Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر... رحلة بحث مضنية عن "مرشح السلطة" والعسكر يكرر خطابات "الحياد"

طريقة انسحاب مدير الحملة الانتخابية لـ"عبد المجيد تبون" مبعث انتقادات للأطراف المحيطة بالخمسة الآخرين

تجمع للمترشح عز الدين ميهوبي في محافظة البليدة (اندبندنت عربية)

تبعثرت أوراق عدد كبير من السياسيين وأعضاء المجتمع المدني في رحلة بحث مضنية عن "مرشح السلطة" في مظهر يثير "سخرية" بين الجزائريين حول استعادة هؤلاء لمظاهر عرفت بها مرحلة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فيما يشبه "الصفا والمروة" بين المرشحين، وانتقل فجأة داعمون كبار للمترشح عبد المجيد تبون باتجاه حملة عز الدين ميهوبي.

وبينما تكرر المؤسسة العسكرية خطابات "الحياد" بين المرشحين الخمسة للرئاسيات المقررة الخميس في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تتواصل رحلة "الصفا والمروة" لعدد كبير من الجمعيات والأحزاب الباحثة عن تموضع ضمن مشهد المرحلة المقبلة. وحملة المترشح عبد المجيد تبون شهدت النزيف الأكبر في الأيام القليلة المقبلة، لكن المثير للسخرية وفق ملاحظات جزائريين، أن انسحاب بعض داعميه لم ينته إلى هذا الحد، لكنه في العادة تبع بقرار اللحاق بحملة عز الدين ميهوبي، الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديموقراطي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كروش ثم الزوايا

وشكلت طريقة انسحاب مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر، عبد المجيد تبون، بمحافظة تيزي وزو، مبعث انتقادات كبيرة للأطراف المحيطة بالمرشحين الخمسة على حد سواء.

وأعلن سليمان كروش الاستقالة من منصبه كمشرف على حملة الوزير الأول الأسبق بالولاية، وأكد دعمه للمترشح عز الدين ميهوبي، داعياً كل المكاتب الولائية للجنة، مساندة عز الذين ميهوبي في سباق الرئاسيات، كما حض الشعب الجزائري على دعم مسار اللجنة الذي سيتواصل إلى ما بعد الرئاسيات، والتصويت لصالح المترشح عز الدين ميهوبي، لكن الأكثر إثارة كان موقف "النقابة الوطنية للزوايا الأشراف"، التي سحبت ترشيحها لتبون وبالطريقة نفسها مالت باتجاه ميهوبي، والغريب أن مثل هذه الممارسات قد تؤثر سلباً على مرشح التجمع الوطني الديموقراطي أكثر مما تخدمه لصالح المرشحين الثلاثة المتبقين، علي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد، وعبد القادر بن قرينة.

"الزوايا الأشراف"

وذكرت نقابة "الزوايا الأشراف"، "أنه وبعد التصريح الذي أدلى به عبد المجيد تبون بخصوص عدم إقحام الزوايا في السياسة، وإن كنا من قبل أصدرنا بيان مساندة له، فإننا اليوم نتقدم باعتذارنا، ومن حق الشباب إكمال مسار حمل المشعل. فنحن نبارك خطوات عز الدين ميهوبي بزيارته للزوايا في بداية حملته الانتخابية ونؤكد وقوفنا معه".

ويوضح الصحافي فاروق غدير، الذي يتابع ملف الرئاسيات، وتفاعل الجزائريين معها عن قرب أن "من بين خصوصيات أولى رئاسيات من دون بوتفليقة الذي كان مرشح السلطة البائن لعقود، فقد الكثيرون البوصلة"، وتابع، "في ظل غياب مؤشرات صريحة على ما يبدو من قبل السلطة احتكم هؤلاء للشائعة التي فعلت فعلتها، وجعلت الحملة الانتخابية تتحول إلى شبه ميركاتو كروي".

وعلى هذا الأساس يذكر أيضاً "شاهدنا، وللمرة الأولى، ترحالاً انتخابياً بين مرشح وآخر أياماً فقط قبل الاقتراع في صورة مؤسفة، فالأمر أصبح قضية مصالح وليس قناعات ومبادئ".

"الانتهازية" سيدة المواقف

يقول الكاتب الصحافي سمير بوترعة "تيه مناضلي الأحزاب التي عرفت بمشاركتها في الانتخابات السابقة، يعود إلى فقدانهم أي إشارات تعودوا انتظارها من جهات متنفذة في الحكم تملي عليهم دعم مترشح على حساب آخر". وتابع بوترعة لـ "اندبندت عربية" أن "ما يحدث للحزب العتيد، جبهة التحرير الوطني، أحسن دليل على فقدان البوصلة لا سيما بعدما أعطى الحزب في بداية الحملة انطباعاً بدعمه تبون، قبل أن ينقلب على أعقابه ويعطي إشارات تدعم الغريم ميهوبي".

وذكر بوترعة أن "هذه المظاهر موروثة عن فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لقد خلفت تلك الفترة مظاهر زبائنية داخل الأحزاب نفسها خشية انتقام حاشية الرئيس كما فعلت مع من ساند علي بن فليس في رئاسيات 2004 ".

ودرج سياسيون في التحالف الرئاسي سابقاً، وعدد كبير من أحزاب "الدرجة الثانية" على ترقب إشارة خضراء باتجاه مرشح من دون غيره، لينتقلوا لاحقاً إلى عملية دعائية غالبها "غير أخلاقي" من باب تقسيم "غنائم الولاء" ما بعد الرئاسيات، ومعلوم أن أنباء غير رسمية كانت تروجها أطراف غير معروفة تقول بوجود دعم من مؤسسة الجيش لعبد المجيد تبون، قبل أن تعود الأطراف نفسها لتقول العكس في ظرف أيام قليلة وتنسب هذا الدعم لميهوبي.

الجيش يعدد الرسائل

وبالعودة إلى تذكير وزارة الدفاع الوطني، لقيود تصويت المستخدمين العسكريين، في بيان لها مطلع الأسبوع، تكون بذلك قد أرسلت خطاباً جديداً يقول بالتزامها الحيادية في زمن بحث "الانتهازيين" عن أي إشارة تفاضل بين المرشحين الخمسة، فعلى الرغم من أن كيفية تصويت أفراد الجيش مقنن وفقاً لقانون الانتخابات منذ أكثر من 15 سنة، فإن مجرد التذكير به يعتبر رسالة يراد التأكيد عليها.

ويأتي البيان الصادر عن المؤسسة العسكرية عشية الانتخابات الرئاسية، ليغلق الباب أمام أي تأويلات قد تذهب في منحى وجود توجيهات للمستخدمين العسكريين يوم الاقتراع، ويشير العقيد المتقاعد من صفوف الجيش عبد الحميد العربي شريف، أن "العسكريين في وقت سابق تعرضوا لضغوط لا سيما عندما كان التصويت داخل الثكنات العسكرية، وهو ما دفع مؤسسة الجيش لتأكيد التزامها نص قانون الانتخابات على النحو الذي يفرض على العسكريين الانتخاب خارج الثكنات وبلباس مدني، وإن تعذر ذلك يكون التصويت بالوكالة".

يذكر أن الجزائر ألغت عام 2004 عمليات تصويت أفراد الجيش داخل الثكنات، وينص قانون الانتخابات الحالي على أن يصوتوا في أماكن إقامتهم حضورياً أو في مراكز التصويت المدنية القريبة من مكان عملهم أو عبر إصدار توكيلات لعائلاتهم للتصويت مكانهم، وارتأت مؤسسة الجيش التذكير بنص القانون، فيما يبدو، رداً على "ترحال" كثير من السياسيين بين هذا وذاك بحثاً عن المرشح المفضل للعسكر.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات