Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا وجد أهل غزة العائدون لمدينتهم؟

يحاولون نصب خيمهم على أنقاض منازلهم ويقولون "من لم يمت بالقصف سيموت بجلطة قلبية من القهر"

تُظهر صورة جوية منطقة أبراج المقوسي، التي تضررت بشدة جراء القصف الإسرائيلي المكثف على مدار العامين الماضيين، شمال غرب مدينة غزة، 15 أكتوبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

في حي النصر المجاور، وجد حسام ماجد منزل عائلته قد سوي بالأرض بعد عودته للمدينة فور إعلان اتفاق وقف إطلاق النار. ويقول الشاب البالغ 31 سنة "كدت أفقد وعيي حين رأيت البيت، لم يمر شهر على نزوحنا منه إلى الجنوب، كان يضم عشرات النازحين، هربنا حين اقتربت الدبابات".

لم يجد الفلسطينيون العائدون لمدينة غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار سوى الركام، واضطر كثرٌ منهم إلى نصب خيمهم على أنقاض منازلهم المدمرة، في مدينة أخفى القصف الإسرائيلي معالم أجزاء واسعة منها.

وتقول أم رامي لبد (46 سنة) "الحياة صعبة جداً، لا أعرف كم سنصمد، لا يمكنني التوقف عن التفكير"، معربة عن أملها بأن يسمح لسكان القطاع المدمر بإدخال "خيم في الأقل".

وعادت أم رامي لحي الكرامة في شمال غربي المدينة بعد نزوحها مع العائلة إلى منطقة المواصي في جنوب قطاع غزة، بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" قبل أيام، بعد حرب دامية استمرت عامين.

وعلى غرار أم رامي وعائلتها، عاد عشرات الآلاف لمناطقهم خلال الأيام الماضية، إلا أن مظاهر الحياة ما زالت معدومة في هذه المدينة الساحلية المنكوبة التي دمرت بنيتها التحتية بالكامل.

جمعت رامي مع أطفالها ما بقي من خشب أثاثهم وبعض الملابس وأسطوانة لتعبئة الغاز، وما أمكن جمعه بين ركام ما كان في الأعوام الماضية بيتها وبيت عائلتها.

وتقول "بقينا نجمع الأغراض حتى حل الظلام، نجمع كل شيء، أي شيء نجده سنستفيد منه، سنبيع ما جمعناه من البلاستيك وسنستخدم الخشب للطبخ أو لعمل مرحاض".

أما في شمال غربي المدينة حيث كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، فتبدو الطرق خالية محاطة على الجانبين بأبنية متضررة أو مدمرة تماماً.

وتروي أم رامي "كنت أنظر نحو الشرق ولا أشاهد شيئاً على امتداد البصر، كنت مذهولة، المناطق ممسوحة تماماً، لا توجد مبانٍ في منطقة النفق، وحي الشيخ رضوان مقلوب رأساً على عقب".

وتردف "كاد قلبي أن يتوقف حين رأيت البيت، نزحنا إلى الجنوب بداية الحرب وعدنا للعيش في منزلنا على رغم أنه كان مدمراً جزئياً، لم نغادره إلا حين سقطت القذائف على المبنى المجاور"، وتضيف بحسرة "الأمل الوحيد الذي كان باقياً لنا دمروه بالكامل".

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حي النصر المجاور، وجد حسام ماجد منزل عائلته قد سوي بالأرض بعد عودته للمدينة فور إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.

ويقول الشاب البالغ 31 سنة "كدت أفقد وعيي حين رأيت البيت، لم يمر شهر على نزوحنا منه إلى الجنوب، كان يضم عشرات النازحين، هربنا حين اقتربت الدبابات".

وأصبح المبنى المكون من طوابق عدة كومة من الركام، لكن ماجد نجح في جمع بعض المقتنيات، من بينها برميل مياه كبير وقطع أثاث.

ويقول "نقوم بحراسة المكان، اللصوص يسرقون كل شيء، وقد ينصب أحدهم خيمة أمام المنزل فلا نتمكن حتى من العيش على ركام بيتنا".

لم تعد عائلته من جنوب غزة بعد، بل عاد هو "لتجهيز المكان ونصب خيمة لاستقبالها"، لكنه يضيف أن "الوضع صعب هنا، لا حياة في المدينة بعد، حتى الطعام أغلى هنا من الجنوب لأنه غير متوافر، ولا كهرباء ولا ماء ولا إنترنت".

ويضطر حسام ماجد وآخرون إلى المشي كيلومترين ونصف كيلومتر لملء عبوات الماء.

وعلى غرار آلاف العائدين، لم يجد أحمد صبيح "أثراً لمنزل أو سقف أو أي شيء"، ويقول فيما يتأهب لتجهيز خيمة وحمام "من لم يمت بالقصف سيموت بجلطة قلبية من القهر".

ويروي مصطفى محرم الذي وجد أيضاً منزل عائلته المكون من ثلاثة طوابق مدمراً في غزة، أنه نصب خيمة لعائلته إلى جوار منزلهم المدمر، مردفاً أن "ليست هناك مياه للشرب، ولا حتى مياه مالحة، فلا يوجد شيء من مقومات الحياة الأساسية هنا. ضاع كل شي. تحول كل شيء إلى رماد، لا يمكن العيش هنا".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات