Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استثمارات هائلة وأسئلة بلا إجابات... هل نعيش فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

أصداء موجة "الدوت كوم" تلوح في الأفق والمخاوف قائمة في الأرباح والتقييمات

هذا النقاش سيطر على "وول ستريت" و"وادي السيليكون" في الأسابيع الأخيرة (غيتي)

ملخص

متخصصون أشاروا إلى أن حماسة الذكاء الاصطناعي اليوم مبنية على توقعات معقدة، وربما غير مستدامة، وقد يوفر الركود التضخمي في الصين صدمة إضافية للأسواق من خلال دفع أسعار الفائدة إلى الانخفاض وتحفيز موجة ارتفاع جديدة.

أثارت الاستثمارات المتزايدة بجنون في الذكاء الاصطناعي تحذيرات من فقاعة مالية محفوفة بالأخطار وسط حال من الجدل حول ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي الشعبية، مثل "شات جي بي تي"، والتي أصبحت من أكثر التقنيات التحويلية في أجيال، قنبلة موقوتة مبالغاً في تقديرها قد تتسبب في كارثة اقتصادية.

هذا النقاش سيطر على "وول ستريت" و"وادي السيليكون" في الأسابيع الأخيرة، وحتى بعض قادة التقنية الذين يراهنون بمليارات الدولارات على الذكاء الاصطناعي، مثل الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، قالوا إن هناك دلائل على تشكل فقاعة مالية غير مستقرة حول هذه التقنية.

هل الذكاء الاصطناعي فقاعة فعلاً؟

بدت طفرة التكنولوجيا في التسعينيات لا تقهر، إذ كانت الأرباح قوية، والتقييمات مرتفعة للغاية، والإيمان بـ"الاقتصاد الجديد" راسخاً، ومع ذلك تضخمت الأرباح والأسعار، وعندما ارتفعت أسعار الفائدة تبدد هذا الوهم وانفجرت الفقاعة التي تعرف بفقاعة "الدوت كوم"، ويرى محللون أن أصداء تلك الديناميكية موجودة اليوم.

متخصصون أشاروا إلى أن حماسة الذكاء الاصطناعي اليوم مبنية على توقعات معقدة، وربما غير مستدامة، وقد يوفر الركود التضخمي في الصين صدمة إضافية للأسواق من خلال دفع أسعار الفائدة إلى الانخفاض وتحفيز موجة ارتفاع جديدة، لكنهم أشاروا إلى أن الوضع الحالي هو على الأرجح "فقاعة مزدوجة" في كل من الأرباح والتقييمات سيكون مصيرها الانفجار.

هل ستحقق شركات التكنولوجيا أرباحاً ضخمة؟

تنفق أكبر شركات التقنية مبالغ غير مسبوقة على الذكاء الاصطناعي، إذ قفزت نفقاتها الرأسمالية، وهي الأموال التي تنفق على أصول مثل المباني والمعدات خلال العامين الماضيين، وأنفقت ببذخ على مراكز بيانات مليئة بشرائح حوسبة قوية لتشغيل برمجيات الذكاء الاصطناعي.

المشككون يتساءلون كيف ستسترد تلك الاستثمارات الهائلة، مشيرين إلى أن "شات جي بي تي" ومنتجات الذكاء الاصطناعي المنافسة تتكبد مليارات الدولارات من الخسائر كل عام.

وقدر بنك "جيه بي مورغان" أخيراً أن على قطاع التكنولوجيا تحقيق 650 مليار دولار من الإيرادات الإضافية سنوياً، أي ما يقارب ضعف إجمال مبيعات "غوغل" في 2024 لكي تحقق الاستثمارات المتوقعة حتى عام 2030 عائداً بسيطاً قدره 10 في المئة. ولا تعلن "أوبن أي آي" عن إيراداتها، لكن الرئيس التنفيذي سام ألتمان قال إنها ستصل قريباً إلى معدل سنوي يبلغ 20 مليار دولار.

هل يستمر "شات جي بي تي" في اكتساب الشعبية؟

روبوت الدردشة الذي أشعل حمى الذكاء الاصطناعي الحالية ومنذ إطلاقه قبل ثلاث سنوات لا يزال يكتسب مستخدمين جدداً بسرعة. ووفقاً لـ"أوبن أي آي"، قالت الشركة الشهر الماضي إن لديها أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعي، بينما استغرق "تيك توك"، أسرع التطبيقات الاجتماعية نمواً، خمس سنوات للوصول إلى مليار مستخدم شهري، متجاوزاً هذا الرقم في 2021.

يحظى "شات جي بي تي" بشعبية خاصة بين الشباب، وفق بيانات نشرتها "أوبن أي آي"، فالناس يستخدمونه للبحث عن المعلومات، والمساعدة في الكتابة أو البرمجة، وطلب النصائح الشخصية والاستكشاف.

هل صفقات الذكاء الاصطناعي تبدو "دائرية" بصورة مقلقة؟

يرى محللون في "وول ستريت" أنه ليس غريباً أن تكون الشركات مرتبطة بشبكة من الصفقات مع الموردين والشركاء في صناعتها، لكن بعض صفقات الذكاء الاصطناعي الأخيرة بدت لمراقبي الصناعة غير عادية، إذ تضخ شركات مثل "أوبن أي آي" وصانعة الرقائق "إنفيديا" باستثمارات كبيرة في عملائها أو مورديها أنفسهم، وهنا يطرح السؤال: هل تذكر هذه الصفقات بأنماط مالية غير مستدامة شوهدت في فقاعات سابقة؟

حذر بعض المحللين من أن هذه الصفقات تشبه الأنماط غير المستدامة التي شوهدت في فقاعات مالية سابقة، إذ تنتشر المشكلات من شركة واحدة بسرعة إلى أخرى.

دافع الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جنسن هوانغ عن صفقات شركته قائلاً إن من المنطقي الاستثمار في النظام البيئي الأوسع للذكاء الاصطناعي، وقال في مكالمة أرباح الربع الثالث، "أتوقع أن تترجم هذه الاستثمارات إلى عوائد استثنائية".

شركة "إنفيديا"، التي أصبحت الآن الشركة العامة الأعلى قيمة في العالم، تستخدم شرائحها لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي خلف أدوات مثل "شات جي بي تي". وأعلنت الشركة عن أرباح قياسية من الإيرادات، متجاوزة توقعات المستثمرين بمبيعات بلغت 57 مليار دولار، بزيادة 62 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وتتوقع استمرار نمو مبيعاتها.

وقال هوانغ في مكالمة الأرباح، "كان هناك كثير من الحديث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي... نحن نرى شيئاً مختلفاً تماماً".

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي إنجاز الأعمال الحقيقية؟

يقول متخصصون إنه لكي تؤتي طفرة الذكاء الاصطناعي ثمارها، يجب أن تعمل التقنية، ليس فقط في العروض التوضيحية المدارة أو التطبيقات المسلية، بل في أماكن العمل الحقيقية الفوضوية، لكن دراسة حديثة اختبرت أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي على مجموعة واسعة من المهام العملية، ووجدت أن أداءها كان ضعيفاً جداً، وشكلت المهام المختارة نوع العمل الذي قد يسند إلى عامل بشري من بعد، مثل إنشاء إعلان فيديو أو وضع خطة تصميم داخلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أفضل نظام ذكاء اصطناعي نجح في إكمال 2.5 في المئة فقط من المهام بنجاح، وفق فريق البحث من "سكال أي آي" ومركز سلامة الذكاء الاصطناعي، وهذا يشير بحسب المتخصصين إلى أننا ما زلنا بعيدين من استبدال البشر في بعض الوظائف.

كذلك خلصت دراسة من جامعة ييل صدرت الشهر الماضي إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعطل سوق العمل بصورة كبيرة حتى الآن.

هل يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً مع مرور الوقت؟

لا تزال تقنية الذكاء الاصطناعي تتحسن بسرعة كبيرة، وأحد مقاييس ذلك يأتي من اختبارات تتبع التقدم في تعقيد المهام التي يستطيع الذكاء الاصطناعي أداءها، صممها باحثون في منظمة "أم إي تي آر" غير الربحية.

وتبين هذه الاختبارات مدى تحدي أدوات الذكاء الاصطناعي بمهام هندسة برمجيات بصعوبة متزايدة، من ثوانٍ إلى مهام تستغرق ساعات طويلة من مبرمج بشري، وبهذا المقياس، تضاعفت مدة المهام التي تنجح النماذج في إكمالها معظم الوقت كل سبعة أشهر على مدى ستة أعوام.

لماذا لم تعتمد الشركات الذكاء الاصطناعي بصورة واسعة بعد؟

يرى محللون أن الشركات يمكن أن تكون سوقاً ضخمة لشركات الذكاء الاصطناعي لو استخدمت التقنية، لكن استطلاعات عدة وجدت أن معظم الشركات لا تزال في المراحل التجريبية، وقليل منها نشر الأدوات على نطاق واسع.

قالت شركة "ماكينزي" في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري إن ثلثي الشركات العالمية التي تتبنى الذكاء الاصطناعي لم تنجح في توسيع استخدامه في كامل الشركة.

وقال مات كروب، وهو أحد مديري "بوسطن كونسلتينج غروب" الذي يعمل مع الشركات التي تحاول نشر الذكاء الاصطناعي، "نحن بشر، نعمل بالطريقة التي نعمل بها... يجب فعل شيء ما لتغيير عادات الناس وسلوكياتهم"، لكن المزيد والمزيد من الشركات تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمالها.

هل تتوسع الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي؟

على رغم أن نسبة الشركات الأميركية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لا تزال قليلة، فإنها في ارتفاع مستمر، وفق مكتب الإحصاء الأميركي.

وصرح كبير مسؤولي التكنولوجيا في تطبيقات الأعمال في "أوبن أي آي" سرينيفاس نارايانان أخيراً بأن لدى الشركة أكثر من مليون عميل تجاري، وقال في لقاء مع الصحافيين، "نرى تقدماً مذهلاً في سرعة تبني الشركات للذكاء الاصطناعي"، متوقعاً استمرار هذا الاتجاه.

وقد يعتمد مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأميركي على ما إذا كانت الشركات ستجد قيمة كافية في الأدوات الذكية لتبرير إنفاق أكبر خلال الأعوام المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة