Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصير رفات الرهائن... "حماس" تبرر وإسرائيل لا تصدق

يهدد ملف عدم تسليمهم بعودة القتال وفرض قيود صارمة ضد السكان

ملخص

علمت "اندبندنت عربية" أن فريقاً تركياً يضم 80 فنياً وصل إلى غزة لتنسيق عمليات البحث تحت الأنقاض، وكان مزوداً بقدرات متقدمة للتعامل مع الأخطار الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

تواجه "حماس" صعوبة بالغة في تحديد أماكن الجثامين بسبب الركام والدمار، وعدم امتلاكها معدات ثقيلة تساعد في إزالة الأنقاض لاستخراج الرفات.

منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة، أعادت حركة "حماس" تسعة جثامين لرهائن إسرائيليين قتلوا في الحرب، وفشل الفصيل الفلسطيني في تسليم كل الجثث التي بحوزته، وهذا ما يهدد استقرار القطاع وينذر بعودة الحرب مرة أخرى إلى المدينة المدمرة، وفقاً للتهديدات التي لم تتوقف.

تنص النقطة الرابعة من خطة "ترمب للسلام والازدهار" على أنه "في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني لهذا الاتفاق، ستتم إعادة جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات"، وبالفعل أوفت "حماس" في إطلاق سراح المحتجزين الذين نجوا من القتال وعددهم 20، ولكن لم تتمكن من تسليم جميع الجثامين وما زال هناك 19 رفات مفقودة في أحياء غزة المدمرة.

مماطلة

عدم نقل توابيت الجثث إلى معهد الوطني للطب الشرعي الإسرائيلي لفحص هويتها، أغضب إسرائيل كثيراً، وعدت أن "حماس" تماطل في تسليم الرفات لكسب وقت إضافي يمكنها من إحكام قبضتها الأمنية على غزة، وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكوى للوسطاء من تلكؤ الحركة في تنفيذ التزاماتها من الاتفاق.

تنفي "حماس" ممارستها أية مماطلة، ويقول متحدثها حازم قاسم "نتابع تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في موضوع تسليم جثامين الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى ’القسام‘، ضمن الالتزام باتفاق وقف الحرب على قطاع غزة، لكن هناك صعوبات في العثور على الرفات بين الأنقاض بعد عامين من الحرب".

تعد "حماس" أنها أوفت بالجزء المتعلق بها من الاتفاق، وأعادت جميع المحتجزين الأحياء والأموات الذين بحوزتها، أما بقية الجثامين فقد اختفى أثرها، وتواجه صعوبة بالغة في تحديد أماكنها بسبب الركام والدمار، وعدم امتلاكها معدات ثقيلة تساعد في إزالة الأنقاض لاستخراج الرفات.

عودة القتال

رفضت إسرائيل تبريرات "حماس"، وأكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أن الحركة لا تزال قادرة على إعادة مزيد من جثث المحتجزين الإسرائيليين خلال الوقت الراهن، وطالبها ببذل كل الجهود المطلوبة لإعادة جميع المختطفين، وإلا...

ما بعد كلمة وإلا، ليس كما قبلها، فإسرائيل تملك خيارات كثيرة للضغط على "حماس"، أولها عودة الحرب بطريقة أشد ضراوة وأكثر عنفاً، وبالفعل انطلقت التهديدات في هذا الشأن.

يقول وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "إذا لم تحترم ’حماس‘ شروط وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة فنحن جاهزون لاستئناف القتال، وجهت الجيش بإعداد خطة شاملة لهزيمة ’حماس‘، إذا تجددت الحرب".

أيضاً الرئيس الأميركي الذي بدا متناقضاً هدد "حماس" بعودة الحرب، إذ قال "سننظر في السماح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا رفضت حركة ’حماس‘ الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، القوات الإسرائيلية قد تعود إلى الشوارع بمجرد أن أقول الكلمة".

لكنه تدارك الأمر بسرعة، وأضاف "إنهم يواجهون صعوبة في تحديد أماكن الجثث ونحن نوفر لهم معلومات استخباراتية، ’حماس‘ تنقب بحثاً عن هذه الرفات، هم يجدون كثيراً من الجثث، إسرائيل قتلت ما يقارب 70 ألفاً منهم، هناك رفات مدفونة على أعماق كبيرة في الأنفاق".

عقوبات على غزة

بسرعة تدخل الوسطاء، وأقروا والولايات المتحدة بأن مهمة العثور على جثث الرهائن صعبة نظراً إلى الدمار الذي ألحقته الحرب، مما يعني أن هناك حاجة إلى معدات متخصصة لإخراج الرفات، وأكدوا لإسرائيل أن "حماس" تعتزم احترام تعهدها.

وضعت تل أبيب خيار استئناف القتال في درج نتنياهو ولجأت إلى العقوبات، فقد أوصت المؤسسة الأمنية بعدم فتح معبر رفح وتقليص المساعدات عن غزة، وهذه الخطوات أعجبت نتنياهو أكثر من العودة لاستخدام السلاح.

منعت إسرائيل فتح معبر رفح وقيدت دخول المعونات، وعلى رغم تراجعها عن هذا القرار، فإن المعلومات الواردة لـ"اندبندنت عربية" تؤكد أن تل أبيب أبقت قرار تقليص العمل باتفاق وقف إطلاق النار، ولكنها سمحت بإدخال كميات قليلة من البضائع والسلع إلى غزة، وشنت هجمات متفرقة على القطاع، وربطت ذلك بتسليم جميع جثامين الرهائن.

فجرت واشنطن مفاجأة غير متوقعة ولا معهودة، عندما كشفت عن أن إسرائيل زودت "حماس" بنقاط محددة يرجح أن تكون أماكن دفن جثث قتلاها داخل قطاع غزة، وهذا ما كشف عن إمكانية معرفة تل أبيب أماكن الرهائن ودفنهم، وكذلك عن وجود خط تواصل بين الخصمين.

فرق دولية لمساعدة "حماس"

بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فالعمل جار على إنشاء برنامج مكافآت للمساعدة في العثور على جثث الرهائن، أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد ذكرت أن فرقاً مصرية وتركية ستعمل في غزة للبحث عن جثث المحتجزين.

أكد البيت الأبيض أن دولاً داخل المنطقة عرضت المساعدة في تحديد مكان الرفات، بما فيها تركيا التي عرضت فريقاً من خبراء انتشال الجثث ذوي الخبرة في تحديد أماكن الرفات التي خلفتها الزلازل.

وعلمت "اندبندنت عربية" أن فريقاً تركياً يضم 80 فنياً وصل إلى غزة لتنسيق عمليات البحث تحت الأنقاض، وكان مزوداً بقدرات متقدمة للتعامل مع الأخطار الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

أطنان الركام عائق

لكن على رغم كل هذه الجهود، هل فعلاً اختفت جثث الرهائن في غزة؟

يقول رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة "ينتشر في القطاع نحو 55 مليون طن من الركام، تعطيل الاتفاق سيزيد من معاناة الغزيين ويصعب فرص العثور على الجثث، يجب فهم أن 85 في المئة من المباني مدمرة بواقع 450 ألف وحدة سكنية، لقد ألقت تل أبيب نحو 100 ألف طن من المتفجرات على غزة محدودة المساحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "أيضاً يجب فهم أن عملية إزالة الركام إذا توافرت المعدات من دون قيود، ستستغرق نحو 21 عاماً كاملة، غزة تعيش المأساة ومهمة صعبة عليها للالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار".

على الغالب جميع رفات الرهائن مفقودة تحت الأنقاض وهذا ما تؤكده "حماس" ولا ينفيه الوسطاء، ويشكل حجم الدمار عائقاً في الوصول إلى الجثامين وعدم توافر المعدات يصعب المهمة كثيراً.

بعضهم تبخر وآخرون في أماكن سيطرة الجيش

يقول الباحث العسكري محمد حسنين "لا أعتقد أن هناك مؤشرات لنية ’حماس‘ التسويف بما يؤدي لعودة الحرب، وإنما هناك حرص على إغلاق ملف القتال للأبد، لذلك فإن ’حماس‘ صادقة في حديثها عن عجزها عن الوصول إلى الجثامين".

ويضيف "كانت ’حماس‘ تحتجز الجثامين داخل جميع أنحاء القطاع، ربما عدد منهم مدفون في مناطق خلف الخط الأصفر، أي في مناطق ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها، وهذا يعني أنه حتى مع توافر المعدات والفرق الفنية قد يكون من الصعب استخراج جميع الرفات".

ويضيف "بعض الرهائن قتلوا جراء انفجارات عنيفة كان الجيش الإسرائيلي يشنها على قطاع غزة باستخدام قنابل ذات قدرة تدميرية هائلة، وسمعنا في الحرب عن تبخر الجثث من قوة الغارات، لذلك قد تكون بين الجثامين التي تبخرت رفات لرهائن إسرائيليين".

ويوضح حسنين أن في غزة 10 آلاف مفقود، من المؤكد أن بينهم بعضاً من الرهائن، مشيراً إلى أن الجيش قتل عدداً من عناصر ’حماس‘ الذين يحمون المحتجزين، ولهذا فقدت الحركة الاتصال بهم وضيعت أماكن دفنهم ومن الصعب العثور عليهم.

وبحسب الباحث العسكري، لن تتمكن "حماس" حتى إذا انسحب الجيش من غزة وجرى توفير المعدات اللازمة لهم من إعادة جميع الجثث، فهذه المهمة قد تستغرق أعواماً طويلة ونبش تربة غزة شبراً شبراً، وعلى إسرائيل أن تفهم ذلك ولا تضع العصا في الدواليب إذا كانت معنية بإنهاء الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات