Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي عند مفترق طرق في 2026

"أتش بي" تسرح آلاف الموظفين... والأسواق تتأهب لانهيار مماثل لـ"فقاعة الإنترنت"

تبدو الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع غير متناسبة مع الأرباح المحققة (أ ف ب)

ملخص

تشير تقديرات شركة "ماكينزي" إلى أن نحو 30 في المئة من الوظائف الأميركية ستصبح مؤتمتة، أي تشغل بواسطة آلات أو برمجيات بدلاً من البشر، بحلول عام 2030

بعد الزخم الذي شهده في أعوامه الأولى وتسجيل نمو متسارع وتحطيم الأسعار في البورصة، سيواجه الذكاء الاصطناعي التوليدي إشكالات حساسة عام 2026.

هل فقاعة الذكاء الاصطناعي على وشك الانفجار؟

يخيم القلق والتوتر على القطاع، ففي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، أعلن عدد من كبار المستثمرين، مثل "سوفت بنك" اليابانية والملياردير بيتر ثيل، المشارك في تأسيس "باي بال" و"بالانتير"، عن بيع كل أسهمهما في شركة "إنفيديا" الأميركية لتصنيع الرقائق، فهل تشكل هذه الخطوة مؤشراً إلى أن فقاعة الذكاء الاصطناعي على وشك الانفجار؟

تبدو الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع غير متناسبة مع الأرباح المحققة، إضافة إلى ذلك تستثمر شركات التكنولوجيا العملاقة ومصنعو الرقائق في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة حتى تشتري بدورها منتجاتها وخدماتها، وهو نظام اقتصادي دائري هش، معرض للانهيار إذا تقلبت الأسواق، مما يعيد إلى الأذهان المراحل الأولى لانفجار "فقاعة الإنترنت" عام 2000.

في حديث إلى قناة "بي بي سي"، يقول الرئيس التنفيذي لـ"ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل" سوندار بيتشاي "لن تنجو أي شركة، بما في ذلك نحن" في حال انفجرت الفقاعة.

هل اقتربت نهاية الموظفين الإداريين؟

يقول نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون، في تصريح حديث، إن "ظاهرة الذكاء الاصطناعي موجودة، وهي تؤثر في نظرة الشركات لقواها العاملة".

استندت شركات تكنولوجية عملاقة استثمرت بصورة كبيرة في الذكاء الاصطناعي إلى مكاسبها الإنتاجية الجديدة كمبرر لصرف آلاف الموظفين الإداريين، لكن توقعات المتخصصين تختلف في شأن حجم تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل وسرعتها.

بينما يرى بعض الخبراء أن هذه التحولات قد تكون عميقة لدرجة أنها ستستلزم اعتماد راتب أساس شامل لضمان استقرار المجتمع، يعتبر آخرون أن التغيير سيكون تدريجاً.

وتشير تقديرات شركة "ماكينزي" إلى أن نحو 30 في المئة من الوظائف الأميركية ستصبح مؤتمتة، أي تشغل بواسطة آلات أو برمجيات بدلاً من البشر، بحلول عام 2030، بينما تتوقع شركة "غارتنر" أن يسهم الذكاء الاصطناعي في إيجاد وظائف أكثر مما سيلغي بحلول عام 2027.

متى سيصبح الذكاء الاصطناعي الخارق واقعاً؟

متى ستبتكر البشرية ذكاء اصطناعياً قادراً على مضاهاة أو حتى تجاوز القدرات البشرية؟ التوقيت يختلف بحسب آراء المتخصصين.

يرى مؤسس شركة "أنثروبيك" الأميركية داريو أمودي أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) سيصبح قائماً بحلول عام 2026، بينما يعتبر رئيس شركة "أوبن أي آي" سام ألتمان أنه سيكون من الممكن إنشاء ذكاء اصطناعي قادر على تحقيق اكتشافات علمية بحلول عام 2028.

وجعلت شركة "ميتا" الذكاء الاصطناعي الخارق أولوية لها، إذ أنفقت مئات الملايين لتدريب فريق علمي من نخبة الباحثين، لكن رئيس الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في الشركة يان ليكون، والذي يستعد لترك المجموعة، يعتبر أن فكرة "ابتكار عباقرة في مركز بيانات" هي مجرد هراء.

