Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فتيات غزة بطلات في الكاراتيه

كانت اللعبة حكراً على الذكور

تمارس لاعبات الكاراتيه العديد من تمارين الإحماء قبل بدء التدريب (اندبندنت عربية)

عند الساعة الواحدة بعد الظهر، تشرع بيسان في تجهيز نفسها، تلبس الروب الأبيض المخصص للعبة الكاراتيه، وحزامها الأسود الذي يزين وسط جسدها، ثمّ تنزل إلى الشارع، تتمشى قليلاً حتى تصل إلى مقر النادي المخصّص لتدريب الفتيات على مهارات رياضية قتالية.

تُعد بيسان الفتاة الأولى في غزّة التي تحصل على الحزام الأسود في لعبة الكاراتيه، وتحصد مرتبة المدربة والمُحكِمة الأولى في مهارات القتال الحر، وتمكنت من الوصول إلى تلك الرتبة الرياضية بعد نحو خمس سنوات من التدريب المستمر، تخطّت خلالها كلّ عادات وتقاليد المجتمع المحافظ في غزّة.

ما إن تصل بيسان إلى مقر النادي الذي يتوسط مدينة غزّة، حتى تبدأ عملية الإحماء من خلال سلسلة من التمارين الرياضية، وخلالها تنتظر وصول فريقها المكون من عشر فتيات.

تحية مختلفة

وفور وصول فتيات الفريق، يلقين تحية "الكاتا الأولى" في لعبة الكاراتيه، تقول بيسان "بعد أيّام من التدريب وتعلّم المهارات، اتفقت مع أعضاء الفريق أنّ التحية الأولى فور وصولهم إلى النادي تطبيق المهارات الأولى من القتال الحر".

بعدها مباشرة تبدأ عملية الإحماء، على شكلِ طابور منظم، تبدأ الفتيات الركض في المعلب، ثمّ يقمن بعمليات تليين عضلاتهن، وبعدها يقفن ينتظرن صوت صفارة مدربتهن بيسان، حتى يبدأن تعلّم تمارين جديدة.

توضح بيسان أنّها شكّلت فريقها من الفتيات بصعوبة كبيرة، فكثير من العائلات ترفض ممارسة بناتها إلى الرياضات القتالية، حفاظاً عليهن، والتزاماً بعادات المجتمع وتقاليده، مشيرة إلى أنّ لعبة الكاراتيه انحصرت لسنوات طويلة لفئة الذكور.

عشر فتيات

بلغ عدد فريق بيسان نحو عشر فتيات، تتراوح أعمارهن من 8 إلى 25 سنة، وتقوم بتدريبهن ثلاث جلساتٍ أسبوعياً، ويمتد كلّ لقاء إلى ساعتين متواصلتين، يشمل تعليم مهارات القتال الحر، إضافة لبعض حركات الكاراتيه، والمواجهة القتالية.

تعلمت بيسان لعبة الكاراتيه وهي في العاشرة من عمرها، وأصبحت عشقها حتى حصلت على الحزام الأسود، الذي يعد أعلى درجة في مهارات القتال الحر، وبعد سلسلة دورات عليا، مُنحت لقب المحكمة الأولى.

تروي بيسان أنّها أشرفت على تحكيم ألعاب الكاراتيه الحر لعدد من الفرق الشبابية، وكذلك تمكنت من تدريب أكثر من فريق من الذكور، وبعد محاولات عدة نجحت في تأسيس أول فريق للكاراتيه مكون من الفتيات، وتشرف على تدريبه وتأهيله.

ولعبة الكاراتيه تقع تحت بند الفنون القتالية اليابانية، وهي رياضة دفاعية تتميز بالأخلاق والقوانين الصارمة.

صعوبات

وعلى الرغم من تأسيس الفريق الأول للفتيات في لعب الكاراتيه، فإنّهن يواجهن صعوبة كبيرة في ممارسة حقهن في الرياضة. وتوضح بيسان أن لا أندية مخصّصة للنساء، ليمارسن فيها حريتهن في الألعاب القتالية.

وعادة ما تحتكم الفتيات لعادات المجتمع الذي يفرض عليهن عدم الالتحاق بمثل هذه الرياضات. وتؤكّد بيسان أنّها تمكنت بصعوبة بالغة من تشكيل فريقها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعاني الفريق صعوبة السفر للمشاركة في المسابقات العالمية المخصصة لرياضة الكاراتيه. فالفريق، وفق بيسان، بلا حاضنة رسمية حكومية، وهناك إهمال من المؤسسات الرياضية في لعبة الكاراتيه المخصصة للفتيات.

وتقدمت الفتيات أكثر من مرة بطلبات للحصول على تصاريح سفر إلى الضفة الغربية أو إلى دولٍ أخرى، إلا أنّ الجانب الإسرائيلي رفض ذلك، ومنعهن من مغادرة قطاع غزّة.

ووفق بيسان فإنّ الفتيات أبدعن في ممارسة الرياضة القتالية وفي تطبيق كثير من المهارات. وتلفت إلى أنّ نحو أربع فتيات حصلن على الحزام الأسود وشاركن في عدد من المسابقات المحلية، وحصدن جوائز قيّمة.

بطولة دولية

وتسعى بيسان إلى إقامة أوّل بطولة كاراتيه خاصة بالفتيات على مستوى قطاع غزّة. وتواصلت لإنجاح ذلك مع أندية عربية وأجنبية، ولقيت ترحيباً.

لكن الغرابة ليست في مشاركة الفتيات فحسب، بل بقبولهن بمواجهة الذكور في ألعاب رسمية محكمة، مقابل الحصول على ميداليات ذهبية. وتؤكّد بيسان أن هناك إيجابية في التعامل مع فكرة منافسة الفتيات والذكور في حلبة واحدة بمهارات قتالية ضمن رياضة الكاراتيه.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات