ملخص
تتعرض كييف لضغوط من البيت الأبيض للتوصل إلى سلام سريع، لكنها تقاوم خطة مدعومة من الولايات المتحدة اقترحت الشهر الماضي ويرى كثيرون أنها تصب في مصلحة موسكو.
قالت خدمات الطوارئ وحاكم منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا أوليه كيبر، اليوم الجمعة، إن روسيا هاجمت منشآت للطاقة في المنطقة خلال الليل، مما تسبب في اندلاع حرائق وانقطاعات للتيار الكهربائي.
وذكر كيبر على "تيليغرام" أن الهجوم الذي جرى بطائرات مسيرة أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عدة تجمعات سكنية في المنطقة، حيث تتركز الموانئ البحرية الرئيسة في أوكرانيا.
في المقابل، أصيب سبعة أشخاص من بينهم طفل بجروح في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة تفير الروسية على بعد 180 كليومتراً شمال غربي موسكو، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية اليوم.
وقال حاكم المنطقة فيتالي كوروليوف على "تيليغرام"، "نعمل على معالجة آثار سقوط حطام طائرة مسيرة على مبنى سكني" في تفير. وأضاف أن سبعة أشخاص من بينهم طفل أصيبوا في هذا الهجوم، وأن 20 آخرين اضطروا للجلاء عن المبنى بسبب الأضرار. ونقلت وكالة "تاس" الرسمية أن الهجوم تسبب بإشعال حريق في المبنى.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 90 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البلاد والبحر الأسود خلال الليل. وذكرت السلطات أن سبعة أشخاص أصيبوا في مدينة تفير.
شرط أميركي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس أن الولايات المتحدة سترسل ممثلاً للمشاركة في المحادثات التي تعقد في أوروبا في شأن أوكرانيا في مطلع الأسبوع المقبل، إذا كانت هناك فرصة جيدة لإحراز تقدم نحو اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي "سنرى ما إذا كنا سنحضر الاجتماع أم لا"، وأضاف "سنحضر الاجتماع يوم السبت في أوروبا إذا كنا نعتقد أن هناك فرصة جيدة، لا نريد أن نضيع كثيراً من الوقت إذا كنا نعتقد أن الأمر ليس كذلك".
وكان البيت الأبيض قال الخميس إن الرئيس الأميركي سيرسل ممثلاً ينوب عنه إلى محادثات في أوروبا في شأن أوكرانيا في مطلع الأسبوع، إذا كانت هناك فرصة حقيقية لتوقيع اتفاق سلام.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين إن ترمب سئم من الاجتماعات العديدة التي لا يبدو أبداً أنها تفضي إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأضافت "الرئيس محبط للغاية من طرفي هذه الحرب، وقد سئم من عقد الاجتماعات لمجرد الاجتماع".
ضغوط على أوكرانيا
تتعرض كييف لضغوط من البيت الأبيض للتوصل إلى سلام سريع، لكنها تقاوم خطة مدعومة من الولايات المتحدة اقترحت الشهر الماضي ويرى كثيرون أنها تصب في مصلحة موسكو.
وتحدث ترمب هاتفياً الأربعاء مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وقال في وقت لاحق إنه أجرى نقاشاً حافلاً معهم، تناول احتمالات إجراء محادثات في أوروبا في مطلع الأسبوع.
وقالت ليفيت "إنه يريد العمل من أجل إنهاء هذه الحرب، وأمضت الإدارة أكثر من 30 ساعة، وهذا فقط خلال الأسبوعين الماضيين، في اجتماعات مع الروس والأوكرانيين والأوروبيين. سننظر في مسألة اجتماعات مطلع الأسبوع، ونراقب (ما ستسفر عنه)".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن بلاده قدمت للولايات المتحدة نسخة معدلة من 20 بنداً لإنهاء الحرب مع روسيا، مضيفاً أن مسألة التنازل عن أراض ما زال نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال زيلينسكي في تصريح للصحافيين في كييف إن الولايات المتحدة اقترحت كحل وسط فكرة إنشاء "منطقة اقتصادية حرة" في الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا من شرق دونباس، وهي المناطق التي تطالب روسيا كييف بالتخلي عنها.
وأضاف "هم يرون ذلك على أنه انسحاب للقوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك، والحل الوسط المزعوم هو ألا تدخل القوات الروسية إلى هذا الجزء من دونيتسك. إنهم لا يعرفون من سيحكم هذه المنطقة"، موضحاً أن روسيا تصفها "بالمنطقة المنزوعة السلاح".
ومع ذلك، قال زيلينسكي إنه لا يوجد حتى الآن أي تفاهم مشترك في شأن مسألة الأراضي، وأن على الأوكرانيين التصويت على أي تنازلات عن أراض في استفتاء.
أسبوع حاسم
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مساء الخميس إن "الأسبوع المقبل سيكون حاسماً" لأوكرانيا، مجددة دعوتها إلى "سلام عادل ودائم".
وأوضحت أنها أجرت محادثات مع الشركاء في "تحالف الراغبين" الذي يجمع داعمي كييف. وأضافت في منشور على منصة إكس "رغم الضغوط، نحن مصرون على (تحقيق) هدفنا: التوصل إلى سلام عادل ودائم لأوكرانيا".
وتابعت أن "عبارة دائم تعني أن أي اتفاق سلام يجب ألا ينطوي على بذور نزاع مستقبلي ولا يزعزع البنية الأمنية الأوروبية برمتها"، وأضافت ناقشنا أيضاً ضرورة توفير ضمانات أمنية متينة وموثوق بها".
وقالت رئيسة المفوضية "أطلعت القادة على جهودنا لتأمين تمويل لأوكرانيا لعامي 2026-2027، مقترحاتنا مطروحة على الطاولة، والشعور بالإلحاح مشترك لدى الجميع".
ويعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي في الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) قمة في بروكسل للتباحث في الخطة التمويلية لأوكرانيا، مع إمكان استخدام أصول روسية مجمدة في أوروبا.
لكن الأوروبيين يصطدمون بمعارضة بلجيكية للخطة، نظراً إلى أن غالبية أصول المصرف المركزي الروسي مجمدة لدى بلجيكا.
ويرفض رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر أن تتحمل بلجيكا وحدها التبعات في حال حدوث أية مشكلة، ويشدد دي ويفر على أنه لن يوافق على الخطة إلا إذا قدمت "ضمانات ملزمة" وموقعة من الدول الأعضاء لحظة اتخاذ القرار.