Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يوم غضب فلسطيني ضد "شرعنة الاستيطان"

واشنطن سجلت خطأ تاريخياً من خلال اتباعها سياسة استعمارية بموقفها من القدس

"نحن أصحاب الأرض... وقرارات الإدارة الأميركية ليست لها أية قيمة"، تلك كانت كلمات رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال مشاركته في "يوم الغضب الفلسطيني"، رفضاً للإعلان الأميركي بشرعية الاستيطان في الضفة الغربية.

فرئيس الوزراء الفلسطيني يرى أن قرارات واشنطن الحالية من نقل سفارتها إلى القدس ووقفها الدعم المالي للفلسطينيين وشرعنتها الاسيتطان، كلها قرارات لن تؤثر على الأرض، مؤكداً أن "الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية سينتهي وسينتهي معه الاستيطان"، معتبراً أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب عزلت نفسها عن العالم، نتيجة اتخاذها مثل هذه القرارات.

مسيرات احتجاجية

وأوضح أشتية أن التناغم بين الموقفين الرسمي والشعبي الفلسطيني سيأتي بنتيجة إيجابية. وتعبيراً عن رفض شرعنة واشنطن للاستيطان، شهدت الأراضي الفلسطينية من رفح جنوباً حتى جنين شمالاً، مسيرات احتجاجية ومواجهات مع القوات الإسرائيلية، أسفرت عن إصابة العشرات بالأعيرة "المطاطية" والغاز السام المسيل للدموع.

وجاءت تلك المسيرات بدعوة من قوى وفصائل منظمة "التحرير" الفلسطينية ومن دون مشاركة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، رداً على الإعلان الأميركي.

انحياز مطلق

وشارك آلاف الفلسطينيين في المسيرات الجماهيرية التي جابت شوارع المدن والقرى الفلسطينية حاملين العلم الفلسطيني والشعارات المندّدة "بالانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل".

كما علّقت المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس الدوام تلبية لدعوة المشاركة في الفعاليات المنددة "بالتآمر الأميركي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

وترى الرئاسة الفلسطينية أن واشنطن "ترتكب أكبر جرائم العصر وسجلت خطأ تاريخياً من خلال اتباعها سياسة استعمارية بموقفها من القدس والمستوطنات"، مضيفةً على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة أن "استمرار هذه الأخطاء سيؤدي إلى استمرار احتراق المنطقة بأسرها، لن ينجو منه أحد".

حل الدولتين انتهى

لكن وزير شؤون القدس الفلسطيني الأسبق زياد أبو زيّاد قال في تصريح لـ "اندبندنت عربية"، إن "رد الفعل الفلسطيني رسمياً وشعبياً غير كافٍ"، مضيفاً أن "إدارة ترمب معادية للشعب الفلسطيني وتدفع باتجاه دولة يهودية بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وتُخرج من حساباتها أكثر من ستة مليون فلسطيني يعيشون في تلك المنطقة".

ودعا أبو زيّاد إلى إعادة تقييم مجمل السلوك السياسي للقيادة الفلسطينية، الذي تتّبعه منذ ما قبل اتفاق أوسلو منذ 25 سنة، مشيراً إلى وجود متغيرات عدّة على الأرض وأخرى محلية وإقليمية ودولية، طرأت على الساحة منذ ذلك الوقت، وأنه لا يمكن الاستمرار بالأدوات ذاتها.

ورأى أنّ "حل الدولتين انتهى" وأنّ التعويل على إدارة أميركية جديدة توافق على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية غير ممكن، "لأن الفلسطينيين لن يجدوا حينها مكاناً على الأرض لإقامة دولتهم عليها".

وأوضح أن التعويل على إمكانية تحقيق حل الدولتين يُعتبر "مضيعة للوقت"، وأن من يأملون في تحقيقه "سيستيقظون في يوم من الأيام ويضحكون على أنفسهم".

لا ثقة

بدوره، قال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ "ادبندنت عربية"، إن "إدارة ترمب جعلت من نفسها شريكة لإسرائيل في خرق القانون الدولي"، مشيراً إلى أن "الفلسطينيين فقدوا الثقة بالاتفاقيات مع إسرائيل وأدركوا أن عليهم الاعتماد على أنفسهم في النضال والمقاومة".

واعتبر أنّ ذلك يتطلب إنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، ومواصلة التظاهرات الشعبية لتفعيل نهج المقاومة"، مطالباً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتنفيذ  قرارات منظمة "التحرير" الفلسطينية بما فيها الوقف الفوري والكامل للتنسيق الأمني مع إسرائيل.

المزيد من الشرق الأوسط