Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نائب رئيس الأركان الإيراني الجديد مطلوب دوليا

يعد أحد المتهمين الرئيسين في قضية تفجير مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1994

أحمد وحيدي (مواقع التواصل)

ملخص

يرى محللون عسكريون وسياسيون أن تعيين وحيدي نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لا يعد مجرد تغيير إداري وحسب، بل خطوة إستراتيجية من قبل المرشد علي خامنئي للاستعداد لسيناريوهات محتملة، بما في ذلك مواجهة عسكرية قادمة.

عين وزير الداخلية الإيراني السابق، أحد قادة فيلق القدس في الحرس الثوري، المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي، أحمد وحيدي، نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في النظام الإيراني.

وعلى رغم أن المؤسسات الرسمية لم تعلن الخبر بعد بصورة رسمية، فقد أفادت وسائل إعلام محلية عدة صباح أمس الخميس، بأن وحيدي يتولى الآن منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ووصف موقع "نور نيوز" المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي، وحيدي بأنه نائب القائد العام للقوات المسلحة لشؤون قوى الأمن الداخلي.  

وكان محمد رضا قرائي آشتیاني يشغل هذا المنصب قبل التغيير الأخير. وفي يوليو (تموز) الماضي، وبعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل وأسفرت عن مقتل عدد كبير من كبار قادة الحرس الثوري، تم تعيين قائد مقر "خاتم الأنبياء" المركزي، علي عبداللهي، في هذا المنصب أيضاً من دون إعلان رسمي، ولم تنشر الأخبار المتعلقة بتعيينه إلا بعد أشهر عدة، ويرى مراقبون أن هذا التكتم يعكس مخاوف السلطات الإيرانية من تكرار الهجمات الإسرائيلية واستهداف القادة الجدد.

شخصيات عسكرية مخضرمة

يعد أحمد وحيدي من أبرز الشخصيات العسكرية المخضرمة في النظام الإيراني، فقد كان من أوائل الأعضاء الذين التحقوا بالحرس الثوري بعد ثورة عام 1979، وتولى في ثمانينيات القرن الماضي مناصب رفيعة في مجالي الاستخبارات والعمليات داخل الحرس. ومع تأسيس فيلق القدس في أواخر الحرب الإيرانية - العراقية، أصبح وحيدي أول قائد لهذه القوة العسكرية العابرة للحدود، وظل في منصبه حتى منتصف التسعينيات، حين خلفه قاسم سليماني.

تولى وحيدي منصب وزير الدفاع في حكومة محمود أحمدي نجاد، إذ أدى دوراً محورياً في تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية وتعزيز التعاون العسكري مع سوريا و"حزب الله" اللبناني. وفي الأعوام الأخيرة كان من أقرب المستشارين العسكريين للمرشد علي خامنئي، كذلك شغل منصب وزير الداخلية في حكومة إبراهيم رئيسي، وهو الدور الذي أتاح له الإشراف المباشر على قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عقب مقتل مهسا أميني عام 2022.

متورط في التفجيرات والاغتيالات الدولية

لا يقتصر سجل أحمد وحيدي على دوره في البنية السياسية والعسكرية للنظام الإيراني، إذ يعد أحد المتهمين الرئيسين في قضية تفجير مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين (أميا) عام 1994، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين. وقد حملت السلطات الأرجنتينية وأجهزة الأمن الدولية وحيدي مسؤولية كونه أحد المخططين الرئيسين لهذه العملية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأصدرت الشرطة الدولية (الإنتربول) منذ أعوام "نشرة حمراء" في حقه، تطالب باعتقاله في أي مكان من العالم. وفي أغسطس (آب) 2021، عندما رشح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أحمد وحيدي لتولي وزارة الداخلية ضمن تشكيل حكومته، دانت الأرجنتين هذا القرار بشدة، فيما وصفته إسرائيل بأنه اختيار مخزٍ، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة تعيين مجرم مطلوب دولياً في الحكومة الإيرانية.

وفي مايو (أيار) 2024 أعلنت وزارة الخارجية الأرجنتينية أنها طلبت من الإنتربول اعتقال أحمد وحيدي خلال زيارته الرسمية إلى باكستان وسريلانكا. وجاء في بيان الوزارة آنذاك أن "أحمد وحيدي عضو في وفد رسمي من طهران يزور باكستان وسريلانكا، في حين أن الإنتربول أصدر في حقه إشعاراً أحمر للقبض عليه"، كذلك دعت الأرجنتين حكومتي البلدين إلى التعاون في تنفيذ مذكرة التوقيف.

وجاء هذا الطلب بعد أسابيع قليلة من حكم أصدرته محكمة في بوينس آيرس في أبريل (نيسان) من العام نفسه، اعتبرت فيه النظام الإيراني "نظاماً إرهابياً" والمسؤول المباشر عن تفجيري عامي 1992 و1994 اللذين استهدفا السفارة الإسرائيلية ومركز الجالية اليهودية "أميا" في العاصمة الأرجنتينية.

وخلال تلك الفترة، كان وحيدي يشغل منصب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتشير تحقيقات النيابة العامة الأرجنتينية إلى أن العملية نفذت بالتعاون مع "حزب الله" اللبناني وبأوامر مباشرة من طهران. وعلى رغم نفي السلطات الإيرانية أي ضلوع في تلك الهجمات، فلا يزال اسم أحمد وحيدي يرد في الوثائق الدولية ووسائل الإعلام الغربية كأحد المتهمين الرئيسين في القضية.

خطوة إستراتيجية من قبل خامنئي

يرى محللون عسكريون وسياسيون أن تعيين وحيدي نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لا يعد مجرد تغيير إداري وحسب، بل خطوة إستراتيجية من قبل المرشد علي خامنئي للاستعداد لسيناريوهات محتملة، بما في ذلك مواجهة عسكرية قادمة. ومع تزايد التقارير عن احتمال شن إسرائيل هجمات جديدة على المنشآت العسكرية الإيرانية وتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، يبدو أن خامنئي يسعى إلى إعادة هيكلة القيادة العليا للقوات المسلحة تحسباً لأي أزمة.

ويأتي هذا التغيير في ظل مقتل رئيس الأركان السابق، محمد باقري، في اللحظات الأولى من الحرب التي استمرت 12 يوماً، مما أثار مخاوف من احتمال استهداف خلفه، عبدالرحيم موسوي، الذي تولى المنصب بعده.

وتشير التقديرات إلى أن هذا الاحتمال كان من أبرز الأسباب وراء تعيين أحمد وحيدي نائباً لرئيس هيئة الأركان، بحيث يتولى القيادة فوراً في حال مقتل موسوي، باعتباره شخصية ذات خبرة ميدانية واسعة، وخلفية أمنية قوية، وولاء مطلق للمرشد الإيراني.

المزيد من تقارير