ملخص
قال المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة "بفضل القيادة الشجاعة للرئيس ترمب، ستحقق الولايات المتحدة مجدداً نتائج ملموسة في الأمم المتحدة، بدلاً من نقاشات بلا نهاية"، وأضاف "لقد انتهزت الأطراف هذه الفرصة التاريخية لوضع حد نهائي لعقود من القتل وتحقيق رؤية الرئيس لسلام دائم في الشرق الأوسط".
قال مصدران مطلعان على المحادثات إن مسلحي حركة "حماس" المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة سيسلمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح لحل مشكلة ينظر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ في غزة في الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شهدت منطقة رفح هجومين في الأقل على القوات الإسرائيلية ألقت تل أبيب باللوم فيهما على "حماس"، ونفت الحركة مسؤوليتها عنهما.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول أمني مصري، إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.
وذكر المصدران أن إسرائيل و"حماس" لم تقبلا بعد مقترحات الوسطاء، وأكد مصدر ثالث أن المحادثات في شأن هذه القضية جارية.
ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق على هذه الروايات، كما أحجم المتحدث باسم "حماس" في غزة حازم قاسم عن التعليق.
وتصاعدت الهجمات في رفح لتسجل المنطقة موجة من أسوأ أعمال العنف منذ سريان وقف إطلاق النار، فقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، مما أدى إلى رد إسرائيلي أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين.
وذكر اثنان من المصادر أن مسلحي "حماس" في رفح الذين قال الجناح المسلح للحركة إنه فقد الاتصال بهم منذ مارس (آذار) الماضي، ربما لم يكونوا على علم بوقف إطلاق النار، وأضاف أحدهما أن إخراج المسلحين يصب في مصلحة الحفاظ على الهدنة.
ولم تتحدث المصادر عن عدد مسلحي "حماس" الذين قد يكونون متحصنين في منطقة رفح.
ويعد وقف إطلاق النار الجزء الأول من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة.
وأفرجت الحركة المسلحة عن آخر الرهائن الأحياء وعددهم 20 والذين كانوا ضمن من احتجزتهم "حماس" في هجمات السابع من أكتوبر عام 2023 على جنوب إسرائيل، وفي المقابل تم الإفراج عما يقارب 2000 معتقل فلسطيني وانسحبت القوات الإسرائيلية من مناطق غرب قطاع غزة لا تزال "حماس" تسيطر عليها.
ولم يُتفق بعد على تفاصيل المرحلة التالية من خطة ترمب التي تتطلب من "حماس" نزع سلاحها والتخلي عن السيطرة على غزة.
وتنص الخطة أيضاً على أن تتولى لجنة فلسطينية من التكنوقراط إدارة غزة تحت إشراف دولي، مع نشر قوة دولية في القطاع.
ومنذ بداية وقف إطلاق النار، سلمت "حماس" أيضاً جثث 22 من أصل 28 رهينة متوفين، وقالت إن الدمار الذي لحق بغزة جعل من الصعب العثور على الجثث، فيما تتهم إسرائيل الحركة بالمماطلة.
وسلمت إسرائيل جثث 285 فلسطينياً في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
وأفادت الإحصاءات الإسرائيلية بأن المسلحين بقيادة "حماس" احتجزوا 251 رهينة في هجمات السابع من أكتوبر وقتلوا 1200 آخرين.
ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن الهجوم الإسرائيلي منذ ذلك الحين أسفر عن مقتل ما يقارب 69 ألف فلسطيني، بينهم 241 قضوا منذ سريان وقف إطلاق النار.
منطقة عسكرية مغلقة
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الخميس أنه أمر الجيش بتحويل المنطقة الحدودية بين إسرائيل ومصر إلى منطقة عسكرية مغلقة، في مسعى لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة بواسطة الطائرات المسيرة.
وجاء ضمن بيان صادر عن كاتس نشر على حسابه عبر تطبيق "تيليغرام"، "وجهت جيش الدفاع الإسرائيلي لتحويل المنطقة المتاخمة للحدود بين إسرائيل ومصر إلى منطقة عسكرية مغلقة وتعديل قواعد الاشتباك تبعاً لذلك، من أجل التصدي لتهديد الطائرات المسيرة الذي يعرض أمن الدولة للخطر".
وأضاف أن "تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيرة هو جزء من الحرب في غزة، ويهدف إلى تسليح أعدائنا، ويجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإيقافه".
رفات تنزاني
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس أن رفات الرهينة التي تسلمتها السلطات مساء أمس الأربعاء تعود إلى طالب تنزاني قتل خلال هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ونقلت جثته إلى قطاع غزة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو "بعد استكمال إجراءات التعرّف في المعهد الوطني للطب الشرعي... أبلغ ممثلو الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية عائلة المختطف القتيل جوشوا لويتو موليل... بأن جثمان ابنهم أُعيد إلى إسرائيل واستكملت عملية التعرّف إليه".
وكانت حركة "حماس" تحتجز 48 رهينة في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة تمّ الإفراج عنهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الـ10 من أكتوبر، بعد عامين من حرب مدمّرة.
وتأخر تسليم الجثث بسبب صعوبات في العثور عليها، بحسب ما تقول "حماس" التي ذكرت أن معالم القطاع تغيّرت بسبب القصف الإسرائيلي، وأنها لا تملك المعدات اللازمة للبحث عن الجثث.
وسمحت إسرائيل لفريق مصري مجهّز بآليات وخبراء للمساعدة في عمليات البحث.
وسلّمت "حماس" 22 جثة حتى الآن، تعود جثث 19 منها لإسرائيليين، إضافة إلى ثلاث لأجانب من تايلاند ونيبال وتنزانيا، فيما تبقى ست جثث محتجزة.
وفي بيان منفصل، أكد الجيش الإسرائيلي التعرّف إلى هويّة موليل.
وقال منتدى عائلات الرهائن في بيان "على رغم الحزن... فإن استعادة جثمان جوشوا تحمل بعض العزاء للعائلة التي عاشت لأكثر من عامين في حال من القلق وانعدام اليقين".
بعد إتمام دراسته في كلية بموروجورو شرق تنزانيا، سافر موليل (21 سنة) في سبتمبر (أيلول) 2023 إلى إسرائيل، لإجراء تدريب عملي في مجال الزراعة الحديثة في إطار برنامج الشراكة بين البلدين.
وأعلنت الحكومة التنزانية في ديسمبر (كانون الأول) 2023 أن موليل قُتل في هجوم السابع من أكتوبر ونُقلت جثته إلى غزة.
وقال والده، لويتو موليل، لوكالة الصحافة الفرنسية في أكتوبر 2023 إن ابنه كان يعيش في كيبوتس ناحَل عوز، وهي قرية زراعية تقع قرب الحدود مع قطاع غزة، وكان الأكبر بين خمسة أبناء، ووصفه والده بأنه "مهذب ومطيع وجاد في عمله".
وخُطف إبان هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل 251 شخصاً، أُفرج عن معظمهم أو أُنقذوا أو استُعيدت جثامينهم قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
مشروع قرار لدعم خطة ترمب
قدمت الولايات المتحدة أمس الأربعاء لدول شريكة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى دعم خطة دونالد ترمب للسلام في قطاع غزة، وفق ما أفادت به البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم البعثة في بيان إن السفير الأميركي مايك والتز جمع أمس الأربعاء الأعضاء الـ10 المنتخبين في مجلس الأمن، إلى جانب عدد من الشركاء الإقليميين (مصر والسعودية وقطر والإمارات وتركيا)، مشيراً إلى أن ذلك يظهر "الدعم الإقليمي" للنص.
وأضاف أن مشروع القرار الذي لم يحدد موعد التصويت عليه بعد، "يرحب بمجلس السلام" الذي سيترأسه دونالد ترمب للإشراف على الحكومة الانتقالية في غزة، و"يفوض قوة الاستقرار الدولية الموضحة في خطة الرئيس ترمب للسلام المؤلفة من 20 نقطة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن دول عدة أعربت عن استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار هذه، بما فيها إندونيسيا، لكنها تصر على الحصول على تفويض من مجلس الأمن لنشر قوات في القطاع الفلسطيني.
وقال المتحدث الأميركي "بفضل القيادة الشجاعة للرئيس ترمب، ستحقق الولايات المتحدة مجدداً نتائج ملموسة في الأمم المتحدة، بدلاً من نقاشات بلا نهاية"، وأضاف "لقد انتهزت الأطراف هذه الفرصة التاريخية لوضع حد نهائي لعقود من القتل، وتحقيق رؤية الرئيس لسلام دائم في الشرق الأوسط".
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال زيارة لإسرائيل في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إنه متفائل في شأن نشر قوة دولية في غزة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى إلى الحصول على تفويض من الأمم المتحدة.
وجرى التطرق إلى هذه القوة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الـ10 من أكتوبر بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعد عامين من الحرب المدمرة التي اندلعت عقب الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.