويعود إلى مزاولة نشاطه.
وتتمركز مجموعة "سورینت" المملوكة لزنجاني في الإمارات، وتمتد أنشطتها إلى مجالات مستحضرات التجميل والخدمات المالية والمصرفية والفنادق والطيران التجاري والبنى التحتية ومواد البناء وتكنولوجيا المعلومات وتطوير العقارات الدولية، وتعمل المجموعة في تركيا وطاجيكستان وماليزيا والصين، فيما قدر زنجاني ثروته الصافية عام 2013 بنحو 13.5 مليار دولار.
وأدت أنشطته التجارية حتى ذلك العام إلى إدراجه على قوائم العقوبات الأوروبية والأميركية، خصوصاً بسبب دوره في نقل النفط والأموال المرتبطة به للالتفاف على العقوبات، وتعاونه مع كيانات مرتبطة بالحرس الثوري، ووجهت إليه اتهامات بتنفيذ عمليات نقل نفط من سفينة إلى أخرى قبالة السواحل الشرقية لماليزيا.
وبعد صدور حكم السجن في حقه، استعادت إمبراطوريته التجارية نشاطها تحت اسم "مجموعة آوان"، مستفيدة من شبكة علاقات واسعة مع مؤسسات حكومية وجهات تابعة للحرس الثوري.
وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الجاري شن زنجاني هجوماً لاذعاً عبر منصة "إكس" ضد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي يطرح اسمه ضمن المرشحين المحتملين لخلافة المرشد.
وبحسب المجلة البحرية، يبدو أن شمخاني وزنجاني ما زالا قادرين على السفر بحرية، غير أنهما يفضلان في الآونة الأخيرة قضاء فترات أطول داخل إيران، على الأرجح بدافع مخاوف تتعلق بسلامتهما الشخصية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"