ملخص
يرفض الديمقراطيون توفير الأصوات القليلة التي يحتاج إليها الجمهوريون الحاكمون لإعادة فتح الإدارات الفيدرالية ما لم يتفق الجانبان على تمديد حزم الدعم للرعاية الصحية التي تنقضي مهلتها قريباً، وهو ما يعني زيادة كبيرة في الكلف بالنسبة إلى ملايين الأميركيين من أصحاب الدخل المنخفض.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقناة "فوكس نيوز"، "أعتقد أننا نحقق تقدماً نحو إنهاء الإغلاق الحكومي". وجاء ذلك بعدما قال إن الديمقراطيين أغلقوا الحكومة في خضم واحدة من أنجح الفترات الاقتصادية التي شهدتها البلاد على الإطلاق.
وكتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "للأسف، أثّر ذلك في العديد من البرامج والخدمات التي يعتمد عليها الأميركيون، وكان لا ينبغي أن يحدث هذا". وأضاف قائلاً، "يسعدني العمل مع الديمقراطيين بشأن سياساتهم الفاشلة في مجال الرعاية الصحية، أو أي أمر آخر، لكن يجب أولاً إنهاء الإغلاق الحكومي". وختم ترمب منشوره بالقول، "يجب على الديمقراطيين السماح بإعادة فتح حكومتنا، وينبغي أن يحدث ذلك الليلة".
وتمثل الرعاية الصحية نقطة شائكة رئيسية أمام محاولات إنهاء الإغلاق الحكومي.
في المقابل، رفض مجلس الشيوخ الأميركي أمس الإثنين مشروع قانون قدمه الجمهوريون لتمويل الحكومة وإنهاء الإغلاق بعد رفض مشروع قانون آخر للديمقراطيين، وفق "رويترز".
ودخل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الإثنين أسبوعه الثاني. ويرفض الديمقراطيون توفير الأصوات القليلة التي يحتاج إليها الجمهوريون الحاكمون لإعادة فتح الإدارات الفيدرالية ما لم يتفق الجانبان على تمديد حزم الدعم للرعاية الصحية التي تنقضي مهلتها قريباً، وهو ما يعني زيادة كبيرة في الكلف بالنسبة إلى ملايين الأميركيين من أصحاب الدخل المنخفض.
ومع نفاد أموال الحكومة منذ الأربعاء وتوقفها التام، بدا أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على وشك التصويت ضد مشروع قانون تمويل موقت أقره مجلس النواب للمرة الخامسة.
ويمثل هذا الموقف المتشدد للديمقراطيين لحظة نادرة من النفوذ لحزب المعارضة في فترة يسيطر فيها ترمب وجمهوريون موالون له بشدة على جميع فروع الحكومة.
ومع عدم تجديد التمويل، يتم تعليق الخدمات غير الأساسية. ويُرتقب حجب رواتب مئات الآلاف من موظفي القطاع العام ابتداءً من الجمعة، فيما تتوقف رواتب العسكريين اعتباراً من الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا تسريح للموظفين بعد
صعد ترمب الموقف بصفة جذرية عبر تهديده بتسريح أعداد كبيرة من موظفي الحكومة، بدلاً من منحهم إجازات موقتة، كما كان يحدث في كل إغلاق حكومي سابق على مر الأعوام.
وتراجع البيت الأبيض أمس الإثنين عن تأكيد الرئيس الأميركي أن موظفين بالحكومة يجري تسريحهم بالفعل بسبب الإغلاق الحكومي، لكنه حذر من أن فقد الوظائف قد يحدث.
وكان ترمب قد قال مساء أول من أمس الأحد إن عمليات تسريح تتم في الوقت الحالي، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قالت أمس إنه كان يشير إلى الذين تم منحهم إجازات موقتة منذ أن سمح الكونغرس بانقضاء أجل التمويل، وأضافت في إفادة صحافية أن مكتب الموازنة في البيت الأبيض "يواصل العمل مع الوكالات في شأن من سيتعين للأسف تسريحهم إذا استمر هذا الإغلاق".
ويتمسك الجمهوريون بمواقفهم، وطلب رئيس مجلس النواب مايك جونسون من أعضاء المجلس عدم الحضور إلى الكونغرس إلا إذا رضخ الديمقراطيون. في المقابل، اعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز أن الجمهوريين هم من يعرقلون أي أمل في المفاوضات.
وقال في مؤتمر صحافي عُقد في نيويورك الأحد، "على مايك جونسون والنواب الجمهوريين العودة إلى العمل. قوموا بعملكم. سيكون الديمقراطيون حاضرين".
من جانبه، حمل جونسون - الذي كان من المقرر أن يلقي كلمة أمام الصحافيين في مبنى الكابيتول الأميركي - المسؤولية لزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر. وقال لشبكة "أن بي سي"، "نحتاج منهم إلى إعادة تشغيل الأنوار حتى يتمكن الجميع من أداء عملهم. لقد قام مجلس النواب بعملنا".
مطار بلا مراقبين
ظل مطار بوربانك في كاليفورنيا من دون مراقبي حركة جوية لساعات أمس، وفق ما أعلن حاكم الولاية غافن نيوسوم، عازياً ذلك إلى الإغلاق الحكومي.
ويؤثر النقص في مراقبي الحركة الجوية في مطار بوربانك، وهو مرفق جوي ثانوي في لوس أنجليس يستقبل نحو 6 ملايين مسافر سنوياً.
وكتب الحاكم الديمقراطي ساخراً عبر "إكس"، "شكراً دونالد ترمب!"، وأضاف مخاطباً الرئيس الأميركي "مطار بوربانك خال من مراقبي الحركة الجوية من الساعة 16:15 حتى 22:00 بسبب الشلل في الموازنة الذي تسببت به".
وقد أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (أف أي أي) نشرة أفادت فيها بتأخير الرحلات المغادرة لساعتين ونصف الساعة، مشيرة إلى "نقص الموظفين" كأحد الأسباب.
وأوضحت مصادر في مطار بوربانك رداً على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، أن "العمليات مستمرة" في المطار، وقال ناطق باسم المطار "ننصح المسافرين بالتواصل مع شركات الطيران قبل المجيء إلى المطار للاستفسار عن أي تأخيرات أو إلغاءات محتملة".
وذكرت قناة "أي بي سي 7" أن هذا التعليق لعمل المراقبين الجويين أدى إلى نقل مهام يؤديها عادة برج المراقبة في مطار بوربانك إلى فريق موجود في سان دييغو على بعد أكثر من 200 كيلومتر جنوباً.
وعلى رغم الإغلاق الحكومي فإن مراقبي الحركة الجوية الذين توظفهم إدارة الطيران الفيدرالية يعتبرون عمالاً أساسيين، ويفترض أن يواصلوا عملهم بصرف النطر عن توفر أجورهم، غير أن هذا النظام القائم على التطوع وحس الواجب له حدوده، وقد خبرت الولايات المتحدة هذا الوضع خلال ولاية ترمب الأولى، عندما عانت البلاد شللاً في الموازنة استمر 35 يوماً في فترة هي الأطول في تاريخها.
في المطارات، بدأ بعض عناصر الأمن الذين لم يتقاضوا رواتبهم بأخذ إجازات مرضية، ورفع مراقبو الحركة الجوية دعاوى قضائية ضد الحكومة في محاولة لتحصيل رواتبهم.