Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقطاع الكهرباء في مناطق أوكرانية بعد ضربات روسية

الأمم المتحدة تدين هجوماً لموسكو على قافلة مساعدات في خيرسون وترمب يجدد التعبير عن خيبة أمله حيال بوتين

غرقت مناطق أوكرانية واسعة في ظلام جراء ضربات روسية عنيفة (رويترز)

 

ملخص

نددت الأمم المتحدة بهجوم روسي بطائرات مسيّرة استهدف قافلة مساعدات في خيرسون، معتبرة أنه قد يرقى إلى جريمة حرب. وأكدت كييف أن الهجوم كان متعمداً ولم يسفر عن ضحايا. في المقابل، رحب الكرملين برغبة ترمب في التركيز على تسوية سلمية لأوكرانيا، معبراً عن انفتاحه على الحوار.

أعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية "أوكرينيرغو" اليوم الثلاثاء قطع التيار الكهربائي عن ثماني مناطق في الأقل، بسبب الأضرار التي لحقت بمنشآت الطاقة والناجمة عن الغارات الروسية الأخيرة.

وذكرت الشركة على "تيليغرام" أنه "نظراً للوضع الصعب في منظومة الطاقة الناجم عن الهجمات الروسية السابقة، فقد جرى قطع التيار الكهربائي على نحو طارئ".

وطاولت الانقطاعات مناطق سومي في الشمال الأوكراني وخاركيف في الشمال الشرقي وبولتافا ودنيبروبيتروفسك وسط البلاد، إضافة إلى انقطاعات وجيزة في كيروفوغراد، وتشيركاسي في الوسط أيضاً، وزابوريجيا جنوباً والعاصمة كييف.

وفي وقت لاحق أعلنت شركة "دي تي إي كيه"، أكبر شركة خاصة في القطاع، عبر "تيليغرام" إلغاء قطع للتيار الكهربائي كان مقرراً في كييف.

وصعّدت روسيا ضرباتها على شبكات الكهرباء والسكك الحديد في أوكرانيا قبل أسابيع مع قرب حلول الشتاء، مع مخاوف من استمرار الهجمات، كما في الأعوام السابقة، وإغراق ملايين الأشخاص في الظلام لرابع شتاء تشهده البلاد منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة "إثارة الفوضى" بين السكان من خلال هذه الضربات التي ألحقت أضراراً كذلك بقطاع الغاز الأوكراني، فيما توجه أوكرانيا من جانبها ضربات على روسيا مستهدفة مصافي النفط، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات فيها منذ الصيف.

كما قصف الجيش الأوكراني أخيراً محطة كهرباء في منطقة بيلغورود الحدودية الروسية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي هناك.

 

نددت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بهجوم روسي بالمسيرات استهدف قافلة مساعدات تابعة للهيئة الدولية في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، مشيرة إلى أنه قد يرقى إلى جريمة حرب.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا ماتياس شمالي في بيان، إن "هذا النوع من الهجمات غير مقبول على الإطلاق. القانون الدولي يحمي العاملين في مجال الإغاثة ويجب ألا يتعرّضوا إلى الهجوم إطلاقاً".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كييف أن القوات الروسية استهدفت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في منطقة خيرسون المحتلة جزئياً، مؤكدة عدم سقوط ضحايا.

وأفاد مسؤول الإدارة العسكرية في المنطقة أولكسندر بروكودين بأن الهجوم الروسي بالمسيّرات والمدفعية وقع قرب بلدة بيلوزركا الواقعة على خط الجبهة. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن "المحتلين استهدفوا عمداً شاحنات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالمسيرات والمدفعية".

وقال بروكودين، إن القافلة كانت مؤلفة من أربع مركبات احترقت إحداها فيما تعرضت الأخرى "لأضرار جسيمة"، فيما لم تُصب الأخريان.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا الضربة بأنها "انتهاك وحشي آخر للقانون الدولي يثبت استخفاف روسيا التام بحياة المدنيين وبالتزاماتها الدولية".

ونشر بروكودين صورة لشاحنة بيضاء تحمل شعار "برنامج الأغذية العالمي" وهي مشتعلة وتتصاعد منها أعمدة الدخان.

ولم يصدر أي تعليق بعد من الجانب الروسي على الأمر.

ترحيب روسي برغبة ترمب

رحب الكرملين اليوم برغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في التركيز على البحث عن تسوية سلمية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وذلك بعد التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.

وفي خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي أمس، بعد توسطه في اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"، تحدث ترمب عن رغبته في إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه قال إنه سيركز على محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا أولاً.

وقال ترمب، موجهاً الحديث لستيف ويتكوف، مبعوثه الخاص الذي سبق أن أجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "أولاً، علينا إنهاء الملف الروسي. علينا إنجاز هذا الملف. إذا لم يكن لديك مانع يا ستيف، فلنركز على روسيا أولاً".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين، إن روسيا لا تزال منفتحة على المحادثات. وأضاف بيسكوف، عندما سُئل عن تصريحات ترمب، "نرحب بالتأكيد بهذه النوايا، ونرحب بتأكيد الإرادة السياسية لبذل كل ما في وسعنا لتعزيز البحث عن حلول سلمية".

وقال، "نحن بالفعل نعرف السيد ويتكوف جيداً، إنه صاحب تأثير، وقد أثبت كفاءته الآن في الشرق الأوسط، ونأمل في أن تواصل قدراته الإسهام في العمل الجاري في أوكرانيا".

وتتهم روسيا أوكرانيا بتعطيل المفاوضات وعدم تنفيذ مقترح لتشكيل مجموعات عمل للنظر في الجوانب المحتملة بخصوص اتفاق. كما تتهم أوكرانيا موسكو بعدم الجدية ووضع شروط تعادل مطالبتها بالاستسلام.

وقال بيسكوف، "لا يزال الجانب الروسي منفتحاً ومستعداً للحوار السلمي، ونأمل في أن يسهم نفوذ الولايات المتحدة والمهارات الدبلوماسية لمبعوثي الرئيس ترمب في تشجيع الجانب الأوكراني على أن يكون أكثر فاعلية واستعداداً للانخراط في عملية السلام".

وذكر بيسكوف أن الحوار مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا قد تعثر، في وقت يتحدث ترمب عن احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ "كروز" من طراز "توماهوك"، وهو أمر تشدد موسكو على أنها ستعده تصعيداً خطراً.

انقطاع الكهرباء

قال مسؤولان أوكرانيان إن القوات الروسية هاجمت خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بقنابل موجهة أمس الإثنين، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 30 ألف مشترك في ثلاث مناطق.

وكتب حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيهوبوف على تطبيق "تيليغرام" أن القوات الروسية استخدمت قنابل موجهة لمهاجمة مناطق نيميشليانسكي وسلوبيدسكي وشيفشينكيفسكي.

وقال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف إن القنابل الثلاث ألحقت أضراراً بمستشفى وخطوط لنقل الكهرباء، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن 30 ألف مشترك تقريباً. وأضاف أن أربعة أشخاص أصيبوا ونُقل بعضهم إلى أقسام مختلفة داخل المستشفى. وقال تيريخوف "للأسف، تضرر المستشفى بشدة وكان هناك مرضى بداخله. أصيب أربعة أشخاص بدرجات متفاوتة، وتحطمت نحو 200 نافذة". وتابع "تستهدف الهجمات عادة أهدافاً في مجال الطاقة، مثل (محطات) توليد الكهرباء وخطوط نقلها وشبكة الكهرباء ككل. والهدف هو إيقاف شبكة نقل الطاقة عن العمل".

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ركزت القوات الروسية هجماتها على أهداف مرتبطة بشبكة الكهرباء وصناعة الغاز الأوكرانية مع اقتراب فصل الشتاء في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

زيلينسكي سيتوجه إلى واشنطن للقاء ترمب

من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين إنه يعتقد أن نظيره التركي رجب طيب أردوغان يمكن أن يلعب دوراً محورياً في إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وأكد ترمب أمس الإثنين أنه سيستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة. ورداً على سؤال في شأن ما أعلنه زيلينسكي من أنه سيلتقي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض هذا الأسبوع، قال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من شرم الشيخ في مصر "أعتقد ذلك، نعم".

وكان الرئيس الأوكراني أعلن أنه سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع للقاء نظيره الأميركي ومسؤولين آخرين في قطاعي الطاقة والدفاع. وقال في مؤتمر صحافي عُقد في كييف إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "سألتقي الرئيس ترمب في واشنطن هذا الأسبوع". وأضاف "نحتاج إلى مناقشة سلسلة من الإجراءات التي أود اقتراحها على الرئيس"، من دون أن يكشف أي تفاصيل. وأعرب زيلينسكي عن أمله في لقاء ترمب الجمعة، مشيراً إلى أنه سيعقد "اجتماعات أخرى" مع مسؤولين أميركيين.

وأشار إلى اجتماعات في الولايات المتحدة مع ممثلي "شركات عسكرية" وأعضاء في الكونغرس. وأوضح أن "القضية الرئيسية ستكون الدفاع الجوي، لكنني سألتقي أيضاً (ممثلي) شركات في قطاع الطاقة".

في السياق، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الرئيس الأميركي سيلتقي بنظيره الأوكراني الجمعة على غداء عمل في وقت تتزايد فيه المناقشات في شأن احتمال تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.

 

وقال أحد المصادر إن من المتوقع أن تشمل المواضيع الرئيسة للنقاش الدفاع الجوي، والمزيد من الأسلحة الأميركية لكييف، واحتمال عودة روسيا إلى طاولة المفاوضات. وطلبت المصادر عدم نشر أسمائهم نظراً لعدم الإعلان عن الزيارة.

وأشار زيلينسكي في منشور مساء الإثنين على منصة إكس إلى أن وفداً يضم كبار المسؤولين الأوكرانيين، بما في ذلك رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو سفيريدينكو ومدير المكتب الرئاسي أندري يرماك وسكرتير المجلس القومي للأمن والدفاع رستم عمروف، في طريقه إلى الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعرب زيلينسكي عن "امتنانه" للرئيس الأميركي، مشيداً بـ"الحوار" القائم معه وبـ"دعمه" لأوكرانيا. وفي نهاية الأسبوع الفائت، أجرى الرئيس الأوكراني اتصالين هاتفيين خلال يومين مع نظيره الأميركي.

وقال زيلينسكي أمس الإثنين إنه ناقش "بالتفصيل" مع ترمب خلال هاتين المكالمتين "قدرات أوكرانيا (لتوجيه ضربات) بعيدة المدى".

والأحد، قال الرئيس الأميركي إنه قد يحذر نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن كييف يمكن أن تحصل على صواريخ "توماهوك" في حال لم تنه موسكو الحرب التي اندلعت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

 

اتفاق غزة يمنح أوكرانيا "أملاً أكبر في السلام"

في تصريح آخر قال زيلينسكي الإثنين إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المبرم بدفع من ترمب يعطي "أملاً أكبر في السلام" في أوكرانيا، حيث يسعى الأخير إلى التوسط مع روسيا.

وكتب عبر حسابه على "فيسبوك"، "عندما يتحقق السلام في جزء من العالم، فإنه يعطي أملاً أكبر في تحقيق السلام في مناطق أخرى". وأضاف أن "قيادة وتصميم الجهات الفاعلة العالمية يمكن بالتأكيد أن يكونا لصالحنا في أوكرانيا أيضاً"، مشيداً بترمب الذي اعتبر أنه يتحلى بالصفتين.

بدوره أشار المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى أنه سيتابع مع الرئيس الأميركي الوضع في أوكرانيا، "لنرى ما يمكننا أن نفعله معاً لإنهاء الحرب".

وقال ميرتس للصحافيين على هامش مشاركته في القمة في شأن مستقبل قطاع غزة بشرم الشيخ في مصر، "نعتمد (...) على استمرار دعم ومساعدة الولايات المتحدة. وكما أثبتم ذلك في هذه المنطقة (الشرق الأوسط)، عليكم أيضاً أن تثبتوا ذلك معنا في أوكرانيا وفي مواجهة روسيا". وأضاف الزعيم الألماني "إذا وقف المجتمع الدولي متحداً، سيتسنى" تحقيق السلام.

ميدفيديف يحذر من تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"

في روسيا قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الإثنين إن توريد صواريخ "توماهوك" الأميركية لأوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الجميع، وبخاصة على الرئيس الأميركي.

وقال ميدفيديف، وهو من أبرز المتشددين والذي لم يتردد في السخرية من ترمب مراراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن من المستحيل التمييز بين صواريخ "توماهوك" التقليدية وتلك المزودة برؤوس نووية بمجرد إطلاقها. وهي نقطة سبق أن شدد عليها أيضاً المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي منشور له عبر تطبيق "تيليغرام" تساءل ميدفيديف "كيف ينبغي لروسيا أن ترد؟ بالضبط!"، في ما بدا تلميحاً إلى أن رد موسكو سيكون نووياً.

وكتب ميدفيديف "لا يسع المرء إلا أن يأمل أن يكون هذا تهديداً فارغاً آخر... مثل إرسال غواصات نووية إلى مناطق أقرب إلى روسيا". وكان يُلمح إلى تصريح ترمب في أغسطس (آب) بأنه أمر غواصتين نوويتين بالاقتراب من روسيا رداً على ما وصفه بتصريحات ميدفيديف "الاستفزازية للغاية" حول خطر الحرب.

وقال بوتين إن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"، التي يبلغ مداها 2500 كيلومتر، وقادرة على ضرب أي موقع داخل روسيا الأوروبية، بما في ذلك موسكو، من شأنه أن يُدمر العلاقات بين موسكو وواشنطن.

من جانبه قال زيلينسكي إن أوكرانيا ستستخدم صواريخ "توماهوك" فقط لأغراض عسكرية ولن تستهدف بها المدنيين في روسيا إذا زودتها الولايات المتحدة بها.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار