Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش يواصل توغله بكردفان والطيران يدمر إمدادات بصحراء دارفور

ترحيب وتفاؤل سوداني بجهود الرياض وواشنطن لإنهاء الحرب

سودانيون فارّون من الفاشر في أحد مخيمات النزوح في بلدة الدبة شمال البلاد، 20 نوفمبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

رحب رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس بالجهود والمساعي التي تبذلها السعودية والولايات المتحدة الأميركية لإحلال السلام العادل والمستدام في السودان، مؤكداً أن دعمهما يمثل ركيزة أساسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أعوام في البلاد.

كشفت مصادر عسكرية عن توغل جديد للجيش والقوات المشتركة والمساندة له، ومواصلة تقدمه واستعادة السيطرة على مناطق جبل عيسى وأبو حراز والطينة والعيارة وأبو قعود غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، فضلاً عن تأمين محيط منطقة جبل أبو سنون بالكامل، بعد معارك ومواجهات كبيرة ضد قوات "الدعم السريع" لاستكمال السيطرة على المناطق الغربية من الولاية، وأوضحت المصادر أن المواجهات المستمرة تركزت في مناطق غرب مدينة الأبيض والأجزاء الشمالية الشرقية وشمال شرقي مدينة بارا، وبث جنود من قوات "درع السودان" المتحالفة مع الجيش، مقاطع فيديو تشير إلى توغلهم في مناطق عدة غرب مدينة بارا. وأشارت المصادر نفسها إلى أن سلاح الطيران التابع للجيش السوداني تمكن من تدمير غرفة للقيادة والسيطرة لـ"الدعم السريع" بشمال كردفان وبداخلها عدد من القادة الميدانيين، فضلاً عن تدمير قافلة تضم العشرات من شاحنات الوقود القادمة من اتجاه ليبيا عبر صحراء دارفور بغرب البلاد ومقتل طواقمها، كذلك استهدفت الطلعات الجوية للطيران الحربي تجمعات "الدعم السريع" في مناطق بارا والمزروب والحمادي، ومنطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.

أسرى ومعلومات

وكشفت القوات المشتركة عن تمكنها من أسر مجموعة من مقاتلي "الدعم السريع" في المعارك التي دارت بشمال كردفان، وأيضاً عن معلومات بنقلهم من مدينة نيالا بجنوب دارفور لتلقي تدريبات عسكرية مكثفة بإشراف مرتزقة أجانب بمنطقة الكفرة الليبية، وقال بيان للمشتركة "إن المقاتلين الأسرى أكدوا أنهم تدربوا وتم تجهيزهم بسيارات قتالية وأسلحة متطورة داخل الأراضي الليبية".

وأعلن قائد لواء البراء بن مالك المساند للجيش المصباح طلحة أن الجيش أكمل انتشاره وتمركزه في النقاط الحيوية بشمال كردفان إيذاناً للتقدم الواسع، وأوضح طلحة أن ما يقوم به الجيش حالياً يعزز خطوط الإمداد "ويمهد لمرحلة جديدة تعتمد على الاندفاع المنظم وفق خطة عملياتية تهدف إلى توسيع نطاق السيطرة وتأمين المناطق التي شهدت نشاطاً للمتمردين خلال الأيام الماضية".

ومنذ أكثر من أسبوع يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" معارك طاحنة ومواجهات شرسة مفتوحة على أكثر من جبهة على امتداد محور كردفان، وأكدت القيادة العامة للجيش أن قواتها حققت تقدماً نوعياً في محاور إقليم كردفان أسفرت عن تأمين عدد من المواقع الحيوية وإعادة الانتشار وفق خطط الجيش المرسومة.

كارثة في طويلة

في شمال دارفور حذر الناطق الرسمي باسم "حركة تحرير السودان" بقيادة عبدالواحد محمد نور، محمد عبدالرحمن الناير، من أن الوضع الإنساني بالمناطق المحررة التي تسيطر عليها الحركة، وفي منطقة طويلة التي تمثل أكبر تجمع للنازحين بالبلاد على وجه الخصوص، بات حرجاً وينذر بكارثة إنسانية ويتطلب تدخلاً إنسانياً عاجلاً عبر جسر جوي لإنقاذ ودخول الإغاثة من دون عوائق أو أي حجج أو رهنها بمواقف سياسية من أي جهة كانت، وكشف الناير عن أن العدد الكلي للنازحين بمنطقة طويلة وصل إلى 1516308 نازحين، منهم 150 ألفاً نزحوا عقب سيطرة "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، في وقت تستضيف المناطق المحررة نحو 7 ملايين نازح من دارفور وعموم أنحاء السودان، وأشار إلى أن الوضع الإنساني في طويلة والمناطق المحررة عموماً بات بالغ السوء في ظل التكدس الكبير والنقص في مواد الإيواء والغذاء والدواء على رغم المساعدات التي تقدمها السلطة المدنية هناك وعدد من المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة، لكنها لا تغطي سوى 20 في المئة فقط من الحاجات المطلوبة، وتابع "هناك مئات من الجرحى والمرضى الذين استقبلتهم المنطقة من المصابين بالرصاص داخل الفاشر أو أثناء رحلة النزوح، إلى جانب مئات من المصابين بسوء التغذية من الأطفال والنساء والشيوخ، فضلاً عن عشرات ضحايا العنف بصوره المختلفة وجميعهم يتلقون الرعاية الصحية بالمستشفيات القليلة العدد والإمكانات".

تدهور وتحذير

على نحو متصل أوضح رئيس العمليات بمنظمة اللاجئين النرويجية في السودان نوح تايلور أن ما لا يقل عن 5 آلاف أسرة في منطقة طويلة تعيش في ملاجئ موقتة على الأطراف، بينما لا تستطيع المياه المتوافرة وخدمات الصرف الصحي والمأوى مواكبة هذا العدد مع تزايد الأمراض، وحذر تايلور من أنه "ما لم تصل دفعة كبيرة من المساعدات، فإن الأوضاع ستتدهور بسرعة كبيرة، ومن دون وصول آمن وتوسيع كبير في التمويل لن يتمكن هذا المخيم من الصمود أمام ما هو قادم".

ردود الفعل

وسط هذه الأجواء رحب رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس بالجهود والمساعي التي تبذلها السعودية والولايات المتحدة الأميركية لإحلال السلام العادل والمستدام في السودان، مؤكداً أن دعمهما يمثل ركيزة أساسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أعوام في البلاد، وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء تقديره دور كل من الرياض وواشنطن في جهود وقف القتال، ومبادراتهما للتوصل إلى حلول سلمية تعيد الاستقرار إلى البلاد، مؤكداً التزام الحكومة الانتظام الجاد في المسارات الدبلوماسية والسياسية المطلوبة لتحقيق ذلك، وأبدى رئيس الوزراء الاستعداد الكامل للعمل مع السعودية والولايات المتحدة بصورة مباشرة ومنسقة، لضمان استدامة التهدئة وإطلاق برامج إعادة الإعمار والتنمية، مشيراً إلى سعي حكومته إلى بناء آليات واضحة للتعاون الدولي مع الشركاء الرئيسين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مسار الرباعية

في الأثناء، اعتبر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود"، بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، في بيان، هذه الخطوة بأنها مؤشر إلى عودة الاهتمام الدولي الجاد الذي يمكن أن ينهي المأساة بإيقاف الحرب، ويضيف زخماً لمسار الرباعية، بالدفع نحو هدنة إنسانية عاجلة توقف استهداف المدنيين وتتيح وصول الإغاثة، وتعيد فتح الطريق أمام عملية سياسية جادة تضع البلاد على مسار سلام شامل ومستدام. وشدد البيان على أن أي تقدم لن يكتمل من دون مواجهة القوى التي تعمل على إطالة أمد الحرب، وفي مقدمها الحركة الإسلامية وبقايا النظام السابق التي تحرض على استمرار القتال والسعي إلى إعادة إنتاج سلطتها على حساب حياة السودانيين والسودانيات، مطالباً الشعب السوداني والقوى المدنية بمواصلة الضغط على أطراف الحرب للانتظام في تفاوض مسؤول يقدم مصلحة المواطنين على الحسابات العسكرية الضيقة.

بدوره رحب القيادي بالتحالف، وزير شؤون مجلس الوزراء بحكومة "تأسيس" الموازية، إبراهيم الميرغني، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه استخدام ثقله الرئاسي لوقف الحرب في السودان، مؤكداً أنه موقف يعزز فرص إنهاء النزاع عبر التعاون مع دول الرباعية التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة كلاً من السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، كذلك شكر الميرغني ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على إدراج الأزمة السودانية ضمن أجندة المحادثات السعودية - الأميركية، معتبراً الأمر خطوة مهمة لدفع الجهود الدولية نحو إنهاء الحرب، مذكراً بأن خريطة الرباعية أكدت ضرورة استبعاد الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والمجموعات المتطرفة من أي عملية سياسية تحدد مستقبل السودان.

ونوه رئيس "حزب الأمة" و"تحالف التراضي الوطني"، مبارك الفاضل المهدى، بإعلان ترمب التحرك الفوري لوقف حرب السودان بتدخل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ووصف القيادي في "الكتلة الديمقراطية" مبارك أردول تصريحات ترمب الداعية إلى إنهاء الحرب بأنها دفعة معنوية وسياسية كبيرة لكل الأطراف المنتظمة في المسارين الأمني والسياسي، مما يسهم في تهيئة الطريق أمام حلول حقيقية ومستدامة، وأشاد أردول بالدور المحوري الذي يقوم به ولي العهد السعودي في دفع الجهود السلمية بالسودان.

يد بيضاء

كما ثمن الأمين العام لـ"الحركة الإسلامية السودانية" على أحمد كرتي المسعى الحميد للأمير محمد بن سلمان، "وهو يتخذ موقف القائد المسؤول في أرض الحرمين، ليوصل صوت الحق، وهو يدافع عن أهل السودان الذين أخرجتهم وشردتهم أطماع دويلة الشر عبر ميليشياتها المتمردة من ديارهم، بينما العالم صامت يتفرج، تلجمه المصالح وتخذله الإرادة". وأعلن بيان لكرتي "أن الحركة تمد أيديها بيضاء للمضي قدماً نحو حفظ كرامة أهل السودان، وتحقيق قيم العدالة والسلام والأمن والأمان في بلادنا، وكف يد العابثين المتطلعين للنيل من السودان وتقسيم أرضه وسرقة موارده وإذلال شعبه"، مجدداً العهد بالوقوف في صف الحق والعدل لتحقيق تطلعات الشعب السوداني وصيانة كرامته والحفاظ على أمنه وسيادته.

وكان مجلس السيادة الانتقالي قد أصدر بياناً أكد فيه الاستعداد للانتظام الجاد من أجل تحقيق سلام ينتظره الشعب السوداني.

والأربعاء الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري أعلن الرئيس ترمب أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان استجابة لطلب ولي العهد السعودي بالتدخل لحل الصراع.

وتزامناً مع إعلان الرئيس الأميركي جدد مستشاره لشؤون الدول العربية والأفريقية مسعد بولس التزام الولايات المتحدة إنهاء الصراع المروع في السودان، ونشرت السفارة الأميركية بالخرطوم منشوراً لبولس عبر "إكس" جاء فيه "نعمل بقيادة الرئيس ترمب مع الشركاء لتيسير هدنة إنسانية ووضع حد للدعم العسكري الخارجي الذي يؤدي إلى تأجيج العنف، لكل الأطراف، مع تحقيق السلام والاستقرار، سيتمكن الشعب السوداني من العودة إلى حكم تقوده حكومة مدنية في سودان موحد".

عقوبات أوروبية

إلى ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على قائد ثاني قوات "الدعم السريع" الفريق عبدالرحيم دقلو، نتيجة تورطه المباشر في الانتهاكات والفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر عقب سيطرة قواته عليها في الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأوضح بيان للاتحاد أن العقوبات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر في إطار إجراءات تستهدف شخصيات متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في السودان، ووصف الاتحاد ما جرى في الفاشر بأنه يرقى إلى جرائم إبادة جماعية وانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان، محملة عبدالرحيم دقلو المسؤولية المباشرة عن العمليات التي أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وسط المدنيين.

وفي يوليو (تموز) الماضي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بنك الخليج وشركة "ريد روك" للتعدين التابعتين لـ"الدعم السريع" والقائد الميداني فيه حسين برشم، إلى جانب قائد قوات "درع السودان" المساندة للجيش اللواء أبو عاقلة كيكل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات