ملخص
قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الخميس الماضي، إن الصفقة المقترحة المتعلقة بنحو 200 مقاتل ستكون بمثابة اختبار لعملية أوسع نطاقاً لنزع سلاح "حماس" في جميع أنحاء غزة.
ذكر مصدر مطلع أن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصل إلى إسرائيل اليوم الأحد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تنفيذ الخطة الأميركية لإنهاء حرب غزة، وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لعدم الإعلان رسمياً عن الاجتماع، إن من المتوقع أن يلتقي كوشنر نتنياهو غداً الاثنين، فيما لم يرد البيت الأبيض ولا مكتب نتنياهو بعد على طلب من "رويترز" للتعليق.
وكان ترمب أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي عن خطة من 20 نقطة لإنهاء الحرب الدائرة منذ عامين في القطاع الفلسطيني، والتي بدأت بوقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في الـ 10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وتسليم الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس" في غزة.
وأفرجت الحركة الفلسطينية عن 20 رهينة على قيد الحياة ورفات 24 آخرين من غزة منذ الت 10 من أكتوبر الماضي، بينما لا يزال رفات أربعة رهائن داخل غزة، فيما من المفترض أن تشهد المرحلة التالية من وقف إطلاق النار تشكيل قوة متعددة الجنسيات تتولى تدريجياً مسؤولية الأمن في غزة بدلاً من الجيش الإسرائيلي.
إسرائيل تؤكد: الرفات يعود لهدار غولدن
أكدت إسرائيل أن الرفات التي تسلمته في وقت سابق اليوم الأحد من حركة "حماس" يعود لهدار غولدن، الضابط الإسرائيلي الذي قتل خلال حرب غزة عام 2014.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر بيان أنه "بعد استكمال إجراءات التعرف إلى الهوية، أبلغ ممثلو الجيش الإسرائيلي عائلة الرهينة القتيل الضابط هدار غولدن بإعادة جثمان ابنهم للبلاد".
ومع تسليم جثمان غولدن، تكون الحركة الفلسطينية سلمت حتى الآن 24 جثة من أصل 28 منذ دخول وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة حيز التنفيذ في الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما تبقى أربع جثث إسرائيلية يتوقع أن تسلم تباعاً وفقاً لبنود الاتفاق.
وفي وقت سابق اليوم ، جاء ضمن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "تسلمت إسرائيل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر نعش رهينة قتل وسلّم إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز ’شاباك‘ داخل قطاع غزة".
وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة أعلنت في وقت سابق اليوم عزمها تسليم رفات غولدن.
وقالت خلال بيان "في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، ستقوم كتائب عز الدين القسام بتسليم جثة الضابط هدار غولدن التي عثر عليها ظهر أمس (السبت) داخل مسار أحد الأنفاق بمخيم يبنا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عند الساعة 14:00 بتوقيت غزة" (12:00 ت غ).
ومنذ مقتله، احتجز جثمان غولدن في غزة، لكن "حماس" لم تؤكد ذلك ولم تعلن حيازتها لرفاته.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل سمحت لعناصر من "حماس" والصليب الأحمر بإجراء عملية بحث أمس في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية في غزة، على رغم أن الحركة والجيش لم يؤكدا ذلك.
وجاء ذلك بعدما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عدة، من بينها القناة الـ12، عن مصادر في "حماس" قولها إن الحركة عثرت على رفات هدار غولدن داخل نفق بمدينة رفح (جنوب) يقع أسفل منطقة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.
وقال نتنياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي اليوم "سقط الملازم هدار غولدن في معركة بطولية أثناء عملية ’الجرف الصامد‘ عام 2014. جثمانه اختطف على يد ’حماس‘ التي رفضت طوال هذه الفترة إعادته".
أربع جثث باقية
وقتل إبان حرب عام 2014 التي استمرت ستة أسابيع، جندي آخر هو أورون شاؤول، واستعيد جثمانه في وقت سابق من هذا العام أثناء الحرب الأخيرة التي اندلعت بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وفشلت المحاولات السابقة لاستعادة رفات الجنديين من خلال صفقات تبادل الأسرى.
وكان غولدن (23 سنة) عنصراً في وحدة إسرائيلية مكلفة تحديد أنفاق "حماس" وتدميرها عندما قتل في الأول من أغسطس (آب) عام 2014، بعد ساعات فقط من سريان وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة.
وقال الجيش إن فريقه تعرض لإطلاق نار من مسلحين قاموا بقتله واحتجاز جثمانه.
وجاء في منشور للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ على منصة "إكس"، "بعد 11 عاماً طويلة ومؤلمة (...) عاد اليوم اللفتنانت هدار غولدن، بطل إسرائيل، لوطنه".
من جانبها تطرقت المتحدثة باسم الحكومة شوش بدروسيان اليوم إلى ظروف مقتل غولدن، وقالت أمام الصحافيين "خرج الإرهابيون من نفق في رفح وهاجموا جنود الجيش الإسرائيلي".
وأضافت أن "هدار قتل برصاصة خلال هذا الهجوم الذي شنته ’حماس‘، وجر الإرهابيون جثمانه إلى داخل النفق".
أما كاتب العمود في صحيفة "هآرتس" اليسارية عاموس هرئيل، فرأى أن استرجاع جثمان غولدن "بعد تأخير 11 عاماً يحمل دلالة كبيرة"، وأردف أن "ذلك سيغلق فصلاً مؤلماً، ويوجه رسالة مفادها بأن التزام إسرائيل عدم ترك أي جندي خلفها ما زال ثابتاً".
وأدرجت إسرائيل اسم غولدن ضمن قائمة الرهائن الموتى الذين تسعى إلى استعادة رفاتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة.
وفي بداية الهدنة في الـ10 من أكتوبر، كانت "حماس" تحتجز 20 رهينة أحياء و28 جثة لرهائن.
وأفرجت منذ ذلك الحين عن جميع الرهائن الأحياء وأعادت 24 جثماناً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني من سجونها، وأعادت جثث مئات الفلسطينيين لغزة.
ومع تأكيد أن الرفات يعود لغولدن، تبقى أربع جثث لرهائن، ثلاثة إسرائيليين وتايلاندي واحد، من المقرر إعادتها من غزة.
تشييع جندي
واليوم أيضاً، شيعت إسرائيل رفات الجندي إيتاي حن الذي سلم في وقت سابق الأسبوع الماضي.
والجندي حن، إسرائيلي- أميركي، كان يقوم بمهماته العسكرية على الحدود مع قطاع غزة إبان هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وفاته في مارس (آذار) عام 2024، موضحاً أنه قتل خلال المعارك ونقلت جثته إلى غزة.
وضمن كلمة تأبينية بثتها عائلة حن، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "في السابع من أكتوبر 2023، عندما اجتاحت الفوضى والرعب دولة إسرائيل، وقف إيتاي شامخاً مدافعاً عن الآخرين. في تلك اللحظات العصيبة، أظهر إيتاي بطولة تمثل الشجاعة الحقيقية، الاستعداد لمواجهة خطر لا يمكن تصوره كي يعيش الآخرون".
وأسفر هجوم "حماس" عن مقتل 1221 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل 69176 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة التي تعد موثوقة من قبل الأمم المتحدة.
وليس معروفاً عدد المسلحين الإجمالي من بين القتلى، وبحسب الجيش الإسرائيلي قضى منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة أواخر أكتوبر 2023، 479 جندياً إسرائيلياً.
لن يتم نشر جنود أتراك في غز
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان، اليوم الأحد إنه لن يتم نشر جنود أتراك في غزة ضمن قوة متعددة الجنسيات من المفترض أن تحل محل الجيش الإسرائيلي.
ورداً على أحد الأسئلة، أكدت المتحدثة للصحافيين أنه "لن يكون هناك جنود أتراك على الأرض".
وتدعو خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الرامية لإنهاء الحرب التي دامت عامين، إلى تشكيل قوة دولية موقتة لتحقيق الاستقرار تحل تدريجاً محل الجيش الإسرائيلي في غزة لتولي مهام الأمن.
ولم تتأسس هذه القوة بعد، وتدعو دول عديدة إلى منحها تفويضاً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ويتناقض هذا مع ما صرح به السفير الأميركي لدى تركيا توم براك، في مؤتمر أمني في المنامة في وقت سابق من هذا الشهر قائلاً إن تركيا ستشارك في المهمة. وكان تصريحه رداً على سؤال حول اعتراضات إسرائيل على نشر قوات تركية في غزة.
وقال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الشهر الماضي، إن أنقرة يمكن أن تضطلع "بدور بناء"، مضيفاً أن واشنطن لن تفرض في الوقت نفسه أي شيء على إسرائيل عندما يتعلق الأمر بقوات أجنبية "على أراضيها".
يدافعون عن أنفسهم
وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الأحد إن مقاتليها المتحصنين داخل منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة لن يستسلموا لها، داعية الوسطاء إلى إيجاد حل لأزمة تهدد وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر.
وقال مصدران قريبان من جهود الوساطة لـ"رويترز" الخميس الماضي، إن المقاتلين يمكن أن يسلموا أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح يهدف إلى حل الأزمة.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول أمني مصري، إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر، مع تقديم تفاصيل عن الأنفاق هناك حتى يتسنى تدميرها مقابل منحهم خروجاً آمناً.
وحمَّل بيان "كتائب القسام" اليوم إسرائيل مسؤولية الاشتباك مع المقاتلين، الذين قال إنهم يدافعون عن أنفسهم.
وجاء ضمن البيان "يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مقاتلينا في رفح، الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته، وليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس (كتائب القسام) مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الخميس الماضي، إن الصفقة المقترحة المتعلقة بنحو 200 مقاتل ستكون بمثابة اختبار لعملية أوسع نطاقاً لنزع سلاح "حماس" في جميع أنحاء غزة.
ولم تعلق "كتائب القسام" بصورة مباشرة على استمرار المحادثات حول مسألة المقاتلين في رفح، لكنها لمحت إلى أن الأزمة ربما تؤثر في وقف إطلاق النار.
وقالت "إننا نضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم، وعليهم إيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار وعدم تذرع العدو بحجج واهية لخرقه واستغلال ذلك لاستهداف الأبرياء والمدنيين في غزة".
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار خلال الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شهدت منطقة رفح هجومين في الأقل على القوات الإسرائيلية، واتهمت إسرائيل "حماس" بالمسؤولية عنهما، وهو ما نفته الحركة.
وشهدت رفح أسوأ أعمال عنف منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، الذي توصل إليه بوساطة أميركية، إذ قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وهو ما قوبل برد إسرائيلي أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين.
وقالت السلطات الصحية المحلية اليوم إن رجلاً قتل جراء غارة جوية إسرائيلية في بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع. ولم يصدر أي تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
وكان مسلحون بقيادة "حماس" احتجزوا 251 رهينة خلال هجمات السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل وقتلوا 1200 شخص، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية. ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن الهجوم الذي شنته إسرائيل بعدها أسفر عن مقتل أكثر من 69 ألف فلسطيني.