Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المحافظون منقسمون على نفسهم وغير مستعدين للانتخابات التي يريدها زعيمهم

يحاول رئيس الوزراء جاهداً إقناع نوابه وكذلك الناخبين بأن هذه الانتخابات ضرورية للغاية لتنفيذ بريكست

رئيس الحكومة بوريس جونسون يساعد في إجلاء البضائع من أحد المستودعات في شمال إنجلترا بسبب الفيضانات التي ضربت المنطقة (أ.ب) 

سألتُ أحد النواب المحافظين عما إذا كان يتطلع إلى الانتخابات، فقال "نعم" بابتهاج ثم هزّ رأسه، وهي الحركة التي فوجئت بمدى صعوبتها.

إننا مقبِلون على انتخابات لا يريدها أحد، ومن المفارقات أن ثلثي أعضاء البرلمان قد صوتوا لصالحها. لم يصوتوا لها في يوم الاثنين الماضي، عندما كانت أغلبية الثلثين مطلوبة، أي 434 نائبا؛ ولكنهم فعلوا يوم الثلاثاء، بمجرد أن نشر الاتحاد الأوروبي قراره بتأجيل تنفيذ بريكست وتقرر تحديد موعد الانتخابات في القانون في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وحظي مشروع قانون الانتخابات بتأييد 437 أو 438 نائباً، فالأرقام الموجودة  على موقع البرلمان لا تُفيد في معرفة نتيجة التصويت بدقة.

لكن النائبة آنا سوبري، زعيمة "المجموعة المستقلة من أجل التغيير" المؤلفة من خمسة نواب، ربما كانت على صواب عندما قالت بعد التصويت إن "غالبية النواب من كلا الجانبين لا يريدون انتخابات عامة.. لكنهم لا يعبرون عن ذلك علانيةً". لقد صوتوا لصالحها بشكل رئيسي لأن قادة أحزابهم اعتقدوا أن من مصلحتهم القيام بذلك.

غير أن هذا ينطوي على خطر لرئيس الوزراء، إذ أن السؤال الأول الذي يطرحه الناخبون، عندما تُجرى الانتخابات قبل الموعد الذي ينصّ عليه القانون أو يقتضيه التقليد، هو: "لماذا تزعجنا الآن؟".  رأينا كيف أن إجابة غير مرضية على هذا السؤال ألحقت الأذى بتيد هيث في عام 1974 وبتيريزا ماي في عام 2017.

لهذا السبب يتعين على بوريس جونسون أن يوضِّح سبب حاجتنا حالياً إلى انتخابات، وحتى الآن لم ينجح في تقديم أسباب مقنعة  تماماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قال رئيس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي إنه عرض توفير المزيد من الوقت لتمرير  صفقته للخروج من الاتحاد الأوروبي في البرلمان، لكن زعيم المعارضة رفض و "لم يتبق أمامنا خيار سوى الرجوع إلى الشعب للخروج من هذا المأزق."

  لكن هل هذا صحيح؟ هناك قدر كافٍ من الشك حول هذا الأمر لجعل إطلاق الحملة الانتخابية يبدو قرارا عاطفيا. لا يتعلق الموضوع بما إذا كان جيريمي كوربين سيوافق على إتاحة المزيد من الوقت، ولكن بما إذا كان جونسون قادرا على قلب أغلبية  الـ 15 نائبا في مجلس العموم التي صوتت ضد الجدول الزمني المستعجل لتمرير مشروع قانون بريكست قبل الموعد النهائي ليوم الخميس الماضي.

كان كل ما يتوجب عليه فعله هو إقناع ثمانية نواب، ممن صوتوا ضد هذا الجدول الزمني، بالتصويت لصالح جدول آخر أقل استعجالا. والحال أن ستة منهم وقعوا على اقتراح لطلب جدول زمني مدته 14 يوماً، وجادل آلان ويغر من جامعة كينجز كوليدج في لندن بأن نائبيْن آخرين على الأقل كانا سيصوتان لصالحه، وهما ستيفن لويد وروري ستيوارت.

انضم لويد، النائب المستقل عن إيستبورن إلى الديمقراطيين الأحرار مجددا وسيشارك في الحملة الانتخابية دعماً للبقاء في الاتحاد الأوروبي، بينما يريد ستيوارت أن يكون المحافظ المستقل للعاصمة لندن، التي تريد البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وحتى لو استطاع جونسون تمرير مشروع قانون بريكست في البرلمان، لكان قد عُدّل، وأصاب النائب ويغر حين قال إن التعديلات لم تكن ستغيّر فيه الكثير، إذ أن تعديل الاستفتاء على وجه الخصوص لم يكن يحظى بالدعم الكافي.

لكن رئيس الوزراء لم يطرحه أبدًا للتصويت، لاختبار ما إذا كان بإمكانه الاستفادة من الأغلبية التي ضمنها من حيث المبدأ لصفقته مع الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست. وكما ذكر ويغر، اختار جونسون "أن يذهب إلى الانتخابات بدلاً من ذلك، وهو ما أثار استياء الكثيرين في حزبه."

ومن المحتمل أن جونسون اتخذ هذه الخطوة لأسباب ماكرة، وهي أن الانتخابات تعد ربما أفضل فرصة له للحصول على تفويض شخصي للسنوات الخمس المقبلة.

لكن الاعتقاد بأنه لم يكن بحاجة إلى إجراء انتخابات مبكرة أثّرت سلباً على الروح المعنوية لنوابه ولناشطي الحزب في وقت هو في أمس الحاجة لحماسهم واستعدادهم لخوض الانتخابات. وإذا ترسخ هذا الاعتقاد أيضا بين الناخبين، فهذا يعني أن طائرة حملته الانتخابية ستحاول الإقلاع وهي مثقلة بأكوام من الجليد على الأجنحة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء