ملخص
على مدى الأسبوعين الماضيين، عقدت واشنطن اجتماعات عديدة لبحث خطتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن التوصل إلى تسوية مهمة صعبة للغاية، مع تواصل تقدم الجيش الروسي ببطء على الجبهة على رغم خسائره الكبيرة.
قال الكرملين اليوم الجمعة إن موسكو تنتظر رداً من واشنطن عقب المحادثات التي جرت في وقت سابق من هذا الأسبوع في العاصمة الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين وممثلين عن الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن يوري أوشاكوف، أحد مساعدي الكرملين، قوله "نحن الآن في انتظار رد فعل زملائنا الأميركيين على المناقشة التي أجريناها الثلاثاء".
وأضاف أنه لا توجد خطط لإجراء اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب، ولم يتم كذلك تحديد موعد لاجتماع جديد مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
في الأثناء، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم عن امتنانه لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للاهتمام الذي توليه نيودلهي لجهود السلام في أوكرانيا، وقال بوتين إن روسيا والهند تربطهما علاقات في المجال العسكري وفي مجالي الفضاء والذكاء الاصطناعي ضمن أمور أخرى، وأضاف "نخطط للمضي قدماً في كل هذه المجالات".
رئيس الوزراء الهندي قال بدوره إن بلاده تؤيد السلام وإن على العالم أن يعود إليه، في إشارة إلى الصراع الدائر في أوكرانيا.
مسيرات قرب طائرة زيلينسكي
ذكرت وسائل إعلام محلية في إيرلندا أمس الخميس أن سفينة تابعة للبحرية الإيرلندية رصدت ما يصل إلى خمس طائرات مسيرة تحلق بالقرب من مسار طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لدى وصوله في زيارة دولة إلى إيرلندا يوم الإثنين.
وذكرت صحيفة "آيريش تايمز" أن عملية الرصد أثارت استنفاراً أمنياً واسعاً وسط مخاوف من أنها محاولة للتدخل في مسار الرحلة، ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن الطائرة، التي وصلت قبل موعدها بقليل، لم تكن معرضة للخطر.
ووصل الوفد الأوكراني في ساعة متأخرة من مساء يوم الإثنين وغادر في وقت متأخر من اليوم التالي، في إطار رحلة للمساعدة في حشد الدعم الأوروبي لكييف، في وقت تواصل فيه روسيا حربها على أوكرانيا.
وأدت توغلات الطائرات المسيرة، التي لم يكشف عن الجهة المسؤولة عنها حتى الآن، إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في أوروبا في الآونة الأخيرة، ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذه التوغلات بأنها "حرب متعددة الوسائل".
محادثات جديدة في فلوريدا
من المقرر أن يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون محادثات جديدة في فلوريدا في مسعى إلى إيجاد سبيل لإنهاء الحرب، فيما خففت واشنطن عقوباتها على شركة "لوك أويل" النفطية الروسية العملاقة.
ومن المنتظر أن يلتقي المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر، بعد عودتهما من موسكو حيث التقيا الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء من دون إعلان التوصل إلى نتائج واضحة، مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف، بحسب مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه.
وسيعقد الاجتماع مساء الخميس بضواحي مدينة ميامي، وكان الوفدان الأميركي والأوكراني قد اجتمعا الأحد قرب ميامي، بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
على مدى الأسبوعين الماضيين، عقدت واشنطن اجتماعات عديدة لبحث خطتها لإنهاء الحرب التي اندلعت إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
لكن التوصل إلى تسوية مهمة صعبة للغاية، مع تواصل تقدم الجيش الروسي ببطء على الجبهة على رغم خسائره الكبيرة.
ولم يتكشف سوى قليل من التفاصيل حول هذه الخطة التي جرى إدخال تعديلات عليها، في حين كان ينظر إلى النسخة الأولية منها على أنها تخدم إلى حد كبير أهداف روسيا.
وزار ويتكوف وكوشنر موسكو الثلاثاء، حيث أجريا محادثات لأكثر من خمس ساعات مع الرئيس الروسي، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب اللقاء بأنه "جيد جداً"، مؤكداً أن بوتين "يريد إنهاء الحرب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مواجهة أي احتمال
قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطاب متلفز مساء الخميس "مهمتنا الآن هي الحصول على معلومات كاملة حول ما قيل في روسيا"، مضيفاً "أوكرانيا مستعدة لمواجهة أي احتمال".
من جهته، قال الرئيس الروسي في مقابلة إعلامية خلال زيارة للهند الخميس إن المفاوضات الجارية "معقدة"، لكن من الضروري "التعاون" مع مساعي واشنطن بدلاً من عرقلتها.
وأضاف أن "تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك"، بحسب تصريحات ترجمتها مجلة إنديا توداي.
وتابع بوتين "أعتقد بأن علينا التعاون مع هذه المساعي، بدلاً من عرقلتها".
رفع جزئي لعقوبات أميركية
بعدما شددت الإدارة الأميركية أخيراً العقوبات على موسكو، عادت وأعلنت الخميس أنها علقت جزءاً منها، وخصوصاً تلك التي تستهدف شركة "لوك أويل" الروسية العملاقة، للسماح لمحطات وقود خارج روسيا بمواصلة العمل.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية، فإن المعاملات التي تشمل محطات الوقود هذه مسموح بها "لتجنب معاقبة" زبائنها ومورديها، بشرط عدم تحويل العائدات إلى روسيا، ويسري قرار الإعفاء الأميركي حتى الـ29 من أبريل (نيسان) 2026.
وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، "لوك أويل" و"روسنفت"، إلى لائحتها للكيانات الخاضعة للعقوبات.
في بكين، حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الصيني شي جينبينغ الخميس على العمل من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن مضيفه رفض بشدة تحميل بلاده أي نصيب من المسؤولية عن استمرار الأزمة الأوكرانية.
من جانبها، دعت تركيا كلاً من روسيا وأوكرانيا إلى "إبقاء البنى التحتية للطاقة في منأى عن الحرب"، بعد الهجمات الأوكرانية على محطة نفط روسية وسفن من "الأسطول الشبح" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية.
واستدعت أنقرة سفيري البلدين الخميس "للتعبير عن مخاوفها"، بعدما وصف الرئيس رجب طيب أردوغان الإثنين الهجمات بالمسيرات البحرية بأنها "تصعيد مقلق".
في الأثناء، تعهدت ألمانيا الخميس تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 100 مليون يورو لإصلاح بنيتها التحتية للطاقة التي تتعرض لهجمات روسية، لكنها ستراقب "بصورة صارمة" استخدامها، وسط فضيحة فساد تهز الحكومة الأوكرانية.
أخيراً، اتهمت أوكرانيا روسيا الخميس بإرسال أطفال أوكرانيين "اختطفتهم" موسكو من الأراضي التي يحتلها الجيش الروسي إلى معسكرات "إعادة تثقيف" في كوريا الشمالية. وتتهم أوكرانيا روسيا بخطف ما لا يقل عن 20 ألف طفل أوكراني منذ بداية الهجوم، لم يجر استعادة سوى 1850 منهم.
استهداف مصنع للكيماويات في روسيا
من جانبه، قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة أمس الخميس إن قواته ضربت مصنعاً كبيراً للمواد الكيماوية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، مما أدى إلى اندلاع حريق.
وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش على تطبيق "تيليغرام" أن مصنع نيفينوميسكي أزوت تعرض للقصف الخميس، موضحة أن المنشأة تنتج مكونات للمتفجرات، ووصفتها بأنها واحدة من أكبر المنشآت من هذا النوع في روسيا.
ولم يصدر على الفور رد فعل من جانب المسؤولين الروس، ولم يتسن التحقق من صحة ما أعلنه الجيش الأوكراني بصورة مستقلة.