أي مستقبل لوسائل الإعلام؟

في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، يقول المستشار ديفيد كاسويل، الذي عمل سابقاً في موقع "ياهو!" وضمن فريق "بي بي سي نيوز لاب"، "نشهد مع الذكاء الاصطناعي التوليدي أكبر تحول في منظومة المعلومات منذ اختراع المطبعة".

تعاني وسائل الإعلام التقليدية بشدة من تأثير روبوتات الدردشة وملخصات الذكاء الاصطناعي من "غوغل" التي تستخدم محتواها وتعيد تقديمه للمستخدمين من دون الحاجة إلى زيارة مواقع الأخبار، مما يؤدي إلى تراجع معدل تصفح المواقع ومن ثم انخفاض عائداتها الإعلانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير المتخصص إلى حلول مطروحة منها مثلاً "تحويل المحتوى الإعلامي إلى منتج فاخر عالي القيمة"، كما فعلت صحيفتا "ذي إيكونوميست" و"فاينانشيال تايمز"، أو تطبيق تقنيات حجب لمنع استخراج المحتوى، ومقاضاة شركات الذكاء الاصطناعي، أو عقد شراكات معها، كما فعلت "نيويورك تايمز" مع "أمازون" أو "ميسترال" مع وكالة الصحافة الفرنسية.

هل سيستمر انتشار المحتويات الرديئة؟

على رغم الوعود المبالغ بها للذكاء الاصطناعي بمعالجة القضايا المناخية أو تحسين الكشف عن السرطان، يظل أبرز تجل له في الحياة اليومية هو انتشار صور ومقاطع فيديو منخفضة الجودة تنتجها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

من دببة تقفز على الـ"ترامبولين" عبر "إنستغرام" إلى مشاهد مدن تنفجر عبر "تيك توك"، تسهم هذه المحتويات المزيفة التي غالباً ما يشار إلى أنها حقيقية، في نشر الالتباس والمعلومات المضللة.

وعلى رغم أن المنصات اتخذت إجراءات لتصنيف المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي، والإشراف عليه، وحذف الرسائل العشوائية، يبدو أن التدفق الهائل لهذه المحتويات لا يمكن كبحه.

في سياق متصل أعلنت شركة "أتش بي" الأميركية لتصنيع أجهزة الكمبيوتر والطابعات الثلاثاء خطة إعادة هيكلة شاملة ستؤدي إلى تسريح 10 في المئة من قوتها العاملة على مستوى العالم مع تحول الشركة نحو الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة.

وبحسب أحدث تقرير للأرباح، تتوقع الشركة تقليص عدد موظفيها في العالم بما يراوح ما بين 4000 و6000 موظف للتركيز على تبني الذكاء الاصطناعي لزيادة الابتكار ورضا العملاء.

تطوير الذكاء الاصطناعي

وتعكس خطوة "أتش بي" اتجاهاً أوسع نطاقاً في قطاع التكنولوجيا، إذ تستثمر الشركات بكثافة في تطوير الذكاء الاصطناعي مع استخدام التكنولوجيا لتقليل الكلفة التشغيلية.

وأعلنت شركات تكنولوجيا كبرى بما فيها "غوغل" و"مايكروسوفت" و"أمازون"، خفض القوى العاملة خلال العامين الماضيين، مع تحدث كثر عن الحاجة إلى إعادة تخصيص الموارد، بما فيها الوظائف، نحو مبادرات الذكاء الاصطناعي.

ويقول المحللون إن أتمتة الذكاء الاصطناعي تؤثر بصورة خاصة على الأدوار في مجال خدمة دعم العملاء وإدارة المحتوى وإدخال البيانات وبعض مهام البرمجة الحاسوبية.

وأفادت الشركة بأن خطتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحقيق نحو مليار دولار من الوفرات السنوية بحلول نهاية العام المالي 2028.

وتعمل الشركة على تحويل نموذج أعمالها في ظل أنماط الطلب المتغيرة في أسواق أجهزة الكمبيوتر والطباعة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ"أتش بي" إنريكي لوريس لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الشركة تخطط لرفع أسعار أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها والعمل مع موردين جدد للمساعدة في تعويض الكلف المرتفعة للحوسبة الذكية.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة