في الولايات المتحدة الأميركيّة، توقّفت مباراة كرة قدم جامعيّة رفيعة المستوى بين جامعتي "هارفارد" و"ييل" نحو أكثر من ساعة، بعدما اقتحم مئات الطلاب الملعب مطالبين المؤسستين النخبويّتين بالكفّ عن الاستثمار في الوقود الأحفوريّ.
في التفاصيل أنّ طلاّباً وخريجين في جامعتي "هارفارد" و"ييل" عرقلوا سير مباراة كرة قدم [على الطريقة الأميركيّة] في مدينة "نيوهافن" بولاية كونيتيكت، وذلك في نهاية الشوط الأوّل منها، مطالبين الجامعتين باتخاذ إجراءات إضافيّة من أجل التصدِّي للتغيّرات المناخيّة. وهتف أكثر من 200 شخص بعبارات تدعو إلى إنهاء استخدام الوقود الأحفوريّ.
في البداية، استُقبِلَ المُحتجّون باستهجان من جانب بعض الحاضرين الذين بلغ عددهم 50 ألف شخص، ولكنّ أفراداً من الجمهور، وحتى من اللاعبين، أخذوا في الانضمام إلى التظاهرة تدريجيّاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أبدى رأيه في ذلك الحراك بيل ماك كيبين الناشط البيئيّ ومؤسّس الحركة البيئيّة العالميّة "350. أورغ"، معتبراً أن ما حصل "عمل مدهش... إذ تُعتبر المباراة السنويّة بين "هارفرد" و"ييل" التأسيس الأبرز فعلياً، وقد أجبرت الجامعتان على التفكير في التأثيرات السلبيّة التي تتركها استثماراتهما في العالم".
في سياق متصل، غرّد بيرني ساندرز المرشح الديمقراطيّ إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركيّة، "الشكر الجزيل على ذلك العمل القياديّ. عندما يجتمع الناس دفاعاً عن العدالة، ننتصر. نهنيء الشباب الذين يطالبون بمستقبل مستدام لكوكبنا. نحن معكم في هذه المعركة".
واتّسَعَتْ دائرة الإشادة بالطلاب المحتجين ضدّ عدم اتخاذ إجراءات بشأن تغيّر المناخ، حتى إنّ ويسلي أوسبيري كابتن فريق كرة القدم في جامعة "هارفرد" أشاد بهم في شريط فيديو مسجّل نشره عبر "تويتر" عقب انتهاء المباراة. ووفق كلماته، "عندما يتعلّق الأمر بأزمة المناخ، لا أحد يفوز. لا يمكن لجامعتي "هارفارد" و"ييل" الادعاء بأنهما تعزِّزان حقاً المعرفة فيما تدعمان في الوقت نفسه الشركات المنخرطة في تضليل الجمهور وتشويه سمعة الأكاديميين وإنكار الحقيقة. لهذا السبب نتّحد مع أصدقائنا في جامعة "ييل" في سبيل الدعوة إلى التغيير".
وفيما غادر معظم المتظاهرين طواعية الملعب بمرافقة الشرطة، أصرّ البعض على البقاء فتعرّض للاعتقال. ولكن ليس معروفاً تماماً عدد الاعتقالات التي نفذتها الشرطة.
تذكيراً، بدأ الطلاب شنّ حملات ضدّ الجامعتين في 2012 بغية ثنيهما عن الاستثمار في شركات النفط والغاز والفحم.
في المقابل، رفضت الجامعتان كلتاهما الأمر، إذ ادّعتا أنّ وجودهما كمؤسستين مساهمتين يضعهما في مركز أفضل لتشجيع الشركات على الشروع في خطوات من أجل خير المناخ، بحسب رأيهما.
وفي تطوّر متّصل، جاء في بيان صادر عن جامعة "هارفارد"، نشرته الفرق الرياضيّة المعروفة باسم "هارفرد كريمزون"، أنّ "جامعات مثل هارفرد تؤدي دوراً حاسماً في مكافحة تغيّر المناخ، إذ تلتزم الجامعة تماماً بدورها القياديّ في هذا المجال عبر البحوث العلميّة، والتعليم، والمشاركة المجتمعيّة، فضلاً عن الحدّ بشكل كبير من بصمتها الكربونيّة، واستخدام حرمها الجامعيّ كمرفق لإجراء بحوث وتجارب سعياً إلى إيجاد الحلول البيئيّة وإثبات نجاعتها".
بعد انتهاء الاحتجاج، استؤنفت المباراة وفاز فريق "ييل" محقّقاً 50 نقطة في مقابل 43 نقطة لنظيره "هارفرد".
© The Independent