ملخص
توجد الغالبية العظمى من الأموال الروسية في مؤسسة الإيداع الدولية "يوروكلير"، ومقرها بلجيكا، التي تشكك في الخطة خشية أن تفتح الباب أمام تحديات قانونية قد تكون كلفتها باهظة.
يجتمع حلفاء أوكرانيا الجمعة حول رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن لبحث تسليم كييف أسلحة بعيدة المدى، بعد قيام الاتحاد الأوروبي بخطوة أولى باتجاه استخدام الأصول الروسية المجمدة.
وسيحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماع "تحالف الدول الراغبة" في تقديم ضمانات أمنية لكييف المقرر عقده بعد الظهر في لندن.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان أن ستارمر الذي يترأس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التجمع المؤلف من 26 بلداً معظمها أوروبية، سيدعو إلى "وضع أوكرانيا في أقوى موقع ممكن مع اقتراب الشتاء".
وسيدعو ستارمر بالتالي إلى تكثيف إمدادات "الأسلحة البعيدة المدى لكييف" لتعزيز موقعها في القتال.
وتنتج أوكرانيا بعض الصواريخ البعيدة المدى من طراز "فلامينغو" و"نبتون"، وتتلقى من الأوروبيين صواريخ من طراز "سكالب" الفرنسية و"ستورم شادو" البريطانية، إنما بكميات ضئيلة.
وهي طالبت بصواريخ "توروس" ألمانية من دون الحصول عليها، كذلك يرفض الأميركيون حتى الآن تسليمها صواريخ "توماهوك" كان زيلينسكي يأمل بالحصول عليها، مع تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن هذه الإمدادات ستشكل "تصعيداً جديداً".
ومن أجل تمويل الإمدادات لأوكرانيا، يعتزم ستارمر دعوة شركائه إلى "إنجاز العمل" بالنسبة إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة، على ما أوضح مكتبه.
وزيرة الاقتصاد الألمانية في كييف
في الموازاة وصلت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايشه إلى كييف اليوم الجمعة، مما يسلط الضوء على جهود برلين في مساعدة أوكرانيا على إصلاح بنيتها التحتية للطاقة بعد الهجمات التي شنتها روسيا في الآونة الأخيرة وألحقت أضراراً بالغة بشبكة الكهرباء.
وقالت رايشه من كييف حيث وصلت مع وفد من رجال الأعمال، "تواجه أوكرانيا رابع شتاء لها في الحرب، وتكثف روسيا حالياً هجماتها على إمدادات الطاقة في أوكرانيا، مما يهدد بشكل كبير توفير الكهرباء والتدفئة في فصل الشتاء". ولفتت رايشه إلى أن هناك حاجة إلى مساعدة عاجلة لإعادة الإعمار وحماية إمدادات الطاقة، وتعهدت باستكشاف كيف ستقدم ألمانيا دعماً ملموساً وأفضل في هذا المجال.
وإلى جانب الحفاظ على البنية التحتية للطاقة وإعادة بنائها في أوكرانيا، ستركز رايشه خلال الزيارة على توسيع التعاون الدفاعي الألماني- الأوكراني.
وقالت الوزيرة "السياسة الأمنية هي دائماً سياسة اقتصادية أيضاً". وأضافت أنها تهدف إلى التقريب بين شركات الدفاع الألمانية والأوكرانية.
غارات أوكرانية على إحدى ضواحي موسكو
ميدانياً، أصيب خمسة أشخاص بجروح من بينهم طفل في غارات ليلية شنتها طائرات مسيرة أوكرانية على مبنى سكني في كراسنوغورسك في ضاحية موسكو، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية الجمعة.
وقال المسؤول المحلي دميتري فولكوف على "تيليغرام"، "ضربت مسيّرة معادية ليلاً مبنى سكنياً"، محدداً أن الهجوم استهدف الطابق الرابع عشر. وأضاف، "أصيب خمسة أشخاص بجروح" من بينهم طفل.
وقال حاكم موسكو أندري فوروبيوف إن إحدى المسيرات "دخلت شقّة في الطابق الرابع عشر"، ونشر صورة لزجاج محطم وجدران مصدعة وأثاث محطم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إنها أسقطت 111 مسيّرة أوكرانية ليلاً.
لقاء ترمب - بوتين
من جهة أخرى قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الخميس، إن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستبعداً تماماً.
وأضافت في مؤتمر صحافي "أعتقد أن الرئيس والإدارة بأكملها يأملان في أن يتكرر ذلك يوماً ما، لكننا نريد التأكد من أن هذا الاجتماع سيسفر عن نتيجة إيجابية ملموسة"، وقال البيت الأبيض إن ترمب لم ير فعلاً كافياً من روسيا في شأن السلام.
وأعلن ترمب الأربعاء أنه ألغى اجتماعاً كان مقرراً مع بوتين، بسبب عدم إحراز تقدم في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
استخدام الأصول الروسية
وطلب قادة دول الاتحاد الأوروبي الخميس من المفوضية استكشاف سبل تمويل أوكرانيا للعامين المقبلين، تاركين الباب مفتوحاً أمام منح كييف قرضاً ضخماً ممولاً من أصول روسية مجمدة، وفقاً لما صرح به دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي بيان ختامي تم اعتماده بعد قمة أوروبية في بروكسل، امتنع قادة التكتل عن إعطاء الضوء الأخضر لمقترح "قرض التعويضات" البالغ 140 مليار يورو لصالح أوكرانيا، مما أدى إلى إرجاء اتخاذ قرار بهذا الشأن إلى ديسمبر (كانون الأول).
لكن عدداً من الدبلوماسيين اعتبروا أن النص يعد خطوة نحو اتفاق محتمل، على رغم أنه كان لا بد من تخفيفه في مواجهة اعتراضات قوية من بلجيكا، حيث توجد معظم أموال البنك المركزي الروسي، وأكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن التكتل "أوصل رسالة مهمة".
وكتب كوستا على منصة إكس "الاتحاد الأوروبي ملتزم بتلبية الاحتياجات المالية الملحة لأوكرانيا خلال العامين المقبلين، بما في ذلك دعم جهودها العسكرية والدفاعية"، مضيفاً "يجب على روسيا أن توقف الحرب على الفور".
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس بتأكيد قادة الاتحاد الأوروبي مواصلتهم تقديم المساعدات المالية لأوكرانيا، مضيفاً في منشور على منصة "إكس" أن قمة بروكسل أسفرت عن "نتائج جيدة".
وتابع "حصلنا على دعم سياسي في ما يتعلق بالأصول الروسية المجمدة واستخدامها إلى أقصى حد للدفاع ضد العدوان الروسي، المفوضية الأوروبية ستعمل على وضع جميع التفاصيل اللازمة".
صياغة "غامضة بعض الشيء"
قام الاتحاد الأوروبي بتجميد نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي بعد هجوم موسكو على أوكرانيا عام 2022، وطرحت المفوضية الأوروبية خطة قروض معقدة تقول إنها قد توفر 140 مليار يورو لكييف على مدى السنوات القليلة المقبلة، من دون مصادرة الأصول الروسية بصورة مباشرة.
وتوجد الغالبية العظمى من الأموال الروسية في مؤسسة الإيداع الدولية "يوروكلير"، ومقرها بلجيكا، التي تشكك في الخطة خشية أن تفتح الباب أمام تحديات قانونية قد تكون كلفتها باهظة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وركزت محادثات بروكسل إلى حد كبير على معالجة تلك المخاوف، وكرر رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر مطالبه بالحصول على ضمانات من جميع دول الاتحاد الأوروبي بتقاسم الأخطار في حال رفعت روسيا دعوى قضائية، محذراً من أنه من دون هذه الضمانات "سيفعل كل ما بوسعه" لمنع الخطة.
وبعكس التوقعات، فإن البيان الختامي للقمة الذي اعتمدته جميع الدول الأعضاء، باستثناء المجر التي ينظر إليها على أنها حليفة لروسيا ضمن التكتل المكون من 27 دولة، لم يأت على ذكر القرض بصورة مباشرة.
وبدلاً من ذلك، دعا قادة الاتحاد الأوروبي المفوضية إلى "تقديم خيارات للدعم المالي في أقرب وقت ممكن"، وجاء في النص "وفقاً لقانون الاتحاد الأوروبي، ينبغي أن تظل أصول روسيا مجمدة حتى توقف حربها العدوانية ضد أوكرانيا وتعوضها عن الأضرار الناجمة عنها".
وعلى رغم ذلك، وصف دبلوماسي أوروبي الخطوة بأنها "نجاح كبير"، وأشار إلى أنه حتى لو كانت الصياغة "غامضة بعض الشيء"، إلا أن جوهرها لم يتغير، إذ طلب من المفوضية الأوروبية طرح مقترحات مفصلة بهذا الشأن.
وأضاف دبلوماسي آخر أن صيغة التسوية لا تعطي قراراً فاصلاً في هذه المسألة الحساسة المتمثلة باستخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا، ولكنها أيضاً "لا تتعجل".
وجاء هذا التطور بعد أن عزز الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقف كييف بفرض عقوبات على موسكو استهدفت شركتي النفط الروسيتين العملاقتين "روسنفت" و"لوك أويل"، وهي أول عقوبات كبيرة تفرضها إدارته على روسيا منذ عودته للسلطة.
وقلل الكرملين الخميس من شأن هذه العقوبات على رغم إقراره بأنها "جدية"، لكنه أكد أن تأثيرها لن يكون "كبيراً" في اقتصاد موسكو، وفي المقابل اعتبر زيلينسكي أن العقوبات "رسالة قوية وضرورية تؤكد أن العدوان لن يبقى من دون رد".
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أن العقوبات الأميركية تشكل "نقطة تحول حقيقية"، ومن شأنها أن توجه "ضربة هائلة" لتمويل المجهود الحربي الروسي.