Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخط الأصفر في غزة و"الأخضر" بالضفة: أهداف شتى لعقل واحد

السلطة الفلسطينية ترى أن نكبة 48 أتت بالأول و"الطوفان" جاء بالثاني وزوال الأخير مرتبط بمواقف "حماس" وإسرائيل والضغط الأميركي

بقي الجيش الإسرائيلي في نحو 53 في المئة شرق الخط الأصفر بغزة (أ ف ب)

ملخص

"الخط الأخضر مرتبط بأطماع إسرائيلية أيديولوجية استيطانية، فيما جاء الخط الأصفر ليرسخ المخاوف الأمنية الإسرائيلية والهوس الذي اجتاح إسرائيل بعد السابع من أكتوبر".

مع أن إسرائيل لم تلتزم "الخط الأخضر" الفاصل بينها وبين الضفة الغربية واحتلتها عام 1967، فإن التزامها "الخط الأصفر" في قطاع غزة يعني تكريس احتلالها لأكثر من نصف مساحة القطاع وتقسيمه إلى جزأين.

وبعد 18 عاماً على رسم الأمم المتحدة "الخط الأخضر" ضمن اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والأردن التي كانت تحكم الضفة الغربية، احتلت إسرائيل الضفة الغربية في يونيو (حزيران) عام 1967.

ومنذ ذلك قبل 58 عاماً يطالب الفلسطينيون بانسحاب إسرائيل إلى الخط الأخضر، وإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً مع قطاع غزة.

لكن "الخط الأصفر" تم ترسيمه موقتاً في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضمن ترتيبات المرحلة الأولى من خطة ترمب لوقف الحرب التي اندلعت إثر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وبموجب الاتفاق انسحب الجيش الإسرائيلي من 47 في المئة من القطاع (غرب الخط الأصفر)، فيما بقي الجيش في نحو 53 في المئة (شرق الخط الأصفر).

وبينما أصبحت "حماس" بحكم الأمر الواقع تسيطر على غرب الخط الأصفر، يواصل الجيش الإسرائيلي الوجود شرقه، والذي يتضمن كامل شرق القطاع وشماله وجنوبه بما في ذلك محافظة رفح والحدود مع مصر.

إلا أن بقاء "الخط الأصفر" مرهون بتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترمب لإنهاء الحرب، والتي تضمنها قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2803).

وتربط تلك الخطة بين الانسحاب الإسرائيلي بنزع سلاح حركة "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية، وتشكيل قوة أمنية دولية تضمن "عدم تشكيل القطاع تهديداً لإسرائيل".

ومع ذلك فإن خطة ترمب تنص على أنه "في حال أخرت 'حماس' أو رفضت هذا المقترح فإن عملية إعادة إعمار قطاع غزة وتدفق المساعدات الإنسانية ستنفذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي يسلمها الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية".

النكبة والطوفان

بينما ترى السلطة الفلسطينية أن "نكبة عام 48 جاءت لنا بالخط الأخضر، و'الطوفان' جاء لنا بالخط الأصفر"، يقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إن مصير الخط الأصفر "يبقى مرهوناً بمواقف حركة 'حماس' وإسرائيل والضغط الأميركي لاستكمال خطة ترمب".

وأشار مجدلاني إلى وجود ثلاثة سيناريوهات حول مصير قطاع غزة، الأول، "الإبقاء على الوضع الراهن مع سيطرة حركة 'حماس' على المنطقة غرب الخط وإسرائيل تبقى الشرق تحت المظلة الأميركية".

أما السيناريو الثاني وفق مجدلاني فهو "تكريس عملية تقسيم غزة مع وجود قوات دولية، وقد يكون خلال الفترة الانتقالية وأبعد من ذلك". والسيناريو الثالث "تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الأخير في شأن غزة، ونزع سلاح حركة 'حماس' وغيابها نهائياً عن حكم قطاع غزة، بالتالي إزالة الخط الأصفر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح مجدلاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يفضل سياسياً واستراتيجياً إبقاء سيطرة 'حماس' على غرب الخط الأصفر، والجيش الإسرائيلي شرقه"، منوهاً بأن ذلك يضمن "فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتقسيم القطاع جغرافياً، وهو الخيار المفضل لنتنياهو على خيار عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع وإحياء حل الدولتين".

وحول موقف ترمب من ذلك أشار مجدلاني إلى أن "ما يهمه أن تبدأ عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تنفيذاً لمشروعه الاستثماري".

"حماس" ترفض

يأتي ذلك في ظل رفض حركة "حماس" قرار مجلس الأمن الدولي واعتباره، "وصاية دولية على قطاع غزة، وينزع القطاع عن باقي الجغرافيا الفلسطينية، ويحاول فرض وقائع جديدة".

واعتبرت الحركة "تكليف القوة الدولية مهام وأدواراً داخل قطاع غزة، منها نزع سلاح المقاومة، ينزع عن تلك القوة الدولية صفة الحيادية، ويحولها لطرف في الصراع لمصلحة الاحتلال".

والخميس اتهمت حركة "حماس" إسرائيل بارتكاب "خرق فاضح" بمواصلتها إزاحة الخط الأصفر باتجاه الغرب، في مخالفة لاتفاق وقف الحرب في غزة".

وأوضح المتحدث باسم الحركة حازم قاسم أن ذلك "يصاحبه نزوح جماعي لشعبنا"، مشيراً إلى أن "هذا التغيير على الخط الأصفر يخالف الخرائط المتفق عليها في اتفاق وقف الحرب".

ويرى الباحث السياسي أكرم عطا الله أن "العقل الإسرائيلي واحد في وضع الخطين الأخضر والأصفر، لكن أهدافهما مختلفة".

 

وبحسب عطا الله فإن "الخضر الأخضر مرتبط بأطماع إسرائيلية أيديولوجية استيطانية، فيما جاء الخط الأصفر ليرسخ المخاوف الأمنية الإسرائيلية والهوس الذي اجتاح إسرائيل بعد السابع من أكتوبر".

وعن إمكان تحول الخط الأصفر من موقت انتقالي إلى ثابت أوضح عطا الله أن ذلك "أمر يصعب التكهن به لأنه يرتبط بأكثر من عامل متحرك". وأضاف أنه في "حال تخلت 'حماس' عن سلاحها، وبسطت القوة الأمنية الدولية سيطرتها، فحينها لا يكون هناك مبرر إسرائيلي للإبقاء على الخط الأصفر"، لكن رفض "حماس" ذلك يعطي لإسرائيل بحسب عطا الله "ذريعة للإبقاء على الخط الأصفر".

وحول دلالة اختيار اللون الأصفر للخط أشار إلى أن "ذلك يعود ربما لإمكان رؤيته من بعيد".

وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية أمير مخول إلى "وجود فروق بين الخطين الأخضر والأصفر، أبرزها أن الأصفر يخفي وراءه منطقة تسيطر عليه إسرائيل، فيما الخط الأخضر مساحته صغيرة ويفصل بين جانبيه". وأوضح أن خطة ترمب وقرار مجلس الأمن الذي تبنى تلك الخطة "ينص على آلية دولية للانسحاب، وبضمانة دول إقليمية والولايات المتحدة الأميركية، وإزالة الخط الأصفر بخلاف الخط الأخضر".

يقول مخول "الآن هناك ضمانات أميركية ودولية، وفي حال طبقت فهذا يعني أن الأخضر لن يدوم كثيراً، وسوف يتقلص حسب خطة ترمب"، موضحاً أن "الخط الأخضر أبقى على الشعب الفلسطيني في مكانهم، حيث أراد الفصل بينهم وبين حدود إسرائيل بعد الهدنة، لكن الخط الأصفر يمنع الفلسطينيين من العودة إلى شرقه". وأضاف أن "الاختلاف بين الخطين لا يتعلق فقط بطبيعة اللون، لكن في الإمكانات وفي الضمانات الدولية لإزالة الخط الأصفر".

وبحسب مخول فإن "مصر سترفض بشدة بقاء الخط الأصفر لأنه يشمل مناطق قطاع غزة المحاذية للحدود معها، والمعابر مثل رفح وكرم أبو سالم". وأشار إلى أن تنفيذ الخطة الأميركية لإنهاء الحرب "يتقدم مع استحقاقات نزع سلاح قطاع غزة"، مشيراً إلى أن من "الصعوبة أن نرى إسرائيل تثبت وجودها في ما يخالف الخطة الأميركية".

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية سليم بريك أنه "لا مجال للمقارنة بين الخطين الأخضر والأصفر، فالأول خطة لهدنة لحرب 1948، فيما الثاني خط موقت تكتيكي وجزء من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب". وأوضح أن الخط الأصفر يقع "في قلب القطاع، وصعب جداً أن يتحول إلى دائم، لأن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في القطاع إلا إذا قامت بتهجير الفلسطينيين قسرياً، وهو ما تعمل مصر على منعه".

وأشار بريك إلى أن "الترتيبات المستقبلية تتعلق بآليات تفكيك سلاح 'حماس'، والأمر الثاني من سيحكم قطاع غزة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير